موت شمعون بيريز... عرّاب النووي الإسرائيلي ومجزرة قانا

القدس المحتلة

نضال محمد وتد

نضال محمد وتد
28 سبتمبر 2016
5B65D903-BDCE-495B-9C71-9FAA5AB1D849
+ الخط -
طوى موت الرئيس الإسرائيلي التاسع، شمعون بيريز، فجر الأربعاء، صفحة أحد الأسماء التي ارتبطت بأسوأ المحطات بالنسبة للعرب وللفلسطينيين، طيلة عقود ستة. عراب النووي الإسرائيلي، وصاحب قرار مجزرة قانا وأحد عرابي العدوان الثلاثي، مات عن عمر 93 عاماً، ليكون أحد أقدم ساسة الكيان الصهيوني من الجيل الثاني، أسوة بموشيه ديان، ويغئال الون، وإسحاق رابين، مع فارق أنه كان مهاجراً إلى فلسطين، التي انتقل إليها عام 1934 آتياً من بولندا، بينما كان الثلاثة الآخرون من مواليدها، وهو ما منحهم الوصف الصهيوني "صبار" الذي كان يطلق للمديح والإشادة بصاحبه. وهو وصف مسروق بطبيعة الحال من العربية ومن نبتة الصبار الفلسطينية، في محاولة للادعاء أن صاحبه له جذور تضرب في الأرض وليس مهاجراً. وقد أعلن في تل أبيب، فجر الأربعاء، عن موت بيريز، الرئيس الإسرائيلي التاسع، بعد إصابته بجلطة دماغية قبل أسبوعين، مكث خلالها في مستشفى "شيبا" في تل هشومير قرب مدينة تل أبيب.


ورافقت بيريز "عقدة نقص" أساسية وهي عدم خدمته في جيش الاحتلال ومشاركته في حرب النكبة ولاحقاً في العدوان الثلاثي على مصر (على الرغم من أنه كان من مهندسي العدوان) ولا في حرب يونيو/حزيران 1967. عقدة لازمته طيلة مسيرته السياسة، لا سيما أنه ظل يشعر، وهكذا كان يعامل من النخب العسكرية الصاعدة (بما فيها رابين وديان وألون)، أنه ليس عضواً في الجماعة وفي نادي جنرالات الجيش (outsider). مع ذلك تمكن بيريز من فرض حضوره في السياسة وفي حزب العمل، بفعل رعاية ديفيد بن غوريون له، حتى أن بيريز انضم لبن غوريون عند انشقاقه أول مرة عن حزب العمل وأسس حزب رافي في أواسط الخمسينيات.

عمل طيلة ستة عقود في السياسة بدءاً بمنصب المدير العام لوزارة الأمن في عهد رئيس الحكومة الأول دافيد بن غوريون، وكان من مهندسي العدوان الثلاثي على مصر عام 1956. كما كان الأب الروحي لبناء المفاعل النووي في ديمونة. انتخب عضواً للكنيست للمرة الأولى عام 1959 وظل نائباً إلى حين انتخابه رئيساً لإسرائيل بين عامي 2007-2014. شغل على امتداد مسيرته السياسية والحزبية مناصب عدة، فقد كان وزيراً للدفاع في حكومة إسحق رابين الأولى بين عامي 1974 و1977، ثم سكرتيرا عاماً لحزب العمل. شكل أول حكومة وحدة وطنية مع الليكود، عام 1984، والتي عرفت بحكومة التناوب، أو حكومة الرأسين. وعمل وزيراً للمالية. وخلافاً للوهم السائد، عربياً وعالمياً، فقد كان بيريز، وليس رابين، هو صاحب المواقف المتشددة في داخل حزب العمل.

في حكومة رابين الثانية عام 1992، عينه رابين وزيراً للخارجية، وكان مسؤولاً عن إطلاق المفاوضات السرية مع منظمة التحرير الفلسطينية، والتي انتهت بإعلان اتفاق المبادئ في أوسلو. عين رئيساً للحكومة مرة ثانية بعد اغتيال رابين في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 1995، لكنه خسر في المنافسة على رئاسة الحكومة في 1996 لصالح بنيامين نتنياهو. خلال رئاسته للحكومة بعد اغتيال رابين، أقر بيريز عدوان "عناقيد الغضب" على لبنان، وكان مسؤولاً عن مذبحة قانا في لبنان.


بيريز راعي الحركة الاستيطانية ومشروع المستوطنات في الضفة الغربية منذ عام 1974، وأيد في هذا السياق مشروع التقاسم الوظيفي مع الأردن، وحاول التوصل إلى اتفاق بهذا الخصوص مع الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال في عام 1987 فيما عرف باتفاق لندن، لكن شريكه في حكومة التناوب، إسحاق شمير رفض الاتفاق. خسر المنافسة على زعامة حزب العمل مرتين متتاليتين: المرة الأولى لصالح إيهود براك، عام 1999، وفي المرة الثانية لصالح عمير بيرتس في 2005، مما دفعه للانسحاب من حزب العمل والانضمام للحزب الجديد الذي أسسه أرييل شارون، بعد تنفيذ الانسحاب الأحادي من غزة وخروج شارون نفسه من الليكود وتأسيسه "كديما".

رغم حصول بيريز على جائزة نوبل سوية مع كل من رابين والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، إلا أنه انقلب على عرفات مع اندلاع الانتفاضة الثانية واتهم عرفات بدعم الإرهاب، وقاد حزبه آنذاك لحكومة مشتركة مع شارون، وعين نائباً لرئيس الحكومة. في عام 2007، وبعد عزل الرئيس الثامن، موشيه كتساف وإدانته بجرائم التحرش الجنسي والاغتصاب، انتخب بيريز رئيسا تاسعاً لإسرائيل، وظل في منصبه حتى نهاية ولايته عام 2014. استغل صورته في الخارج كـ"يساري وحمائمي"، لمنع إدانة إسرائيل في المحافل والهيئات الدولية أكثر من مرة، خاصة خلال ولايتي نتنياهو الثانية والثالثة.

ذات صلة

الصورة
قناة السويس من جهة الإسماعيلية، 10 يناير 2024 (سيد حسن/Getty)

سياسة

دعت جهات مصرية إلى منع مرور السفن الحربية الإسرائيلية في قناة السويس بعد توثيق مشاهد عبور سفينة حربية إسرائيلية فيها أخيراً، وسط غضب شعبي مصري.
الصورة
دبابة إسرائيلية على حدود لبنان من جهة الناقورة، 13 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

اشتدت حدة المواجهات البرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان مع دخول المعارك شهرها الأول من دون أن تتمكن إسرائيل من إحكام السيطرة.
الصورة
قصف إسرائيلي في محيط قلعة بعلبك الأثرية، 21 أكتوبر 2024 (نضال صلح/فرانس برس)

سياسة

انضمّت مدينة بعلبك إلى الأهداف الإسرائيلية الجديدة في العدوان الموسَّع على لبنان تنفيذاً لسياسة الأرض المحروقة ومخطّط التدمير والتهجير الممنهج.
الصورة
ما تركه المستوطنون من أشجار مقطوعة ومحصول مسروق في قرية قريوت (العربي الجديد)

سياسة

تعرضت الأراضي الزراعية في موقع "بطيشة" غربي قرية قريوت إلى الجنوب من مدينة نابلس لهجوم كبير من المستوطنين الذين قطعوا وسرقوا أشجار الزيتون المعمرة