أعاد حزب "العمال" البريطاني انتخاب جيرمي كوربين زعيماً له بعدما أظهرت نتائج انتخابات الحزب التي صدرت اليوم السبت، فوز كوربين بـ 62 في المئة من الأصوات؛ من أصل 654 ألف مجموع من صوتوا في الانتخابات، في حين نال منافسه الوحيد، أوين سميث، 38 في المئة من الأصوات.
وفيما يشبه اعترافاً مبكراً بالهزيمة، قال سميث، في رسالة مفتوحة نشرها لأنصاره مطلع الأسبوع الماضي "ستظل أفكارنا قائمة بعد الانتخابات، تماماً كما كانت خلال الانتخابات، فهي جزء من رؤيتي لحزب "العمال" وبريطانيا المستقبل، ومهما كانت نتيجة هذا السباق، فسوف نستمر في الدفاع عن أفكارنا حتى نرى حزب (العمال) مرة أخرى في الحكومة".
وحظي القيادي القديم في الجناح اليساري للحزب بدعم النقابات وغالبية أعضاء وأنصار الحزب، الذين ارتفع عددهم بشكل غير مسبوق في عهده وتجاوز عتبة النصف مليون. غير أن كوربين واجه "تمرد" أكثر من ثلاثة أرباع نواب الحزب البالغ عددهم 230، إذ وقع 172 منهم مذكرة في يوليو/تموز الماضي لحجب الثقة عن كوربين.
وتعود أزمة القيادة في حزب "العمال" إلى ما بعد الإعلان عن نتيجة استفتاء 23 من شهر يونيو/حزيران الماضي حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، إذ اتهم قياديون ونواب بارزون في الحزب كوربين بعدم العمل بإخلاص للمحافظة على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، داعين إلى استقالته، وانتخاب قيادة جديدة. وقد رفض كوربين هذه الدعوات متمسكاً بالبقاء في موقعه. وإزاء تصاعد التوتر داخل الحزب قررت اللجنة المركزية لحزب "العمال" الدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة، تؤكد شرعية الزعيم الحالي كوربين، أو تؤدي الى الخروج من الأزمة بانتخاب زعيم جديد، وهو ما سعى إليه خصوم كوربين. ولا تستبعد أوساط حزبية وإعلامية أن تُؤدي إعادة انتخاب كوربين إلى انزلاق الحزب نحو انقسام حاد بين القواعد الشعبية، ونواب الحزب في البرلمان البريطاني، وربما تصل الأزمة إلى حد انشقاق الحزب، وظهور تنظيم جديد.