توجه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الجمعة، إلى ألمانيا للمشاركة في مؤتمر ميونخ للأمن الـ58، وفقاً للتلفزيون الإيراني.
ويجري الوزير الإيراني على هامش المؤتمر لقاءات مع أطراف مفاوضات فيينا المشاركة في مؤتمر ميونخ، لإجراء مباحثات بشأن هذه المفاوضات، لكن حسب الخارجية الأميركية، لا يتوقع أن يلتقي عبد اللهيان نظيره الأميركي أنتوني بلينكن.
وكشفت مصادر مطلعة مواكبة للمفاوضات في فيينا، لـ"العربي الجديد"، عن أن المباحثات بين عبد اللهيان ونظرائه في الترويكا الأوروبية (ألمانيا وبريطانيا وفرنسا) خلال مؤتمر ميونخ للأمن؛ "تشكل محطة مهمة للغاية، ولعلها نهائية، لمفاوضات فيينا".
وأضافت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها أن "مفاوضات فيينا تنتظر ما سيتمخض عن اللقاءات بين وزير خارجية إيران ونظرائه من بعض أطراف المفاوضات"، مشيرة إلى أن "لا تخطيط حتى الآن للقاء بين الوزير الإيراني ونظيره الأميركي، وكل شيء مرتبط بما سيحدث هناك".
ولفتت المصادر إلى أن مؤتمر ميونخ "سيشهد مفاوضات غير مباشرة" بين أمير عبد اللهيان وبلينكن، مؤكدة أن المفاوضين في فيينا "بانتظار حل النقاط الخلافية الحساسة في ميونخ"، مع الحديث عن أنه "بعد تقدم جيد قد حصل خلال الأيام الماضية؛ هناك رهان على مباحثات ميونخ لحل آخر الخلافات"، التي وصفتها المصادر بأنها "حساسة ومهمة".
ومساء الأربعاء، في مؤتمره الصحافي، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، رداً على سؤال عما إذا كان وزير الخارجية الأميركي سيلتقي نظيره الأيراني خلال مؤتمر ميونخ: "على الأقل لا أتوقع حصول لقاء بين وزيري خارجية البلدين، لكن ما أقوله وكنت أردده دائماً هو أننا نعتقد أن المفاوضات المباشرة بين إيران والولايات المتحدة ستكون في مصلحتنا".
وأضاف أن المفاوضات غير المباشرة بين البلدين خلال مفاوضات فيينا تحولت إلى "عقبة" في هذه المحادثات المعقدة الفنية المليئة بالتفاصيل.
وتُعقد حالياً الجولة الثامنة، وهي أطول الجولات ضمن محادثات فيينا، وقد انطلقت يوم 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتوقفت خلالها المفاوضات ثلاث مرات. وتؤكّد جميع الأطراف أن المفاوضات قد دخلت مرحلتها الأخيرة، وأن الاتفاق بات رهين قرارات سياسية للطرفين الرئيسين؛ الأميركي والإيراني، اللذين يرميان الكرة كل إلى ملعب الآخر بالقول إن على الطرف الآخر اتخاذ تلك القرارات.
وفي السياق، حذرت فرنسا، الأربعاء، من أنّ أمام إيران "بضعة أيام" متبقية فقط للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، في وقت قال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني إنّ بلاده اقتربت من التوصل إلى اتفاق في مفاوضات فيينا الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي "أكثر من أي وقت مضى".