"ذا غارديان": وقف استهداف المستشفيات يحتاج"أكثر من مجرّد كلام"

11 أكتوبر 2016
C6580650-C5B3-4100-A0B8-B85756BEAE9E
+ الخط -


انتقدت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية ما وصفتها بـ"الظاهرة المتجددة" عبر قصف "المرضى على أسرّتهم"، محذّرة من أنّ إفلات المسؤولين عن قصف المستشفيات في أماكن الحروب من العقاب، سيؤدي إلى نسف اتفاقية جنيف بالكامل.

وقال الكاتب بول ماسون، بمقاله في الصحيفة اليوم الثلاثاء، إنّ استهداف المستشفيات في سورية، واليمن، وأفغانستان، ينسف المبدأ بأنّ المستشفيات والعاملين في المجال الطبي مع الجيوش، ليسوا هدفاً مشروعاً في الحروب.

ونقل الكاتب، المتخصص في شؤون الاقتصاد والعدالة الاجتماعية، عن منظمة "أطباء بلا حدود" إحصائية تشير إلى أنّ 21 من المنشآت الطبية التي تدعمها في اليمن وسورية، تمّ قصفها خلال العام الحالي.

كما ذكّر بأنّ مستشفى المنظمة في قندوز بأفغانستان، دمّرت العام الماضي بعد مهاجمتها من قبل القوات الأميركية، حيث قتل 42 من المرضى والعاملين في المستشفى، في حين تأذى من كان يحاول الفرار من المبنى على أثر قوة الضربة.

وأشار الكاتب إلى قرار أصدرته الأمم المتحدة في مايو/ أيار الماضي يدعو الأطراف المتحاربة إلى الامتناع عن قصف المنشآت الطبية، في وقت قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إنّ القرار "لم يحدث فرقاً على الأرض".

ولفت في هذا السياق، إلى أنّ المنظمة أشارت إلى أنّ أربعة من أصل خمسة من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، التابع للأمم المتحدة، منخرطون بقوّة في تحالفاتٍ تستهدف قواتها المستشفيات والمنشآت الطبية.

ورأى الكاتب أنّه ولفهم هذه "الظاهرة المتجددة" أي قصف "المرضى على أسرّتهم"، لا يكفي ما تشير إليه "أطباء بلا حدود" وتصفه بـ "التكتيكات الجديدة للحرب" مثل استخدام القوّات الخاصة والطائرت من دون طيار "الدرونز"، بل ينبغي إدراك أنّ تصوّرنا للمبادئ الإنسانية "في تآكل مستمر".

وشدّد الكاتب على أنّ "الصليب الأحمر" قام في مبادئه على فكرتي الحركة الإنسانية العالمية، وتحالف وحدات المتطوعين الوطنية في الجيوش، وهما غير متناقضتين، إذ متى ما احترمت المستشفيات الملحقة بالجيوش، اتفاقية جنيف وفصلت نفسها عن مواقع القوات الحربية، فإنّها يجب ألا تستهدف عمداً بأي شكل من الأشكال.

وقال الكاتب "متى ما نظرت إلى الجندي، وإن كان عدواً، وهو مستلق على طاولة العمليات على أنه ابن لإنسان، وقد يكون ابنك في موقف مشابه مستلقياً على طاولة أخرى وراء خط النار، فإنّك تدرك أنّ ثمة منطقا ما لمبادئ اتفاقية جنيف، وإن كان يتم خرقها".



وحذّر الكاتب من أنّ إفلات المسؤولين عن استهداف المستشفيات في الحروب الحالية، سيؤدي إلى نسف اتفاقية جنيف بالكامل، لافتاً إلى أنّ ما تشهده حلب شمالي سورية، يعطي إشارة على أنّ أي حرب تقليدية في المستقبل، ستتولد من ذات العنف الذي "لا مثيل له"، إن لم يتم التحرّك فوراً لإيقافه.

ورأى الكاتب أنّ من يريد أن يوجّه أصابع الاتهام، عليه أن يبدأ من عهد الرئيس الأميركي جورج بوش الابن لا سيما بعدما رفضت إدارته معالجة معتقلي تنظيم "القاعدة" في أفغانستان بصفتهم مقاتلين، ومارست تعذيباً ممنهجاً، وعنفاً جنسياً وقتلاً غير شرعي، ما أدى إلى رسم حدود جديدة، تجاوزت الخطوط الحمراء، للجرائم المرتكبة حالياً.

وأسف الكاتب لأنّ التغطية الإعلامية في الولايات المتحدة، وعلى الرغم من اعتذار واشنطن عن هجوم قندوز، وتوقيف 12 عنصراً في القوات على خلفية مسؤوليتهم عن الأخطاء التي تسببوا بها، برّرت الهجوم على المستشفى بحجة أنّه يعالج فيه مقاتلون لـ"القاعدة".

وقال إنّ الهجمات الجوية للقوات الروسية على المستشفيات في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية شرقي حلب، هي حملة مماثلة تقوم على التبرير ذاته، خاصة مع الاتهامات التي يتم سوقها بحق متطوعي "منظمة الدفاع المدني- الخوذ البيضاء" على أنّهم "غير حياديين".

وشدّد الكاتب على أنّ الدعوات لفتح تحقيقات بشأن الهجمات على المستشفيات، "غير كافية"، مؤكداً أنّنا نحتاج "أكثر من مجرد كلام" على طاولة الأمم المتحدة.

وختم ماسون بالقول "علينا أن نعي أنّ التهاون مع وحشية الحرب في أي مكان، قد يصل بها، وبكل سهولة، إلى عتبة دارنا".



ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.