وقبيل عقد هذه القمة، التقى بالمرشد الأعلى علي خامنئي، والرئيس حسن روحاني، وجرى بحث التعاون في سورية واستمرار التنسيق للحرب على الإرهاب، فضلاً عما يتعلق باتفاق إيران النووي الذي يتعرض لضغوطات أميركية.
وقال بوتين خلال لقائه روحاني "من غير المقبول أن يتم تخريب الاتفاق النووي من قبل طرف واحد"، مؤكداً أن الاتفاق لا يرتبط ببرنامج إيران الصاروخي والدفاعي، في إشارة منه للتهديدات الصادرة على لسان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والذي أيد في استراتيجيته الجديدة، ضرورة فرض المزيد من القيود على برنامج إيران العسكري، ومحاصرة اتفاقها النووي.
وبحسب موقع الرئاسة الإيرانية، رأى بوتين كذلك أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي الطرف المعني بالإشراف على تطبيق الاتفاق، وهي التي أعلنت التزام طهران عدة مرات بما عليها من تعهدات.
أما العنوان البارز الثاني الذي حضر على طاولة الحوار الروسية الإيرانية، فكان الملف السوري، إذ أكد بوتين على ضرورة استمرار الدور الإيراني الروسي التركي، وفق مقررات محادثات أستانة.
من جهته، اعتبر روحاني أن التعاون بين طهران وموسكو ضروري، لحين انتهاء الحرب على الإرهاب في سورية، على حد وصفه، قائلاً إن هذه الحرب شارفت على النهاية لكن التنسيق المشترك يبقى مهماً.
وأوضح أن بلاده ترى في "استمرار حالة التخبط وعدم الاستقرار في المنطقة تهديداً لكل الأطراف، وقد بات واضحاً لكل العالم أن الخيار السياسي هو المخرج الوحيد لما يجري في سورية".
وفي ما يتعلق بالملف النووي، قال روحاني "إن الاتفاق يضم عدة أطراف واستمراره مهم جدا لاستقرار المنطقة برمتها"، مشيداً بالدور الروسي "الذي يصب لصالح الحفاظ على الاتفاق"، حسب رأيه.
أما خامنئي، فقال لبوتين إن "التعاون بين الطرفين في سورية كان تجربة جيدة، وأثبت أنه من الممكن أن يحقق أهدافا مشتركة في ساحات"، وصفها بالصعبة، وأضاف أنه "لا يوجد مكان للشك في أن المحور الأميركي الداعم للإرهاب قد هزم في سورية، لكن هؤلاء ما زالوا يحيكون المؤامرات، وهو ما يعني ضرورة استمرار التنسيق المحكم حتى حل الأزمة السورية بشكل نهائي".
وذكر خامنئي أن القرارات المتعلقة بالحكومة السورية يجب أن تخرج من السوريين أنفسهم، ما يعني أنه لا يجب الضغط عليها ومحاولة إيجاد مقترحات تجمع كل الأطراف سويا.
وأضاف "إن التعاون الإيراني الروسي يساعد في مواجهة العقوبات الأميركية"، مشيداً بموقف موسكو من الاتفاق النووي، ومقترحا حذف الدولار من التعاملات المالية بين الطرفين بما يساهم بعزل أميركا.
كما أيد مقترح بوتين المتعلق بتوسيع محور التعاون الإقليمي، لحل مسائل المنطقة، دون تدخل من هم خارجها، كما انتقد أخيرا السياسات السعودية في اليمن.
وفي سياق متصل، نقلت وكالة فارس الإيرانية عن مساعد وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، قوله اليوم أيضاً "إن الاتفاق النووي لا يمنح الوكالة الدولية للطاقة الذرية أي صلاحيات لتفتيش المنشآت العسكرية الإيرانية"، مؤكداً أن طهران وموسكو تتقاطعان في وجهة نظرهما حول ما يسمى بالبند "تي"، والمضاف لنص الاتفاق، والذي لا يسمح بإجراء تفتيش خاص بحسب إيران وروسيا، لكنه يمنع طهران من امتلاك معدات مزدوجة الأغراض أو إجراء اختبارات لمحاكاة الانفجارات النووية.
كذلك اعتبر ريابكوف أن "العقوبات الأميركية ضد الحرس الثوري غير قانونية، وأن أميركا ستكون الطرف الذي سيتحمل مسؤولية تمزيق الاتفاق النووي".