انتقال الاشتباكات إلى الأحياء الشرقية بالموصل وتواصل نزوح المدنيين

04 نوفمبر 2016
المحور الغربي اليوم أكثر المحاور هدوءاً (أندريا برناردي/فرانس برس)
+ الخط -
انطوت ساعات اليوم الجمعة معركة تحرير الموصل بتفاصيل مهمة وتطورات مختلفة أبرزها انتقال الاشتباكات إلى بعض الأحياء الشرقية الواقعة بداية مدينة الموصل من الساحل الأيسر لنهر دجلة ودخول المروحيات الأميركية بشكل مستمر على محاور القتال.


كذلك شهدت الساعات الأخيرة من هذا النهار بدء تسلل المدنيين من الأحياء الشرقية للموصل باتجاه قوات البشمركة وجهاز مكافحة الإرهاب.

ويستعرض "العربي الجديد" الموقف الميداني للمعارك الدائرة هناك بالاعتماد على شبكة مراسليه الموجودين في محاور مختلفة، فضلاً عن مصادر عسكرية في العاصمة بغداد، وغرفة عمليات "تحرير الموصل" الموجودة في قاعدة القيارة العسكرية.

وفي المحور الشرقي، تدور الاشتباكات حالياً في حيي السماح الثانية والانتصار أول أحياء الموصل الشرقية غير المسكونة، وهي من الأحياء التي استحدثت مؤخراً ضمن بلدية الموصل وغير مأهولة بالسكان، ويميل الحسم خلال الساعات المقبلة للقوات العراقية ممثلة بجهاز مكافحة الإرهاب والجيش العراقي الفرقة 9 وفوج واحد من التدخل السريع.

وفي الجانب الشمالي، تدور معارك عنيفة في هذه الأثناء (العاشرة حسب توقيت بغداد المحلي) قرب مجمع دجلة السياحي، فضلاً عن منطقة الشلالات ومنطقة الكندي وهي من الأحياء غير المأهولة بالسكان، وتعتبر من المناطق البعيدة عن مركز مدينة الموصل وتستخدم القوات العراقية المروحيات، بينما يستخدم تنظيم داعش القذائف الصاروخية والهاون والأسلحة المتوسطة.
 

ونجحت القوات العراقية في المحور الجنوبي، إلى أطراف ناحية حمام العليل ولم تتقدم أكثر بعد غروب الشمس وتقع المنطقة على بعد نحو 25 كيلومتراً عن أول أحياء مدينة الموصل وحالياً الاشتباكات متوقفة، غير أنّ هجمات مباغته لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أوقعت قتلى وجرحى في صفوف القوات العراقية، خاصةً الهجوم الانتحاري الذي وقع في الساعة السادسة من مساء اليوم، وأسفر عن مقتل وإصابة 57 عنصراً من القوات العراقية.

ويعتبر المحور الغربي اليوم أكثر المحاور هدوءاً، إذ وقعت اشتباكات متقطعة قرب منطقة عداية على بعد 40 كيلومتراً من مدينة الموصل.


وعليه، يتبيّن أنّ المحور الشرقي هو الأكثر سخونة من بين المحاور حالياً، من ناحية القتال والاشتباكات العنيفة، والتي تشهد بين الحين والآخر عمليات انتحارية للتنظيم.

إلى ذلك، قالت مصادر عسكرية عراقية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مروحيات الأباتشي الأميركية باتت عنصراً أساسياً في المعارك الدائرة منذ فجر اليوم"، مؤكّدةً أنّ "أغلب المناطق التي تم حسمها كانت بفضل تلك المروحيات". وحول إعلان بغداد عن استعادة السيطرة على ستة أحياء من المحور الشرقي، وصفت مصادر عراقية في وزارة الدفاع الإعلان بأنه "متسرع".

وفي هذه الاثناء، أكّدت مصادر داخل المدينة، لـ"العربي الجديد"، أنّ "التنظيم أقدم على إعدام أكثر من 500 مدني خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، غالبيتهم من أفراد الشرطة بالوقت الذي تمكنت عشرات العوائل من التسلل إلى خارج الموصل عبر المحور الشمالي الشرقي من منطقة كوكجلي رافعين أعلاماً ورايات بيضاء".

وأضافت المصادر أنّ "تلك العوائل تم استقبالها من قبل القوات المشتركة ونقلها إلى مخيمات"، واصفةً معاملة القوات لهم بـ"الحسنة".