طالبت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، الاتحاد الأوروبي، بالعمل على إيجاد صيغة اتفاق خاص بالعلاقة بين بلادها والاتحاد. وقالت ماي إثر إجتماعها، أمس الأربعاء، مع رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي، في روما: "يجب أن نعمل لتطوير نموذج يناسب المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، ولا يجب الاعتماد بالضرورة على أي نموذج مسبق الصنع".
ويشير رفض ماي لأي "نموذج جاهز" إلى عدم إمكانية قبول بريطانيا "النموذج النرويجي"، الذي يعني أنه يمكن لبريطانيا الانضمام للمنطقة الاقتصادية الأوروبية، وبالتالي الدخول إلى السوق الأوروبية الموحدة، مع تحريرها من قواعد الاتحاد الأوروبي الخاصة بالزراعة، ومسائل العدالة، والشؤون الداخلية.
كذلك، تشير تصريحات ماي إلى عدم قبول "النموذج السويسري"، بحيث تصبح بريطانيا مثل سويسرا، ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي، ولكنها تتفاوض معه على اتفاقيات تجارية على أساس قطاع بقطاع من خلال اتفاقيات ثنائية متعددة.
وترفض ماي كذلك "النموذج التركي"، بحيث تقوم بريطانيا بإبرام اتفاقية تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي، ويتم إعفاؤها من حرية حركة المواطنين الأوروبيين، مقابل حرمان البريطانيين من حرية الحركة داخل الاتحاد الأوروبي.
وتواصل رئيسة الوزراء البريطانية، اليوم، جولتها الأوروبية بالانتقال من روما إلى دول أوروبا الشرقية في الاتحاد الأوروبي، حيث تجري مباحثات في بولندا وسلوفاكيا، تركز أساساً على مستقبل العلاقات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، بعدما صوّت 52 في المائة من البريطانيين لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي في استفتاء الـ23 من يونيو/ حزيران الماضي.
وفي تعليق على جولة ماي في العواصم الأوروبية، حيث زارت خلال الأيام القليلة الماضية باريس وبرلين ودبلن، قال مفوض الاتحاد الأوروبي السابق، ميشال بارنييه، الذي يقود محادثات الاتحاد الأوروبي حول "الخروج" البريطاني من الاتحاد، إن الأخير لن يجري أي مناقشات مع لندن قبل تفعيل المملكة المتحدة بشكل رسمي لأحكام المادة 50 من معاهدة لشبونة.
ورغم إصرار المسؤولين الأوروبيين على ضرورة تفعيل بريطانيا للمادة 50 من ميثاق لشبونة بسرعة، وبدون تأخير لبدء مفاوضاتها مع الاتحاد الأوروبي، التي تترتب عليها إجراءات خروجها من الاتحاد الأوروبي، محذرين لندن من أي مماطلة، تُصر رئيسة الوزراء البريطانية على أن تفعيل المادة 50 من ميثاق لشبونة، وإطلاق المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، لن تبدأ قبل نهاية العام الجاري، وانتهاء وزير "بريكست"، ديفيد ديفيس، وفريق عمله من وضع استراتيجية واضحة تؤدي إلى خروج آمن وسلس من الاتحاد الأوروبي.