أجرى وفد أميركي وصل يوم أمس الثلاثاء إلى مناطق نفوذ الإدارة الذاتية في شمال شرق سورية، التي تسيطر عليها عسكرياً قوات سورية الديمقراطية (قسد)، زيارات إلى سجن غويران ومخيم الهول بالحسكة، وبلدة عين العرب بريف حلب، كما زار اليوم الأربعاء مدينة منبج.
وقال مراسل "العربي الجديد" في الحسكة إن الوفد يضم السيناتور الأميركي ليندسي غراهام، وقائد قوات التحالف الدولي في العراق وسورية، الجنرال جون برينان ومسؤولين آخرين.
وأوضح أن الوفد الأميركي يزور المنطقة عقب جولة أجراها قبل أيام في إقليم كردستان العراق وتركيا، وسط معلومات عن مشروع سيقدمه الوفد لإقامة تقارب بين إدارة شمال وشرق سورية والحكومة التركية بهدف إنشاء منطقة عازلة بإشراف حكومة إقليم كردستان العراق.
وبحسب المراسل، فإن الوفد الأميركي الذي ما يزال متواجداً في شمال شرق سورية التقى قيادات في "قسد" ومجلس سورية الديمقراطية (مسد) و"الإدارة الذاتية".
وكان السيناتور الأميركي ليندسي غراهام قال، في لقاء مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية في 30 حزيران/ يونيو الماضي إن التحدي الذي يواجه واشنطن هو كيف ندعم أولئك الذين ساعدونا في تدمير خلافة "داعش" (قسد) دون تقويض الأمن القومي التركي"؟ وأردف: "لقد أزعجت هذه المشكلة الإدارات الجمهورية والديمقراطية على حد سواء، لكن هناك أمراً واحداً مؤكداً: لن يتم حلها بتجاهلها. عملت كل من إدارتي ترامب وبايدن على إيجاد حل، لكن الفوضى في جميع أنحاء العالم جعلت هذه القضية على نار هادئة".
وأكد "غراهام" على ضرورة أن يعمل الكونغرس وبايدن معاً لإيجاد حل في سورية قبل فوات الأوان، مضيفاً أن "الأمر يستدعي الاهتمام العاجل لأن (داعش) بدأ في الظهور من جديد في شمال شرق سورية". ووصف مخيم الهول للنازحين الذي يضم ما يقدر بنحو 57000 لاجئ، بأنه بمثابة بؤرة لتجنيد "داعش".
ورأى أنها مسألة وقت فقط قبل أن تنفجر هذه المشكلة، وأن المستفيد الأكبر من الصراع الإقليمي الإضافي سيكون "داعش".
من جانبه، قال المتحدث باسم قوات سورية الديمقراطية (قسد) آرام حنا، لـ"العربي الجديد"، إن قوات سورية الديمقراطية لا تزال تتبادل مع التحالف الدولي التقارير الميدانية والمعلومات الاستخبارية وتقوم بعمليات مشتركة ضد تنظيم "داعش"، مضيفاً أنه لا يملك معلومات كافية حول أهداف الزيارة الأميركية.
وتتزامن زيارة الوفد الأميركي مع تصعيد عسكري على الأرض وحشد القوات التركية وفصائل المعارضة لعناصرها وأسلحتها استعداداً لعملية عسكرية، في حين بدأت "قسد" تعاوناً مع قوات النظام السوري للتصدي لهذه العملية.