"سورية الديمقراطية" على تخوم منبج... ومصير المفاوضات معلّق

عدنان علي

avata
عدنان علي
24 يونيو 2016
42FAB749-A878-404B-A7D9-28D133FA82CB
+ الخط -
مع استمرار جمود الجهود السياسية لحل الصراع السوري، تتصدر التطورات الميدانية واجهة الأحداث، مع نجاح "قوات سورية الديمقراطية" في تعزيز تقدّمها في مدينة منبج في محافظة حلب، شمالي سورية، واقترابها من دخول المدينة، مقابل تراجع قوات النظام السوري في محيط مدينة الرقة بعد هجمات لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
إزاء هذه التطورات الميدانية، لا يزال الغموض يلف الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف، التي لم يتحدد موعدها بعد، فيما قال المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، في تصريحات للصحافيين، أمس الخميس، إن إمكانات عقد جولة جديدة من المفاوضات ستكون أوضح بعد أن يناقش مجلس الأمن الدولي الخيارات المختلفة يوم 29 يونيو/ حزيران الحالي. ولفت دي ميستورا إلى أنه عقد والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، "اجتماعاً شاملاً وطويلاً" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف، خلال زيارتهما سان بطرسبرغ الأسبوع الماضي، تركز في معظمه على سورية.
بموازاة ذلك، كانت "قوات سورية الديمقراطية" تحقق تقدّماً جديداً في سعيها لطرد تنظيم "داعش" من مدينة منبج، من خلال سيطرتها على قرية تبعد كيلومتراً واحداً من الجهة الجنوبية الغربية للمدينة المحاصرة. وقال مصدر كردي مطلع لـ"العربي الجديد"، إن العمليات تتم على المحورين الشمالي والغربي لمدينة منبج، لافتاً إلى أن المعارك عنيفة ومعقّدة، إذ يتحصن عناصر تنظيم "داعش" داخل الأبنية، ما قد يضطر القوات إلى استخدام القصف الجوي والمدفعي. ولفت المصدر إلى أن "قوات سورية الديمقراطية" سيطرت على دوار المدفع ودوار الكتاب، بينما تتواصل الاشتباكات العنيفة عند المدرسة الشرعية من جهة الغرب. أما من جهة الجنوب الشرقي، فلم تدخل تلك القوات إلى المدينة بسبب كثرة الألغام، ووصلت فقط إلى الصوامع والمطاحن من دون أن تقتحم المدينة.
كما تدور، وفق ناشطين، اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة على مدخل منبج الشمالي من جهة طريق جرابلس، بينما يقصف طيران التحالف مناطق في غرب المدينة. وكان مجلس منبج العسكري أعلن أن قواته سيطرت على قرية قناة الشيخ طباش، على طريق حلب منبج.
من جهتها، أعلنت وكالة "أعماق" التابعة لـ"داعش" أن التنظيم أحبط "محاولة مليشيا قوات سورية الديمقراطية لاقتحام منبج من جهة الشمال، وكبّدها خسائر بشرية". وبحسب الوكالة، فقد سقط نحو 30 قتيلاً وجريحاً من القوات المهاجمة إثر استهدافهم بسيارة مفخخة يقودها أحد العناصر أثناء انسحابهم من مزارع زنغل، شمال منبج، بعدما فشلوا في اقتحامها. كما ذكرت الوكالة أن خمسة آخرين قُتلوا خلال محاولة تلك القوات التقدّم نحو قرية "الـ4 كيلو"، شمالي المدينة، مشيرة إلى أن مقاتلي التنظيم استعادوا السيطرة على قرية تل ياسطي، شمال شرقي مدينة منبج، عقب ساعات من سيطرة الوحدات الكردية عليها. وتحدثت "أعماق" عن سقوط قتلى في صفوف الوحدات الكردية جراء قصف جوي أميركي عن طريق الخطأ على تجمّع لهم شمالي مدينة منبج، الأمر الذي نفته الوحدات الكردية.
وفي السياق، قال ناشطون من ريف مدينة منبج لـ"العربي الجديد"، إن 11 مدنياً، بينهم خمس نساء، قُتلوا وأصيب آخرون جراء استهدف "قوات سورية الديمقراطية" لقرية جب حمزة، في ريف حلب الشمالي، بقذائف المدفعية الثقيلة. وبدأت "قوات سورية الديمقراطية" منذ 31 مايو/ أيار، معارك عنيفة ضد تنظيم "داعش" للسيطرة على مدينة منبج، إحدى أبرز معاقل التنظيم في المحافظة. وتمكّنت الأسبوع الماضي من تطويق المدينة وقطع طرق الإمداد إليها، في حين يعتمد مقاتلو "داعش" على التفجيرات الانتحارية والمفخخات لإعاقة تقدّم القوات المهاجمة إلى داخل منبج.


أما في ريف محافظة الرقة الغربي، وبعد يومين من قيام مقاتلي "داعش" بطرد قوات النظام السوري من تلك المنطقة، وخصوصاً من مطار الطبقة العسكري، واصل التنظيم عملياته نحو طريق إثريا - الرقة محرزاً تقدّماً ملحوظاً. وأعلن "داعش" سيطرته على مفرق الزكية، وعدة نقاط لقوات النظام بامتداد خمسة كيلومترات بعد المفرق. كما سيطر على حاجز الأبراج قرب مفرق الزكية على طريق إثريا - الرقة، وفجر مقاتلوه سيارة مفخخة برتل لقوات النظام أثناء تراجعها باتجاه إثريا، بالإضافة إلى أسر عنصرين من قوات النظام.
مقابل ذلك، استمر النظام السوري باستهداف مدينة حلب، حيث قُتل أربعة أشخاص وجرح آخرون جراء استهداف طيران النظام حيَّ القاطرجي، شرق المدينة. كما تعرضت مناطق الميسّر ومساكن هنانو وحريتان وعندان والملاح لقصف مماثل من دون ورود أنباء عن إصابات. وكانت معظم هذه المناطق تعرضت لغارات من الطائرات الروسية استُعملت فيها القنابل الفوسفورية المحرمة دولياً، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين، واندلاع حرائق كبيرة في المباني السكنية والأراضي الزراعية. وقال ناشطون إن الطائرات الروسية تستخدم قنابل "الثيرميت"، وهي قنابل شبيهة بالفوسفور الأبيض، الأمر الذي يُعدّ خرقاً للاتفاقيات الدولية. كما طاول القصف الروسي أحياءً عدة في مدينة الباب، التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
وفي ريف حلب، سيطرت فصائل المعارضة على عدد من القرى، كانت خاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" في محيط بلدة الراعي الاستراتيجية بالريف الشمالي لحلب. وقال الناشط الإعلامي حسين وردة، لـ"العربي الجديد"، إن الفصائل سيطرت على قرى دوديان وتل بطال، ومزارع شاهين، وتل أحمر، وذلك بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وبذلك باتت فصائل المعارضة على مشارف بلدة الراعي الاستراتيجية، إحدى أهم مراكز التنظيم في ريف حلب الشمالي، وصلة الوصل بينه وبين مدينة الباب في ريف حلب الشرقي.
في موازاة ذلك، أفاد الناشط يوسف البستاني، لـ"العربي الجديد"، بأن قوات النظام تواصل محاولاتها لاقتحام مدينة ‏داريا التي تسيطر عليها المعارضة، مدعومة بعدة دبابات وكاسحات من الجهة الغربية، بالتزامن مع قصف عنيف بصواريخ أرض - أرض وقصف بالبراميل المتفجرة، حيث زاد عدد البراميل الملقاة على المدينة، منذ صباح أمس الخميس، عن عشرين برميلاً، إضافة إلى عشرات الصواريخ والقذائف.

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
آثار قصف روسي على إدلب، 23 أغسطس 2023 (Getty)

سياسة

شنت الطائرات الحربية الروسية، بعد عصر اليوم الأربعاء، غارات جديدة على مناطق متفرقة من محافظة إدلب شمال غربيّ سورية، ما أوقع قتلى وجرحى بين المدنيين.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
المساهمون