سارع بعض المسؤولين الإيرانيين، اليوم الأربعاء، إلى إصدار تعليقاتهم على خبر فوز الجمهوري، دونالد ترامب، برئاسة الولايات المتحدة، إذ راقبت طهران عن كثب صدور نتائج الاستحقاق الانتخابي الأميركي الذي يعنيها بشكل مباشر. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن نتائج الانتخابات الأميركية لن تؤثر على سياسة إيران الخارجية.
ونقلت عنه المواقع الرسمية الإيرانية قوله إن القرارات والسياسات الأميركية الخاطئة أدت لإضعاف مكانة هذا البلد دوليا، معتبرا أن انتخاب ترامب يدل على أن التوتر والاختلاف الداخلي سيبقى مستمرا. ولفت إلى أن أميركا لم تعد كما السابق، ولن تكون قادرة على شيطنة إيران أمام المجتمع الدولي وخصوصاً بعد توصلها للاتفاق النووي مع السداسية الدولية.
نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، اعتبر أن انتخاب ترامب لا يعني بلاده في شيء، كون سياسة واشنطن تجاه طهران واضحة وثابتة، ولا تتغير بتغير الرئيس، بحسب رأيه.
وفي تصريحات نقلتها عنه وكالة أنباء "فارس"، أضاف سلامي أن التهديدات الأميركية ضد إيران مستمرة ودائمة وتصدُر عن الجمهوريين والديمقراطيين، على حد سواء، متوقعاً ألا تختلف سياسة واشنطن الخارجية تجاه المنطقة والعالم بشكل جذري.
أما وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، والموجود في بوخارست، فقال إن إيران تعتقد أن الانتخابات في أي بلد شأن داخلي لا يجب التدخل فيه، لكنه أكد أن طهران تعتبر أنه على أي رئيس أميركي أن يلتزم بتنفيذ الاتفاق النووي.
من ناحيته، اعتبر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي، أن انتخاب الأميركيين لترامب يعني تصويتهم على رفض سياسة الحرب والعنف التي طالما انتهجتها الولايات المتحدة، إذ يريد هذا الشعب تغييراً جذرياً في شخصية رئيسه، بحسب وصفه.
ونقلت وكالة "مهر" عن بروجردي قوله إن أموال الشعب الأميركي ضاعت في الحروب التي شنتها واشنطن في بلدان أخرى، معتبراً أن مطلب الأميركيين في الوقت الراهن اقتصادي بحت.
وفي ما يتعلق بالسياسة إزاء إيران ومستقبل الاتفاق النووي، رأى بروجردي أن موقف ترامب كمرشح سيختلف عن موقفه كرئيس للولايات المتحدة، إذ سيكون هذا الأخير مضطراً إلى التعامل مع المقررات والاتفاقيات الدولية، مشيراً إلى أن أي نقض للتعهدات في بنود الاتفاق سترد عليه طهران بالشكل المناسب.
وفي السياق نفسه، قال المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، إن طهران ستنتظر اتخاذ خطوات أو سياسات أميركية جديدة إزاء ملفاتها لتتخذ بالمقابل ردود فعل عملية، وأشار إلى أن بلاده جاهزة لكل السيناريوهات.
كما رأى كمالوندي أنه على كل طرف من أطراف السداسية الدولية التفكير بتعقل في مستقبل الاتفاق النووي، فلكل منها مصلحة في استمراره بالشكل الصحيح، بحسب تعبيره. ولفت إلى أنه على الرئيس الأميركي الجديد أن يفكر أكثر في حلحلة العراقيل التي تقف في وجه تطبيق الاتفاق، ومنها ما يرتبط بالعقوبات المصرفية والمالية التي لم تلغ بالكامل حتى الآن.
كما سارعت المواقع الإيرانية الرسمية، إبان الإعلان عن نتائج الانتخابات الأميركية، بنشر تصريحات صادرة قبل مدة عن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، قال فيها إن ترامب لفت الأميركيين بسبب صراحته، معتبرا أن هذه "الصراحة" تؤكد وجود مشاكل كثيرة في المجتمع الأميركي من قبيل العنصرية والفقر، وما إلى ذلك.