شنت الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام السوري أكثر من عشر غارات جوية، صباح اليوم الأربعاء، على مدينة دوما بالغوطة الشرقية، وبلدات أخرى، كما أمطرها النظام بوابل من صواريخ الراجمات ما أدى لسقوط قتلى وجرحى.
وقال الناشط الإعلامي أبو عبد الرحمن الدمشقي لـ"العربي الجديد" إن "الطائرات الحربية قصفت بالصواريخ الفراغية الأحياء السكنية في مدينة دوما ما أدى إلى مقتل طفل وجرح عدد من المدنيين"، ولفت الناشط إلى "مقتل أحد المدنيين في منطقة زملكا نتيجة غارات مماثلة".
كما استهدفت غارات أخرى بالقنابل العنقودية الأحياء السكنية في مدينة حمورية بريف دمشق الشرقي، ما أسفر عن جرح عدد من المدنيين، بينهم نساء نقلوا إلى المشافي الميدانية في الغوطة الشرقية.
وشن الطيران الحربي عدة غارات جوية على حي جوبر في العاصمة دمشق، أسفرت عن مقتل مدنيين اثنين، وإصابة عدد آخر بالتزامن مع اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام، بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة في الحي.
وأضاف الناشط أبو عبد الرحمن الدمشقي أن "بلدات سقبا وكفربطنا والشيفونية والريحان تعرضت أيضا لقصف جوي تسبب بدمار في الممتلكات"، مشيراً الى أن "تلك المناطق إضافة إلى جوبر وتل كردي تعرضت لقصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ، بالتزامن مع اشتباكات على أطراف الغوطة".
وتزامن القصف مع ذهاب الطلاب إلى مدارسهم، حيث تم صرف جميع الطلاب وتعليق الدوام في مدارس الغوطة الشرقية، حرصاً على سلامتهم، فيما طلبت المساجد من الأهالي إخلاء الطرقات وأخذ أولادهم من المدارس.
ويقول ناشطون إن هذا التصعيد على مدن وبلدات الغوطة الشرقية يأتي في سياق محاولات النظام المستمرة للتقدم في الغوطة أو إجبار الفصائل على توقيع اتفاقية مصالحة مشابهة لما حدث في مدينتي قدسيا والهامة، وقبلهما داريا والمعضمية.
وكان جيش الإسلام، الفصيل المسلح الرئيسي في الغوطة الشرقية، أعلن أمس الثلاثاء أنه صد هجوماً لقوات النظام على بلدة الريحان بالغوطة الشرقية وقتل ستة من عناصرها.
وقال المكتب الإعلامي لجيش الإسلام في بيان إن "الهجوم كان بتغطية جوية غير مسبوقة في المعارك على الجبهات الشرقية، شاركت فيها طائرات روسية وأخرى تابعة لعصابات الأسد"، مشيراً إلى أن "قوات النظام حاولت عصر أمس التقدم إلى بلدة الريحان من نقاط معمل سبيداج، وتمركزت على مقربة من الصرف الصحي، ليبدأ بعدها استهداف المنطقة بمدافع الهاون وراجمات الصواريخ وصواريخ أرض-أرض. وبعد ذلك، تعرض الطريق الواصل بين الريحان وتل الكردي لعدة غارات طيران حربي نفذتها ثلاث مقاتلات من طراز ميغ 29،
تمهيداً لدخول عناصر النظام إلى إحدى النقاط، لكنهم أخفقوا في ذلك" .
وأوضح المكتب أنه "نتيجة هذه المعارك تمكن مقاتلو جيش الإسلام من استرجاع نقطة كانوا خسروها في وقت سابق"، مشيراً إلى أن قوات النظام تواصل الحشد في المنطقة تمهيداً لبدء هجوم جديد، وذلك في إطار حملة مستمرة منذ 74 يوماً، بمعدل محاولة اقتحام أو اثنتين يومياً"، بحسب المكتب.
من جهة أخرى، ذكرت مواقع موالية للنظام أن العديد من قذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا التي كان مصدرها حي جوبر والغوطة الشرقية، سقطت اليوم في أنحاء مختلفة من العاصمة دمشق مثل محيط السفارة الروسية في منطقة العدوي، ومنطقة المزة 86 الموالية للنظام وضاحية الأسد إضافة الى منطقة عش الورور الموالية للنظام، دون وقوع إصابات.