وقال خوجة في حوار أجرته معه وكالة "الأناضول" "إن استطاعت هذه الدول أن توفر وقف القصف على المناطق الآمنة، كان به، وإن لم تستطع يجب أن تعمل على توفير البيئة الآمنة للسوريين في تلك المناطق والأخرى غير المحررة، عبر إمداد المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات، تمكنها من توفير هذه البيئة".
اقرأ أيضاً "رايتس ووتش": روسيا تقتل النساء والأطفال في حمص
وأضاف "أصبح الجميع يعرف منذ بداية استخدام النظام لسلاح الجو، أنه هو الذي يذكي حالة الفوضى، ويُشعل فتيل الحرب في المناطق الخارجة عن سيطرته، عبر الصواريخ والبراميل المُتفجّرة، ولكي نعمل على توفير بيئة الاستقرار، يجب أن يكون هناك ما يمنع هذه الطائرات من قصف المدنيين".
كما رأى أنّ "المُعادلة واضحة، لذلك ما نُريده من الأصدقاء ومن الأشقاء، إما أن يوفروا البيئة الآمنة، أو يُمكنوا الجيش السوري الحر من توفير ذلك".
وعن التدخل العسكري الروسي في سورية، والذي بدأ في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، اعتبر خوجة أنه "جاء لصالح تنظيم "داعش" وليس ضده"، لافتاً إلى أنّ "المناطق التي قصفها الطيران الروسي، هي مناطق المعارضة في محافظات حلب وإدلب (شمال)، وحمص (وسط)، وهي مناطق سكنية، وتتواجد فيها البيئة الحاضنة للجيش الحر، والخسائر كانت من بين المدنيين، فضلاً عن سقوط مدنيين آخرين في مناطق بالرقة (شمال)".
إلى ذلك، أشار إلى أنّه "حالياً باتت حلب محاصرة من ثلاث جهات، من قبل داعش، والنظام، والوحدات الكردية التي فتحت المجال للنظام لكي يكمل محاصرة المدينة".
كما اعتبر أن "حصار مدينة حلب، متوافق عليه من قبل هذه الجهات الثلاث، وأنّ التدخل الروسي جاء "لتدعيم هذه الجهات، ولتفكيك قوى الجيش الحر، والقوى المعتدلة".
كذلك، أوضح أنه منذ بدء التدخل العسكري الروسي، وصل عدد القتلى في سورية إلى ما يقارب 1800 قتيل، فيما نزح 250 ألفا من المدنيين من مناطقهم، وتم استهداف أكثر من 12 مستشفى كان آخرها في مدينة دوما (ريف دمشق)، فضلاً عن استهداف مستشفيات ميدانية في إدلب، وحلب، وحمص، معرباً عن رأيه بأن القصف الروسي "لا يقل بشاعةً عما يرتكبه النظام من جرائم".
وأضاف خوجة "مجرد دخول الآلة العسكرية الروسية إلى سورية، اعتبرناها (الائتلاف) قوة احتلال، ولنا الأحقية بمقاومته، والتحول إلى حركة تحرير وطنية ضد هذا الاحتلال، مع الفصائل العسكرية على الأرض، حيث إننا نواجه احتلالاً إيرانياً روسياً مزدوجاً".
وفي ما يتعلق باجتماعات فيينا، قال إنها "اجتماعات غير سورية، فالدول التي اجتمعت هي المهتمة بالأزمة، ولكن ما يهمنا هنا، هو أن تخرج هذه الدول بنتائج تؤدي إلى وقف القصف على الشعب السوري، وأن تمهد للعملية الانتقالية".
وبحسب خوجة، فإنّ "ما تمخض عن ذلك الاجتماع، هو اتفاق على تفاصيل، والموضوع الجوهري الأساسي هو رحيل الأسد، وهو السبب الأساسي لما يجري في سورية من قتل وتهجير وتطرف، وتوفير بيئة ملائمة للمجموعات العابرة للحدود".
اقرأ أيضًا: الطيران الروسي والأميركي يجريان تدريباً مشتركاً في الأجواء السورية
وعن مشاركة إيران في مفاوضات فيينا، قال إن "مشاركتها بالنسبة لنا، ليست إيجابية، فهي منذ البداية تقف إلى جانب النظام في قصف وقتل المدنيين، وهي لا تقل خطراً عن داعش".
من جهةٍ أخرى، أكد خوجة أنّ التواصل مع المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، ما زال موجوداً "في إطار السعي نحو أطر الحل السياسي".
وفيما يتعلق برؤيته للمرحلة المقبلة، أعرب عن اعتقاده أنها "ستشهد مزيداً من التنسيق من الدول الداعمة لهم (الائتلاف)"، قائلاً "هناك مواقف واضحة من دول صديقة وشقيقة للشعب السوري، وواضح جداً أن الموازين على الأرض بعد التدخل الروسي، لم تعد تعمل لصالح النظام، لذلك ما يعمل الروس على كسبه على الأرض وتمهيد الطريق للنظام لأن يسيطر عليه، يخسره النظام بعد يومين أو ثلاثة".
أما عن نتائج الانتخابات التركية، وفوز "العدالة والتنمية"، اعتبر رئيس الائتلاف السوري أنّ "هذا الانتصار لا يحقق الاستقرار لتركيا فقط، بل للمنطقة بأكملها"، مشيراً إلى أن السوريين "شعروا بارتياح إزاء هذه النتائج".
كما رأى أنه بعد نتيجة الانتخابات والتوجه نحو الاستقرار "سيزداد الدعم التركي للثورة السورية، وسيزيد التنسيق بين تركيا وباقي الدول الشقيقة التي تدعم الشعب السوري".