أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، في حديث للتلفزيون الروسي، صباح اليوم الخميس، أن الجيشين الروسي والسوري يحضران لما سماه عملية "إنسانية على نطاق كبير" من خلال فتح ثلاثة ممرات لخروج المدنيين من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب، والتي باتت محاصرة بشكل كامل من قبل قوات النظام السوري، وفتح ممر رابع لخروج "المسلحين الراغبين بالاستسلام" وفق ما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء من تصريحات للوزير الروسي.
ويشير ذلك إلى رغبة واضحة لدى روسيا والنظام السوري لإفراغ مناطق سيطرة المعارضة السورية بمدينة حلب من نحو 300 ألف مدني باتوا محاصرين بالكامل من قبل قوات النظام السوري. وجود هؤلاء تحت حصار قوات النظام سيحمل هذه القوات مسؤولية تدهور أوضاعهم الإنسانية بشكل كبير خلال الأيام القادمة مع مرور أكثر من عشرين يوماً على تمكن قوات النظام من رصد طريق الكاستيلو، الشريان الوحيد الذي كان يمد مناطق سيطرة المعارضة بحلب بالمواد الغذائية والاستهلاكية والطبية.
وحصل "العربي الجديد" على صورة لمنشور ألقته مروحيات النظام السوري، صباح اليوم، على مناطق سيطرة المعارضة بحلب يوضح أماكن أربعة معابر إنسانية. وقال المنشور إنه يمكن للمدنيين المحاصرين في حلب عبورها للخروج من الحصار.
وحسب المنشور الذي ألقته مروحيات النظام، فإن ثلاثة من هذه المعابر تصل مناطق سيطرة المعارضة المحاصرة بمناطق سيطرة النظام السوري في مدينة حلب ومحيطها. هذه المعابر هي معبر من حي بستان القصر الذي تسيطر عليه المعارضة وسط حلب إلى حي المشارقة الذي يسيطر عليه النظام وسط حلب أيضاً. أما الثاني فهو معبر من منطقة جامع الشيخ سعيد جنوب حلب إلى منطقة الحاضر التي يسيطر عليها النظام بريف حلب الجنوبي. والمعبر الثالث فهو من حديقة سيف الدولة التي تسيطر عليها المعارضة جنوب حلب إلى منطقة ملاعب الحمدانية التي تسيطر عليها قوات النظام جنوب حلب أيضاً.
أما المعبر الرابع المتواجد في منطقة دوار الليرمون شمال حلب فهو يسمح بخروج المدنيين من مناطق سيطرة المعارضة المحاصرة بحلب إلى مناطق سيطرة المعارضة في ريف حلب الشمالي.
ويأتي ذلك بعد أن أحكمت قوات النظام السوري الحصار على مناطق المعارضة بسيطرتها منذ الثلاثاء على طريق الكاستيلو وعلى مناطق واسعة بأحياء الخالدية والليرمون والبني زيد شمال حلب.
وبدأت آثار الحصار بالظهور على هذه المناطق بعد اختفاء أصناف كثيرة من المواد الغذائية والاستهلاكية من الأسواق بالتزامن مع ضعف مستوى الخدمات الطبية في المدينة إثر تدمير طيران النظام السوري وروسيا لمعظم المشافي العاملة في مناطق سيطرة المعارضة. هذا الوضع جعل سكان هذه المناطق في حال صعب جداً خصوصاً مع استمرار القصف العشوائي على مناطق سكنهم من قبل طائرات النظام السوري وروسيا.