"يديعوت أحرونوت": أمر دخول الجيش الإسرائيلي إلى لبنان جاهز وتوقف "حزب الله" أسوأ السيناريوهات
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، أن الأمر لدخول جيش الاحتلال الأراضي اللبنانية جاهز، وهو رهن إشارة المستوى السياسي، في الوقت الذي تتواصل فيه تهديدات تل أبيب بتوسيع الحرب ضد "حزب الله"، في حال لم تفض الجهود الدبلوماسية إلى حلول تمكن سكان المستوطنات والمناطق الحدودية من العودة إلى البيوت، مشيرة إلى أن "السيناريو الأسوأ هو توقف "حزب الله" عن إطلاق النار".
ويأتي هذا بعد يومين من الإعلان عن تصديق قائد هيئة أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي، ووزير الأمن يوآف غالانت، على خطط تتعلق بالتطورات على الجبهة الشمالية.
وذكر الصحافي والمعلّق في الصحيفة، ناحوم برنيع، أن الفرقة 91 في جيش الاحتلال، التي أوكلت إليها المهمة على الحدود الشمالية، جاهزة للدخول إلى لبنان، وأن "هذا هو مطلب الضباط والجنود"، مضيفاً أنه "ليس من الصحيح توقّع شيء آخر من المستوى العسكري، وبالتأكيد ليس بعد ثلاثة أشهر من انتظار صدور الأمر".
وأوضح برنيع أن الأمر لعملية برية في لبنان جاهز، ولكنه "محاصر" في مقر القيادة الشمالية وفي الفرقة العسكرية، في إشارة إلى أنه ليس من الواضح ماهية قرارات المستوى السياسي، وما ستؤول إليه التطورات وجهود الوساطة، مشددا على أن المستوى السياسي الإسرائيلي يتحدث عن ثلاثة سيناريوهات على الحدود اللبنانية بعد انتقال جيش الاحتلال إلى المرحلة المقبلة من الحرب على قطاع غزة، والتي ستعتمد على نيران أقل كثافة مقابل مداهمات وعمليات موضعية بناء على معلومات استخباراتية.
السيناريو الأسوأ توقف "حزب الله" عن إطلاق النار؟
ويرى أنه "إما أن تفضي الوساطة الأميركية الفرنسية إلى اتفاق يقنع سكان الشمال بالعودة إلى منازلهم، وإما أن يتوقف "حزب الله" عن إطلاق النار بينما تواصل إسرائيل القصف حتى التوصل إلى اتفاق، أو أن يستمر التصعيد أكثر وصولاً إلى حرب شاملة".
أما السيناريو الأسوأ في نظر قوات جيش الاحتلال الموجودة على الحدود الشمالية، بحسب ما نقلته الصحيفة العبرية، هو توقف "حزب الله" عن إطلاق النار، "ففي حالة من هذا النوع، سيرى العالم أنه بإمكان سكان المناطق الحدودية العودة إلى منازلهم وإلى قواعد اللعبة التي سادت حتى 6 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وعندها سيكون السؤال إن كان السكان سيعودون؟"، مضيفة أن "هناك شكاً كبيراً في ذلك"، بمعنى أنهم لن يوافقوا على العودة لعدم شعورهم بالأمان.
ونقلت الصحيفة عن رئيس المجلس المحلي في المطلة دافيد أزولاي قوله: "في كل ليلة أقوم بتلخيص عدد القذائف التي تلقيناها على مدار اليوم، ثم أتوجه للنوم وأستيقظ على ذات الوضع بالضبط. لا شيء يتغير. أنا لا أريد أموالاً من الحكومة، ولكني أريد أفقاً"، مضيفاً أن "على رئيس الحكومة اتخاذ قرار".
وأشار برنيع إلى تصاعد المعارك على الجبهة الشمالية والخسائر في الجانب الإسرائيلي وفي صفوف "حزب الله"، وإلى المعضلات التي يواجهها المستوطنون والمسؤولون في المستوطنات الحدودية، كون الأوضاع تراوح مكانها ولا تتغير.
وقال إنه يتفهم سكان المستوطنات القريبة من الحدود مع لبنان، والذين يرفضون العودة إلى منازلهم في ظل التصعيد الحالي، مشيراً في الوقت ذاته إلى تفهم موقف الوزراء الذين يشيرون إلى الخطر الكامن في حرب على جبهتين على الأقل، وأمام صواريخ دقيقة وبدون دعم أميركي.
وأضاف أن "الدولة ستخرج من هذا في النهاية. إنها قوية بما فيه الكفاية (..). ولكن الطريق طويل، وحقيقة أن لدينا حكومة مشلولة، غارقة في الفساد القطاعي، وسلوكيات جنائية، ومصالح شخصية، تجعل الطريق أطول".
وأجرى هليفي، يوم الأربعاء، تقييماً أمنياً في مقر القيادة الشمالية في جيش الاحتلال بمشاركة قائد المنطقة الشمالية الجنرال أوري جوردن، وعدد آخر من الضباط.
وقال هليفي خلال اللقاء: "مهمتنا الأولى هي إعادة السكان واستعادة الأمن، وهذا سيتطلب وقتاً. صدّقنا اليوم على عدد من الخطط للمراحل المقبلة، وعلينا أن نكون مستعدين للهجوم إذا اضطررنا لذلك. الجيش الإسرائيلي، بما فيه القيادة الشمالية، على درجة عالية من الجهوزية. حتى الآن، تدار الحرب هنا بطريقة صحيحة ومشددة، ويجب استمرار الأمر على هذا النحو. لن نعيد السكان بدون أمن والشعور بالأمان".
من جهته، نقل موقع "والاه" عن مصادر أمنية إسرائيلية، أمس الخميس، أن "الحرب في الشمال هي مسألة وقت فقط"، وأنه تمت المصادقة على خطط الحرب في لبنان وسيتعين على إسرائيل اتخاذ خطوات، والأخذ بعين الاعتبار احتمالات قيام "حزب الله" بمداهمة مفاجئة على غرار ما فعلته حركة "حماس" في السابع من أكتوبر.
وأضافت المصادر: "هناك عدد كبير جداً من الناشطين على طول الحدود والذين ينتظرون أخطاءنا. في المقابل، لا يمكن الانتظار لنرى متى سينزل (حسن) نصر الله عن الشجرة. رئيس هيئة الأركان ووزير الأمن صادقا على خطط متنوّعة. مع مرور الوقت لن تستطيع إسرائيل الانتظار حتى انتهاء العملية السياسية، وستضطر للإقدام على خطوات عسكرية، ليس ضد "حزب الله" فقط، وإنما ضد لبنان الذي لا يلجم المنظمة (..) التي تعمل من أراضيه دون سبب"، وفق مزاعمها.