أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الجمعة، أن "بعض القضايا ظلت عالقة من دون أن تحل بعد" خلال مفاوضات فيينا النووية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الوفد الإيراني المفاوض يواصل المحادثات التي "اقتربت من اتفاق جيد".
وجاء كلام عبد اللهيان بعيد وصوله إلى مدينة ميونخ الألمانية للمشاركة في مؤتمر ميونخ للأمن الـ58.
وقال عبد اللهيان، في حديث مع التلفزيون الإيراني، إن مفاوضات فيينا "اقتربت بشكل كبيرا جدا من الوصول إلى اتفاق جيد أصبح في المتناول"، مؤكداً أن "على الأطراف الغربية إظهار مبادرات ومرونة حقيقية، وهم الذين يحددون وصول المفاوضات إلى نتيجة خلال أيام أو عدة أسابيع".
فيما أشار إلى أن مباحثاته في ميونخ ستتناول شرح السياسة الخارجية للحكومة الإيرانية الجديدة، وبيان مواقف إيران (من القضايا) الإقليمية، "مع التركيز على موضوع مفاوضات فيينا لرفع العقوبات".
وأعرب الوزير الإيراني عن أمله أن تفضي مفاوضات فيينا إلى "اتفاق جيد في المستقبل القريب".
ويجري الوزير الإيراني على هامش المؤتمر لقاءات مع أطراف مفاوضات فيينا المشاركة في مؤتمر ميونخ بشأن هذه المفاوضات، لكن حسب الخارجية الأميركية، لا يتوقع أن يلتقي عبد اللهيان نظيره الأميركي أنتوني بلينكن.
وكشفت مصادر مطلعة مواكبة للمفاوضات في فيينا، اليوم الجمعة، لـ"العربي الجديد"، أن المباحثات بين عبد اللهيان ونظرائه في الترويكا الأوروبية (ألمانيا وبريطانيا وفرنسا) خلال مؤتمر ميونخ للأمن؛ "تشكل محطة مهمة للغاية، ولعلها نهائية، لمفاوضات فيينا".
وأضافت المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها، أن "مفاوضات فيينا تنتظر ما سيتمخض عن اللقاءات بين وزير خارجية إيران وبعض نظرائه من أطراف المفاوضات"، مشيرة إلى أنه "لا تخطيط حتى الآن للقاء بين الوزير الإيراني ونظيره الأميركي، وكل شيء مرتبط بما سيحدث هناك".
ولفتت المصادر إلى أن مؤتمر ميونخ "سيشهد مفاوضات غير مباشرة" بين أمير عبد اللهيان وبلينكن، مؤكدة أن المفاوضين في فيينا "بانتظار حل النقاط الخلافية الحساسة في ميونخ"، مع الحديث عن أنه "بعد تقدم جيد حصل خلال الأيام الماضية؛ هناك رهان على مباحثات ميونخ لحل آخر الخلافات"، التي وصفتها المصادر بأنها "حساسة ومهمة".
مسؤول أوروبي: لدينا نصٌ قريب مما سيكون اتفاقاً
وعلى صعيد متصل، نقلت "رويترز" عن مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، قوله إنّ صفقة أميركية-إيرانية لإحياء اتفاق إيران النووي المبرم عام 2015 أصبحت قريبة، لكن النجاح يعتمد على الإرادة السياسية للأطراف المعنية.
وأضاف المسؤول: "أتوقع اتفاقا الأسبوع المقبل أو الأسبوعين المقبلين، أو نحو ذلك. أعتقد أن لدينا على الطاولة الآن نصا قريبا جدا جدا مما سيكون اتفاقا نهائيا".
وأردف مسؤول الاتحاد الأوروبي بالقول: "تم الاتفاق بالفعل على معظم القضايا. لكن كمبدأ في مثل هذه المفاوضات، لا يتم الاتفاق على شيء حتى يتم الاتفاق على كل شيء. وبالتالي، ما زالت لدينا... بعض التساؤلات، التي بعضها سياسي ويصعب الاتفاق بشأنها".
وتابع أن التوصل إلى اتفاق "بات ضروريا، لأن برنامج إيران الحساس لتخصيب اليورانيوم يمضي قدما بسرعة". ودأبت إيران على نفي سعيها لتصنيع أسلحة نووية.
وقال المسؤول: "إنهم يتقدمون كثيرا على الأرض وبسرعة لا تتسق مع بقاء خطة العمل الشاملة المشتركة على المدى الطويل"، في إشارة إلى العنوان الرسمي للاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية.
من جهته، أكد المندوب الروسي في المفاوضات ميخائيل أوليانوف أن مفاوضات فيينا "في مرحلتها النهائية"، مشيراً إلى أن هناك "احتمالا كبيرا" للوصول إلى اتفاق حتى نهاية الشهر الجاري، وفقا لوكالة "إيتار تاس" الروسية للأنباء.
وتتواصل المفاوضات في فيينا، إذ أجرى كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني ومنسق مفاوضات فيينا أنريكي مورا، الذي يشغل منصب نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، مباحثات اليوم الجمعة أيضاً.