أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ضرورة تكثيف الجهود والعمل لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، مشدداً على أنّ العدوان يجب ألا يستمرّ من الآن وإلى غاية 20 يناير/ كانون الثاني المقبل، موعد تسلّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه. ووصل عبد العاطي إلى العاصمة اللبنانية صباح اليوم الأربعاء ومعه شحنة من المساعدات إلى الشعب اللبناني، وسيلتقي المسؤولين اللبنانيين سياسيين وعسكريين، لبحث التطورات العسكرية، ومسار المفاوضات والمساعي الدولية لوقف إطلاق النار.
وتزامن وصول وزير خارجية مصر إلى بيروت مع تجدّد القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تقع على مسافة قريبة من المطار، وذلك بعدما شهد يوم أمس الثلاثاء سلسلة غارات جوية مكثفة في ساعات الصباح والمساء، وسَّعت رقعة التدمير والتهجير في مناطق الليلكي، وحارة حريك، وبرج البراجنة والغبيري، إلى جانب ارتكاب العدو سلسلة مجازر في مناطق يستهدفها للمرة الأولى منذ بدء العدوان في محافظة جبل لبنان.
وتأتي هذه التطورات مع الإعلان أيضاً عن بدء المرحلة الثانية من العمليات الإسرائيلية البرية في لبنان، في وقتٍ يجري الحديث عن مساعٍ خارجية، ولا سيما أميركية، للتوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار، ما تضعه أوساط سياسية لبنانية في إطار محاولة الاحتلال تعزيز شروطه التفاوضية تحت النار، علماً أنّ الجانب اللبناني يرفض قيام أي مفاوضات قبل وقف العدوان.
وزير خارجية مصر: اتصالات مكثفة لوقف العدوان
وفي تصريح له من مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي في بيروت، قال عبد العاطي إنّ "الاتصالات مستمرّة بشكلٍ يوميّ مع الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والاتحاد الأوروبي والأشقاء في المنطقة العربية لهدفٍ واحدٍ، وهو وقف العدوان الغاشم على لبنان، بأسرع وقتٍ ممكنٍ، إذ لا يمكن السماح باستمراره تحت أي ذريعة أو حجة أو مبرّر، ونحن نتطلّع بكل خير واستقرار للبنان".
وشدد عبد العاطي على أنّ "مصر تقف إلى جانب لبنان بشكلٍ كاملٍ، وهي تقدّم كلّ أشكال الدعم الممكنة لمساعدة الشعب اللبناني الشقيق في هذه المحنة، وقد أتيت برسالة وتوجيهات من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومعي الشحنة الرابعة في إطار الجسر الجوي الذي تقيمه السلطات والحكومة المصرية لدعم الشعب اللبناني، فهذا واجب ومسؤولية مصر تجاه أشقائها في لبنان وستستمرّ به". وأشار إلى أنّ الصمت "مخجل من المجتمع الدولي عن الجرائم التي ترتكب، وكذلك شلل مجلس الأمن وآليات الأمم المتحدة، ويجب التضامن مع لبنان".
عبد العاطي: هناك العديد من الأفكار المطروحة ويتعين أن تنصب في إطار هدف واحد وهو وقف العدوان
وأكد الوزير المصري: "سنستمرّ في كل الجهد المخلص والصادق والدؤوب لوقف العدوان الغاشم والتوصل الفوري لوقف إطلاق النار وتقديم كل أشكال الدعم، الممكن سواء مساعدات إغاثية وطبية وإيوائية وكل أشكال المساعدات"، مشيراً إلى أن "الاتصالات ستستمرّ مع أميركا والأطراف الدولية والدول التي تتوافق معنا لتكثيف الضغط من أجل وقف العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، ونتطلع إلى التعاون مع الإدارة الأميركية الجديدة".
ولفت عبد العاطي إلى أن "هناك العديد من الأفكار المطروحة، ويتعين أن تنصبّ في إطار هدف واحد، وهو وقف العدوان، وهناك قضية الشغور الرئاسي في لبنان، وهي مهمة إلى جانب دعم مؤسسات الدولة اللبنانية وتمكينها من ضمنها الجيش اللبناني". وأكد في السياق: "نرفض أي إملاءات أو ضغوط خارجية في ملف الرئاسة اللبنانية، كما نرفض أن يكون انتخاب الرئيس شرطاً من شروط وقف إطلاق النار، فالمساران يتعين أن يسيرا بشكل متوازٍ، وأن يكون هناك رئيس للبنان في هذه الظروف الصعبة أمرٌ مهمٌّ جداً"، مشدداً على أن "مصر تؤكد الملكية الوطنية اللبنانية لهذا الملف".