كثّفت سلطنة عمان تحركاتها لإنهاء الأزمة اليمنية وإقناع جماعة الحوثيين بوقف إطلاق النار، وذلك غداة الإعلان عن فشل الجهود الأميركية في حل النزاع المتصاعد منذ 6 سنوات.
وبدأ وفد عماني رفيع، اليوم السبت، زيارة هي الأولى من نوعها إلى صنعاء، للقاء قيادة جماعة الحوثيين، بالتزامن مع زيارة يجريها وزير الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، أحمد عوض بن مبارك، إلى مسقط.
ورافق الوفدَ قياديون حوثيون كانوا عالقين في مسقط منذ عام 2016، وعلى رأسهم كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام. ومن المرجّح أن يكون الوفد العماني واليمني قد حصل على موافقة من قبل السعودية التي تقود تحالفا عسكريا دعما للحكومة المعترف بها، لدخول صنعاء، بحكم سيطرة التحالف على أجواء المطار المغلق منذ 2016.
وكان التحالف يرفض، في السابق، السماح لعبد السلام وقياديين آخرين بالعودة إلى صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، منذ أن شاركوا في محادثات سلام في الكويت قبل خمس سنوات.
وقال عبد السلام، في تصريحات نقلتها قناة "المسيرة " المتحدثة باسم الجماعة، إن زيارة الوفد العماني هدفها "التباحث حول الوضع في اليمن على أساس مبدأ حسن الجوار والمصالح المشتركة".
وأشار عبد السلام إلى أن جماعته "تعمل على الدفع بعملية ترتيبات الوضع الإنساني وكذلك عملية السلام".
وتلعب سلطنة عمان دورا رئيسيا في الوساطة بين الحوثيين والجانب الأميركي والسعودي، في ما يخص مبادرات إنهاء الأزمة اليمنية. ووفقا لكبير المفاوضين الحوثيين، فإن الزيارة تأتي استكمالا للجهود التي بذلت في السلطنة.
ومن المقرر أن يلتقي الوفد العماني، في وقت لاحق اليوم السبت، بزعيم جماعة الحوثيين، عبد الملك الحوثي، لعرض النتائج الأخيرة التي طرحها المبعوث الأميركي تيموثي ليندركينغ والأممي مارتن غريفيث.
وكانت الخارجية الأميركية قد أعلنت، أمس الجمعة، فشل مبعوثها إلى اليمن في التوصل إلى حل للأزمة خلال جولته الأخيرة في المنطقة، وحمّلت الحوثيين مسؤولية رفضهم الانخراط في وقف إطلاق النار واتخاذ خطوات لحل النزاع.
في سياق غير بعيد، تسلّم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، السبت، رسالة خطية من أمير دولة الكويت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وذلك بالتزامن مع حراك دولي وعُماني لحل الأزمة اليمنية.
ولم تكشف وكالة "سبأ" الرسمية اليمنية عن مضمون الرسالة التي نقلها وزير الخارجية الكويتي، أحمد ناصر المحمد الصباح، والذي جدد موقف بلاده الثابت تجاه اليمن ودعمه ومساندته ومؤازرته في مختلف المواقف والظروف.
وأشارت الوكالة إلى أن اللقاء الذي جمع الرئيس هادي بالوزير الكويتي "بحث فرص السلام الممكنة، بما يعزز الأمن والاستقرار المنشود لليمن والمنطقة بصورة عامة".
وسبق للكويت استضافة جولة طويلة من المشاورات اليمنية أواخر 2016 والتي استمرت لمدة 90 يوما، ومن المرجح أن تكون الرسالة الجديدة قد حملت طلبا كويتيا باستضافة مراسم توقيع محتمل لاتفاق إنهاء الأزمة اليمنية.
وحسب الوكالة، فقد أكد الرئيس هادي "موقف اليمن الدائم نحو السلام ووقف الحرب وتنسيق المواقف والجهود مع الأشقاء في الكويت"، لافتا إلى أن "دولة الكويت كانت سباقة في دعمها للحوار والتنمية والسلام".