تتالت حوادث سقوط الطائرات المسيّرة من نوع "شاهين"، التابعة للقوات العراقية، في الأشهر الأخيرة، لتؤدي إلى طرح تساؤلات عدة من قيادات سياسية وأخرى عسكرية، تعتقد أنه "للولايات المتحدة صلة بعملية تكرار سقوط الطائرات التي تسلّمها العراق نهاية عام 2014 من إيران إبان حكومة نوري المالكي، لأغراض التصوير والمراقبة"، وذلك بعد تسجيل سقوط ستة طائرات مسيرة منذ سبتمبر/أيلول العام الماضي، في مناطق عدة شمال العراق وغربه، يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".
في هذا الصدد، يقول ضابط في الجيش العراقي لـ"العربي الجديد"، إن "هناك شكوك بقضية السقوط المتكرر للطائرات المسيّرة العراقية، الإيرانية الصنع، والتي تمّ الحصول عليها من طهران ضمن مساعدات عسكرية للحكومة لمواجهة داعش".
ويضيف الضابط أن "الجيش الأميركي منع تحليق تلك الطائرات التي تقتصر مهمتها على التصوير والمسح الجوي فوق قواعده ومقراته العسكرية، سواء في غرب العراق أو شماله، كذلك طلب إقليم كردستان من بغداد عدم تحليق تلك الطائرات فوق أراضيه، لأن الأميركيين يرجّحون وصول نسخة من صور التحليل الجوي اليومية، التي تصوّرها الطائرات، لإيران".
اقرأ أيضاً: الوساطات الإيرانية تعجز عن حلّ خلافات "التحالف الوطني" العراقي
كما يبيّن أن "الشكوك تتمحور حول تورّط أميركا بعمليات إسقاط تلك الطائرات بطريقة أو أخرى، لكن لا يوجد دليل يؤكد ذلك لدينا"، ويتابع "الطائرات كانت تزوّد مقاتلي هيئة الحشد (مليشيات الحشد الشعبي) بالمعلومات، بينما قطعات القوات البرية العراقية تتلقّى على الأغلب معلوماتها وأحداثيات القصف المدفعي والصاروخي ضد عناصر داعش من الجيش الأميركي". ويعترف الضابط أن "أول من طرح تلك الشكوك هم قيادات الحشد، لكن وزارة الدفاع لا تقبل فتح الموضوع على مستوى تحقيق رسمي".
في السياق، تظهر بعض الصور التي نشرتها وكالة "أعماق" التابعة لـ"داعش"، سلامة هيكل أغلب الطائرات الساقطة، التي لا تبدو عليها علامات حرق أو إطلاق نار. وفي هذا الصدد، يقول المتحدث باسم مليشيا "الحشد" أحمد الأسدي لـ"العربي الجديد"، إنه "ليس غريباً أن يقوم الأميركيون بذلك، فهم يعملون ضد الحشد".
من جهته، يقول القيادي بمليشيا "النجباء" التابعة لـ"الحشد" حسن الحيدري لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومة مطالبة بالتحدث وبشجاعة مع الأميركيين، فإسقاط الطائرات يتم من على مستويات تم مراعاتها مسبقاً، بشكل لا تصل نيران داعش إليها، فتطير أعلى من 4200 متر، أقصى ما يمكن أن تصله نيران التنظيم". في ظلّ ضجيج هذا الملف، ترفض قيادات عسكرية عراقية في وزارة الدفاع، التعليق على الموضوع بالنفي أو الإيجاب.