بدأت أنقرة خلال اليومين الماضيين ما أطلق عليه الإعلام التركي عملية انتقال القوات المسلحة التركية إلى داخل محافظة إدلب لتطبيق اتفاق خفض التصعيد الذي تم التوصل له في أستانة. ونالت العملية مساندة واشنطن، مع إعلان وزارة الدفاع الأميركية دعمها للتحركات التركية ضد "هيئة تحرير الشام"، على الرغم من أن العلاقات التركية-الأميركية تشهد توتراً بعدما أوقف الجانبان منح تأشيرة الدخول لمواطني البلدين حتى إشعار آخر.
وبعد حوالي سبعة أشهر من انتهاء عملية "درع الفرات" التي شنتها القوات المسلحة التركية في ريف حلب الشمالي وتمكنت بموجبها من طرد تنظيم "داعش" من كل من مدينة جرابلس والباب ودابق والراعي، تستعد أنقرة مرة أخرى لدخول الأراضي السورية لكن من جهة محافظة إدلب، في عملية تبدو معقدة وخطرة للغاية، لناحية تعداد المدنيين الكبير في المحافظة وأيضاً لناحية قوة "هيئة تحرير الشام". وتحاول أنقرة تجنب أي صدام كبير مع "الهيئة"، والذي من شأنه أن يؤدي إلى خسائر كبيرة في صفوف المدنيين والقوات التركية، إضافةً إلى موجة كبيرة من اللاجئين نحو أراضيها، والذي قد يدفعها أيضاً لعقد تحالف أكبر مع المحور الروسي-السوري-الإيراني.
وبعد حوالي سبعة أشهر من انتهاء عملية "درع الفرات" التي شنتها القوات المسلحة التركية في ريف حلب الشمالي وتمكنت بموجبها من طرد تنظيم "داعش" من كل من مدينة جرابلس والباب ودابق والراعي، تستعد أنقرة مرة أخرى لدخول الأراضي السورية لكن من جهة محافظة إدلب، في عملية تبدو معقدة وخطرة للغاية، لناحية تعداد المدنيين الكبير في المحافظة وأيضاً لناحية قوة "هيئة تحرير الشام". وتحاول أنقرة تجنب أي صدام كبير مع "الهيئة"، والذي من شأنه أن يؤدي إلى خسائر كبيرة في صفوف المدنيين والقوات التركية، إضافةً إلى موجة كبيرة من اللاجئين نحو أراضيها، والذي قد يدفعها أيضاً لعقد تحالف أكبر مع المحور الروسي-السوري-الإيراني.
والخطوة الثانية من الاستراتيجية التركية تتمثل في دفع "هيئة تحرير الشام" بعيداً عن الحدود التركية وتسليم المعابر الحدودية لقوات المعارضة السورية الحليفة، وكذلك الابتعاد عن المدن الكبيرة وبالذات مدينة إدلب. وتفيد معلومات متواترة، حصلت عليها "العربي الجديد"، من دون أن تتمكن من التأكد من صحتها، بأن الاقتراحات المبدئية التي تم تقديمها لـ"تحرير الشام" هي الانسحاب من إدلب المدينة مقابل انتشار قوات تركية برفقة عناصر من قوات المعارضة السورية لتحويلها إلى مدينة آمنة ومنع أي عمليات قصف من قبل الطائرات الروسية وتلك التابعة للنظام السوري.
ولا يبدو أن أنقرة ستتمكن من تطبيق هذه الاستراتيجية من دون مقاومة من قبل "هيئة تحرير الشام" التي رفضت في عدة بيانات لها دخول القوات التركية، والتي تعمل على توسيع نفوذها في غرب المحافظة، بعدما تمكنت من السيطرة، أمس، بشكل كامل على بلدة أرمناز في شمال غرب إدلب وطرد قوات المعارضة السورية منها.
وكانت هيئة الأركان التركية قد أعلنت في بيان لها أمس الإثنين، أن عناصر من القوات المسلحة التركية قامت بعمليات كشف داخل مناطق إدلب، بدءاً من يوم الأحد، لتأسيس مناطق مراقبة للقوات التركية التي ستعمل في إطار الإشراف على "خفض التصعيد"، لمراقبة خروقات النظام السوري.