اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء اليوم الثلاثاء، وضع عدد من قياداتها السياسية والعسكرية على قائمة "الإرهاب" الأميركية، إجراءً غير أخلاقي، ومناقضاً للقانون الدولي.
وأعلنت واشنطن وضع القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، وعضويّ المكتب السياسي لـ"حماس" روحي مشتهى، ويحيى السنوار، على قائمة "الإرهاب" الأميركية.
ومشتهى والسنوار هما أسيران محرران في صفقة تبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل، والتي تمت في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2011، والتي أُفرج بموجبها عن الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليط مقابل 1027 أسيراً وأسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال.
وقال المتحدث باسم "حماس" سامي أبو زهري، إنّ ذلك "يمثل تشجيعاً للإرهاب الإسرائيلي"، موضحاً أنّ هذا الإجراء "تافه ولن يفلح في منعنا من القيام بواجباتنا الوطنية لحماية شعبنا وتحرير أرض فلسطين".
وتعتبر واشنطن، حليف إسرائيل الوثيق في العالم، أنّ حركة "حماس" الفلسطينية تنظيم "إرهابي"، ولا تجري أي محادثات مع الحركة وقياداتها، وتمنع حتى مناصريها من دخول الأراضي الأميركية.
ورفضت واشنطن واللجنة الرباعية الدولية الاعتراف بنتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي أوصلت "حماس" إلى سدة الحكم في عام 2006.
وشملت الأسماء التي أعلنت عنها الخارجية الأميركية في بيانين منفصلين، اليوم الثلاثاء، الأسير اللبناني السابق سمير القنطار، وصنّفت الخارجية الأميركية القنطار والسنوار ومشتهى، ومحمد ضيف، إرهابيين عالميين، بموجب أمر تنفيذي رئاسي "يستهدف الذين شاركوا في تنفيذ أعمال إرهابية أو قدموا الدعم لإرهابيين". ويفرض هذا التصنيف على المواطنين الأميركيين عدم التعامل مع المدرجين في القائمة أو إبرام أي صفقة مع أي منهم فضلا عن تجميد جميع الممتلكات المنقولة وغير المنقولة التي من المستبعد أنهم يملكونها في الولايات المتحدة أصلا.
وركز أحد البيانين على إبراز أن الفلسطينيين الثلاثة هم مؤسسون لكتائب عز الدين القسام، واصفا الكتائب بأنها الجناح العسكري لـ"منظمة إرهابية"، هي حركة حماس بحسب تصنيف البيان لها. وأقرت الخارجية الأميركية في البيان أن السنوار ومشتهى كانا من أقدم الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل، لكنها أرجعت أسرهما عام 1988 إلى ما أسمته بـ "نشاطهما الإرهابي" المتمثل في خطف وقتل جنود إسرائيليين في أواخر عقد الثمانينيات، وأطلقت سراحهما بعد أن قضيا في السجن ربع قرن، في صفقة لتبادل أسرى فلسطينيين مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وتأخذ الخارجية الأميركية على السنوار ومشتهى أنهما دعيا الناشطين الفلسطينيين إلى أسر مزيد من الجنود الإسرائيليين. أما محمد ضيف، فقد تعامل معه البيان بصفته قائد كتائب عزالدين القسام، وأنه العقل المدبر لاستراتيجية حماس الهجومية على إسرائيل خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014.
وفي بيان منفصل أصدرته الخارجية في وقت متزامن مع البيان السابق تضمن إدراج الأسير اللبناني السابق في سجون الاحتلال سمير القنطار في القائمة ذاتها، فأصبح يحمل وصف إرهابي عالمي. واعترف البيان الأميركي أن القنطار قضى ثلاثة عقود من عمره في سجون إسرائيل، " بتهمة قتل إسرائيليين عام 1979"، قبل أن يفرج عنه في عام 2008، في إطار صفقة تبادل أسرى مع حزب الله اللبناني.
ولفت البيان إلى أن القنطار لدى عودته إلى لبنان كان في استقباله عناصر وقيادات في حزب الله اللبناني، معيدا التذكير بأن وزارة الخارجية الأميركية تعتبر الحزب منظمة إرهابية. وأخذت الخارجية على القنطار أنه أصبح لاحقا أحد المتحدثين الأكثر شعبية وبروزا في حزب الله اللبناني. وزعم البيان أن القنطار تولى أدوارا عملية جوهرية لاحقا في إيجاد بنية تحتية لحزب الله في هضبة الجولان السورية، وفي حشد الدعم لسورية وإيران، بحسب ما تضمنه البيان.
اقرأ أيضا: الخارجية الأميركية تنشر الآلاف من رسائل بريد كلينتون