الطيران الروسي يحرق حلب...كر وفر على جبهتي منبج والراعي

عدنان علي

avata
عدنان علي
25 يونيو 2016
23ADC645-F05F-4F94-9E43-44BD1651B1AB
+ الخط -
واصل الطيران الحربي الروسي والسوري غاراته على مناطق مختلفة في حلب وريفها، مستخدماً قنابل فوسفورية وحرارية، فيما راوحت جبهتا منبج والراعي مكانهما ميدانياً، في مقابل تقدّم لمقاتلي المعارضة على جبهة حندرات.

في هذا السياق، تشير مصادر محلية إلى أن "طيران النظام قصف حي المرجة في مدينة حلب، بثلاثة صواريخ فراغية، أسفرت عن بعض الإصابات. كما قصف حي ‏الصاخور في المدينة بصاروخ موجّه". واستهدفت طائرات روسية بلدة زيتان في ريف حلب الجنوبي، بغارات جوية ألقت قنابل فوسفورية، واستُهدفت بلدة ‏كفرحمرة في ريف حلب الشمالي، بأكثر من 12 غارة جوية، فضلاً عن استهداف مدينة عندان وخان طومان في ريف حلب الجنوبي. ويوضح ناشطون أن "الطائرات الروسية استخدمت في غاراتها قنابل عنقودية وفوسفورية، خلّفت دماراً وحرائق كبيرة في ممتلكات الأهالي، إضافة إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين".

في هذا الإطار، يكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه "حصل على معلومات من مصادر موثوقة، تفيد باستخدام سلاح الجو الروسي لقنابل من نوع أر بي كا 500، تُلقى من الطائرات العسكرية، وتحمل قنابل صغيرة الحجم مضادة للأفراد والآليات، من نوع أي أو 2.5 أر تي أم. ويبلغ مدى القنبلة المضادة للأفراد والآليات بين 20 و30 متراً".

وتؤكد المصادر أن "الطائرات الروسية استخدمت مادة الفوسفور الأبيض كذلك، وأن هذه المواد والأسلحة تم استخدامها في ريف الرقة الغربي وريف إدلب الجنوبي قرب منطقة معرة النعمان، وبمنطقة حريتان في الريف الشمالي لحلب وفي ريف دير الزور الشرقي إضافة لاستخدامها ضد مقاتلين قرب معبر التنف الحدودي مع العراق".

في منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، ما زالت الأوضاع على حالها تقريباً لجهة إطباق "قوات سورية الديمقراطية" على المدينة من جميع الجهات، سعياً لاقتحام معقلها، حيث يتواجد عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).





في هذا الصدد، يقول الناشط عدنان الحسين لـ"العربي الجديد" إن "قوات سورية الديمقراطية حققت تقدماً طفيفاً، جنوب غرب المدينة، على الرغم من مواصلة طائرات التحالف استهداف مواقع داعش في المدينة". ويشير إلى أن "تلك القوات تحاول التقدم نحو ‏منبج من 3 محاور من الشمال والشرق والغرب، لكن مقاتلي داعش يتصدّون لهذه المحاولات".

وتشير مصادر عدة إلى أن "ستة أشخاص، بينهم طفل وامرأتان، قُتلوا جراء الألغام، أثناء محاولتهم الفرار من المدينة، بما يرفع عدد القتلى المدنيين الذين سقطوا جراء انفجار ألغام أو جراء المعارك الدائرة وقصف طائرات التحالف الدولي على مناطق في محيط مدينة منبج وريفها إلى أكثر من 104 أشخاص". كما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتل نحو 458 عنصراً من "داعش" جراء ضربات طائرات التحالف والقصف والاشتباكات مع "قوات سورية الديمقراطية"، التي قضى منها أيضاً ما لا يقلّ عن 63 مقاتلاً منذ بدء العمليات العسكرية في منبج وريفها مطلع الشهر الحالي.

إلى ذلك، نفت "قوات سورية الديمقراطية"، في بيان، إجبارها الأهالي النازحين على التطوع في صفوفها لمقاتلة "داعش"، وقالت إنها "عرضت ذلك على الشبان الهاربين، لكنها تركت لهم حرية الاختيار". في المقابل، تكشف مصادر لـ"العربي الجديد"، أن "المزيد من الشباب داخل مدينة منبج بايعوا داعش، ضد قوات سورية الديمقراطية، بينما أكد آخرون استعدادهم لخدمة مقاتلي التنظيم".

وحول الأوضاع داخل مدينة منبج المحاصرة، وفيها نحو ربع مليون شخص، بحسب بعض التقديرات، تفيد مصادر محلية بأن "المدينة تعاني أوضاعاً معيشية صعبة نتيجة النقص الحاد في الخبز والغذاء والدواء، وشحّ المياه، وانقطاع الكهرباء والمحروقات".

وتبيّن المصادر أن "المصدر الرئيسي الذي يعتمد عليه سكان منبج، ومجمل الريف الشرقي لتأمين المواد والسلع، هو معبر باب السلامة في أعزاز مع الجانب التركي، الذي يشهد الطريق الواصل إليه، اشتباكات مستمرة بين الجيش السوري الحر وداعش، تؤدي غالباً إلى اغلاقه لفترات طويلة، فضلاً عن استهداف هذا الطريق بالطيران الروسي وطيران النظام. وجاء الحصار الحالي للمدينة ليفاقم الأوضاع الإنسانية السيئة أصلاً".

وعلى جبهة الراعي في ريف حلب الشمالي، انكفأت فصائل الجيش الحر، إلى خارج المدينة، بعد تمكنها يوم الخميس، من دخول البلدة الاستراتيجية ساعات عدة فقط، ثم اضطرت للانسحاب منها، بعد عمليتي تفجير قام بهما "داعش"، أسفرتا عن مقتل نحو 20 مقاتلاً من فصائل المعارضة.

وتشير المصادر إلى أن "فصائل المعارضة دخلت البلدة التي تعتبر أحد معاقل داعش بريف حلب، بتغطية من المدفعية التركية، التي استهدفت مواقع التنظيم في البلدة ومحيطها. وكانت فصائل المعارضة سيطرت على قرى وبلدات عدة في محيط بلدة الراعي، مثل دوديان وبراغيدة وتل بطال".

في ريف حلب أيضاً، أعلنت "شبكة حلب نيوز"، أن "اشتباكات عنيفة تدور منذ صباح أمس بين فصائل المعارضة وقوات النظام على محور مخيم ‏حندرات في ريف ‏حلب الشمالي، إثر محاولة الأخيرة التقدم في المنطقة، لكن قوات المعارضة أحبطت الهجوم".

وأفادت غرفة عمليات حلب، أن "فصائل المعارضة استعادت جميع النقاط التي تقدمت إليها قوات النظام في مخيم حندرات، بعد معارك استمرت ساعات عدة"، مشيرة إلى أن "طائرات النظام استهدفت المنطقة بأكثر من 70 غارة، قبل أن تتقدم القوات البرية إلى نقاط في محيط المخيم مع حلول فترة السحور، لتستمر الاشتباكات حتى ساعات الصباح الأولى، وانتهت بفرار المهاجمين، تاركين خلفهم عشرات الجثث". وكانت قوات النظام حاولت التقدم أيضاً باتجاه المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في منطقة جمعية الزهراء في الطرف الغربي لمدينة حلب، لكنها أخفقت في ذلك، وانسحبت بعد تكبدها خسائر في الأرواح.

من جهة أخرى، نفى ناشطون حدوث عمليات اعتقال واسعة من جانب "داعش"، في مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال إن عمليات الاعتقال لا تزال مستمرة من قبل التنظيم بحق المواطنين الأكرد والمواطنين من أبناء قرى ريف الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، إذ تشهد قرى عرب ويران والنيربية وتل جرجي وشبيران وكعيبة وبلدتي العسيلة وقباسين وقرى أخرى يسيطر عليها "داعش" عمليات اعتقالات. وارتفع عدد المعتقلين إلى نحو 900 معتقل حتى الآن، نقل بعضهم الى معتقلات "داعش"، وآخرون جرى تسخيرهم لحفر خنادق في أرياف منبج والباب والراعي.


ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
آثار قصف روسي على إدلب، 23 أغسطس 2023 (Getty)

سياسة

شنت الطائرات الحربية الروسية، بعد عصر اليوم الأربعاء، غارات جديدة على مناطق متفرقة من محافظة إدلب شمال غربيّ سورية، ما أوقع قتلى وجرحى بين المدنيين.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.