وفي إطار تغيير واسع في مراكز القرار أعلنه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الأربعاء، تسلّم الجبير (53 عاماً) الدبلوماسية السعودية، والتي باتت أكثر نشاطاً منذ تسلم الملك سلمان السلطة في كانون الثاني/يناير الماضي.
ويخلف الجبير صاحب التعابير الهادئة والجدية، والذي يظهر باللباس الغربي في أكثر الأحيان، الأمير سعود الفيصل الذي قاد دبلوماسية بلاده طيلة أربعين عاماً، ليحمل الرقم القياسي العالمي في هذا المجال.
وقال مصدر دبلوماسي غربي لـ "فرانس برس" عن الجبير "إنه شاب إلى حد ما، ولا ينتمي إلى الأسرة المالكة" بخلاف الأمير الفيصل. وتوقع المصدر نفسه "أن تبقى السياسة الخارجية السعودية في الاتجاه نفسه".
وخلال السنوات الثماني الماضية كان الجبير سفير السعودية في واشنطن، وقبلها كان المتحدث باسم السفارة لسنوات عدة.
ووصفت وسائل إعلام أميركية مراراً الجبير بأنه "العقل المدبر للاتصال" لدى العربية السعودية.
اقرأ أيضاً: السعودية: تصفية تركة عهد عبد الله
وبعد اعتداءات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة التي تبنت مسؤوليتها القاعدة، قام الجبير بجهود واسعة لنفي صفة الإسلام المتطرف عن المملكة.
ومنذ الساعات الأولى لإطلاق حملة الضربات الجوية على اليمن في السادس والعشرين من آذار/مارس الماضي بقيادة السعودية، سلطت الأضواء على الجبير الذي احتل شاشات التلفزيون لشرح تفاصيل هذه الحملة ومبرراتها.
وكرر أمام وسائل الإعلام مراراً أن هذه الضربات شكلت "نجاحاً كبيراً" للمملكة، رغم مواصلتها لأكثر من شهر من دون أن يظهر أي حل للأزمة في اليمن حتى الآن.
وإضافة إلى التدخل في اليمن تشارك المملكة في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسورية.
كذلك تنظر الرياض بشكوك كبيرة للتقارب الحاصل أخيراً بين الولايات المتحدة وإيران، بعد توصل القوى الكبرى إلى اتفاق مبدئي مع طهران لحل مشكلة الملف النووي الإيراني.
ويفيد موقع السفارة السعودية في واشنطن أن الجبير تلقى تكوينه في السعودية وألمانيا واليمن ولبنان والولايات المتحدة قبل أن يحصل على ماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جورجتاون الأميركية عام 1984.
ويتكلم الوزير السعودي الجديد الإنكليزية والألمانية بطلاقة وانضم إلى السلك الدبلوماسي عام 1987 قبل أن يعين للمرة الأولى في واشنطن. وخلال حرب الخليج الأولى عامي 1990 و1991 عمل في "مكتب الإعلام المشترك" في مدينة الظهران شرقي السعودية.
وفي عام 1992 واكب القوات السعودية التي انتقلت إلى الصومال، وعين مستشاراً للملك عبدالله الذي توفى في كانون الثاني/يناير الماضي.
اقرأ أيضاً: العاهل السعودي يجري أكبر تعديل وزاري.. وإعفاء أنجال لسلفه