في الوقت الذي دحض فيه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، التقارير التي زعمت أنه قرر وقف التعاون الأمني مع إسرائيل، تدّعي حكومة بنيامين نتنياهو، بأن "السلطة الفلسطينية لا تسدي معروفاً لتل أبيب، من خلال التزامها بالتعاون الأمني، على اعتبار أن هذا التعاون يضمن بقاء السلطة ذاتها".
في هذا السياق، ادّعى وزير الأمن الإسرائيلي موشيه يعالون، أمس الثلاثاء، أن "التعاون الأمني يعزز من قدرة السلطة الفلسطينية على درء المخاطر التي يُشكّلها خصومها الداخليون، ولا سيما حركة حماس". وزعم يعالون خلال كلمته أمام مؤتمر "لجنة رؤساء المنظمات اليهودية"، المنعقد في القدس المحتلة، أن "التعاون الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، يُشكّل بوليصة التأمين الوحيدة للسلطة، ويمنع سقوطها تحت هيمنة حركة حماس"، وفقاً لما نقل موقع صحيفة "ميكور ريشون" عنه.
من ناحيته، نفى عباس ما أعلنته قيادات في حركة "فتح"، من أنه قد اتخذ قراراً بوقف التعاون الأمني مع إسرائيل، وتنقل صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية في عددها الصادر، أمس الثلاثاء، عن عباس قوله خلال زيارته الحالية لليابان: "نقيم اتصالات مع قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية كل ثانية، والتعاون بين الجانبين لم يتوقف"، مؤكداً أن "نتنياهو رفض عرضاً لعقد لقاء ثنائي بينهما".
اقرأ أيضاً تحديات رئيس "الشاباك" الجديد: الهبّة الشعبية والأنفاق وحرب السايبر
في هذا الصدد، يُذكر عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد أشتية، كان قد أعلن عشية اللقاء الذي جمع ممثلين عن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة وإسرائيل، الخميس الماضي، أن "السلطة ستُبلّغ الجانب الإسرائيلي في هذا اللقاء قرارها وقف التعاون الأمني". ولفت أشتية إلى أن "السلطة الفلسطينية قد قررت وقف أشكال العلاقات الثنائية، وضمنها التعاون الأمني، في الوقت الذي تتنكر فيه إسرائيل لالتزاماتها السياسية وتواصل الأنشطة الاستيطانية". وعكس ما جاء على لسان أشتية، أشار موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي، إلى أن ممثلي السلطة الفلسطينية أبلغوا في هذا الاجتماع نظراءهم الإسرائيليين، قرار قيادة السلطة مواصلة التعاون الأمني.
وفي تقرير نشره وأعدّه الصحافي آفي سيخاروف، ذكر الموقع أن "اللقاء عقد في فندق الملك داود في القدس المحتلة، وترأس وفد السلطة المسؤول عن الشؤون المدنية حسين الشيخ، في حين حضره عن الجانب الإسرائيلي مسؤولون في الاستخبارات الإسرائيلية العامة والإدارة المدنية".
وعلى عكس ما ذهب إليه يعلون، فإن مسؤولين في السلطة الفلسطينية وإسرائيل، أكدوا أن "إسرائيل هي المستفيد الأبرز من التعاون الأمني". وقد نقلت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، مساء الأحد، عن مصدر بارز في قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، قوله إن "أنشطة الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة تؤدي دوراً مهماً في الحيلولة دون اتساع نطاق العمليات الفلسطينية".
يُذكر أن مدير جهاز الاستخبارات العامة في السلطة، ماجد فرج قد أبلغ موقع "ديفنس نيوز" الأميركي، قبل شهر أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة أحبطت منذ اندلاع موجة عمليات المقاومة الحالية في مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي 200 عملية، إلى جانب اعتقال المئات من الفلسطينيين، الذين دارت حولهم شبهات بنية لتنفيذ عمليات.
يُشار إلى أن المزيد من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين يحذرون من التداعيات الخطيرة التي ستترتب عن غياب عباس عن مشهد الأحداث. ينقل الصحافي بن كاسبيت عن منسق شؤون الأراضي المحتلة في وزارة الدفاع الإسرائيلية بولي مردخاي، قوله إن "أي زعيم فلسطيني سيخلف عباس في رئاسة السلطة سيكون بالضرورة شخصية متطرفة". كتب كاسبيت في مقال نشرته صحيفة "معاريف" الأسبوع الماضي، أن "مردخاي يريد أن يقول لوزراء ونواب اليمين الإسرائيلي الذين يوجهون انتقادات حادة لعباس: ستشتاقون لعباس".
اقرأ أيضاً إسرائيل: رئيس الشاباك الجديد يكسر هيمنة التيار القومي الديني