يبدو أن تنظيم "داعش" الإرهابي استعاد نشاطه في جنوب اليمن؛ فبعد الهجوم النوعي الذي نفّذه مطلع الشهر الجاري في عدن عاد اليوم الثلاثاء ليتبنّى هجوماً انتحارياً جديداً في المدينة ذاتها، في ظل ارتفاع وتيرة الضربات الأميركية التي تُهاجم أهدافاً مفترضة للتنظيم، فضلاً عن قائمة العقوبات التي أعلنتها واشنطن ودول خليجية، وشملت لأول مرة أسماء قيادات في "داعش" الذي ظهر في اليمن منذ أكثر من عامين، وينشط غالباً في مناطق نفوذ تقليدية لتنظيم "القاعدة".
وشهدت عدن، اليوم الثلاثاء، هجوماً دامياً، نفّذه انتحاري يقود سيارة مفخخة، استهدف مقرّاً أمنياً في حي عبد العزيز، بمديرية المنصورة، ما أدى إلى سقوط ما لا يقل عن عشرة من القتلى والجرحى، أغلبهم من الجنود، بالإضافة إلى دمار كبير في المبنى المستهدف، وتضرّر العديد من المنازل المجاورة ومركبات تعود لمواطنين، كانت مركونة في المنطقة.
وأعلن تنظيم "داعش"، في بيان منسوب له، نُشر على الإنترنت، تبنّيه الهجوم، وقال إن الانتحاري الذي فجّر نفسه يُدعى "أبو هاجر العدني"، وأنه استهدف مقر غرفة عمليات لـ"قوات الحزام الأمني" التي وصفها التنظيم بأنها تابعة للإمارات.
وأفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" بأن الهجوم استهدف مبنى يتبع لقيادة حماية المنشآت، وهي القوة المسؤولة عن تأمين منشآت في المدينة.
ويعد هجوم "داعش" في عدن الثلاثاء الثاني بالمدينة في أقل من أسبوعين، إذ تبنّى التنظيم في الخامس من الشهر الجاري هجوماً مزدوجاً شمل تفجيرين انتحاريين ومسلحين (انغماسيين) اقتحموا مقر البحث الجنائي الواقع في مديرية خور مكسر بعدن، وسيطروا عليه لساعات طويلة، قبل أن تعلن قوات الأمن استعادة السيطرة عليه، فيما سقط العشرات بين قتيل وجريح من جراء التفجيرين والمواجهات حول المقر.
ويحمل تكرار هجمات "داعش" في عدن مؤخراً دلالات عدة؛ أبرزها عودة نشاط التنظيم الإرهابي إلى المدينة، التي تصفها الحكومة الشرعية بالعاصمة المؤقتة ويسيطر عليها عدد من القوات والفصائل المسلحة، تقف في مقدمتها القوات الإماراتية التي تتولّى الملف الأمني والعسكري إلى حد كبير، من خلال الوجود المباشر والقوات المحسوبة عليها كـ"الحزام الأمني"، مع قوات أخرى محسوبة على الحكومة الشرعية أو على ما يُسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المدعوم إماراتياً.
اقــرأ أيضاً
وكان "داعش" قد ظهر في اليمن لأول مرة بهجمات دامية دشنها من صنعاء عام 2015، وبث تسجيلات مصورة خلال العام نفسه تُظهر مشاركته في مواجهات مع مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وحلفائهم من القوات الموالية لعلي عبدالله صالح، في عدن، وتبنى هجمات شهيرة ضد معسكرات التجنيد ومقرات حكومية وأخرى تابعة للتحالف، إلا أن التنظيم الذي استفاد من الحرب والانفلات الأمني الذي رافقها أو أعقبها تراجعت وتيرة عملياته نسبياً منذ شهور.
وشهدت الأشهر الماضية عمليات أمنية نفذتها قوات حكومية لملاحقة التنظيم، جرى خلالها الإعلان عن القبض على عناصر وقيادات من التنظيم أو سقوط قتلى، من بينهم في مدينة عدن ومعها محافظة لحج الواقعة شمال المدينة ومناطق متفرقة جنوب اليمن. لكن حالة الفوضى المرتبطة بتعدد القوات والمليشيات المسلحة، بالإضافة إلى الغموض المرتبط بنفوذ وتحركات "داعش"، جعلت من الحديث عن "الانتصارات" الحكومية ضد التنظيم مشوباً بالحذر، على الرغم أن وتيرة هجماته كانت قد تراجعت تدريجياً منذ ما يقرب من عام، بشكل واضح.
من زاوية أخرى، يقابل تصعيد "داعش" هجماته في عدن التصعيد الأميركي ضده، فقد أعلنت واشنطن، الشهر الماضي، مقتل العشرات من عناصر التنظيم، بضربات جوية استهدفت معسكراً تدريبياً على الأقل، يتبع التنظيم في محافظة البيضاء، وسط البلاد، وعاودت الطائرات الأميركية قصفها في العاشر من الشهر الجاري، وأعلنت مقتل عشرات آخرين من مسلحي التنظيم، في معسكري تدريب، بمنطقة قيفة في البيضاء أيضاً.
كذلك يأتي التصعيد بعد أن شهد أكتوبر/ تشرين الأول، المنصرم، تطوراً مهماً، تمثل بإعلان واشنطن والدول الخليجية قائمة مؤلفة من 11 يمنياً متهماً بتمويل الإرهاب، وكانت أغلب الأسماء الجديدة في القائمة متهمة بأنها من قيادات تنظيم "داعش"؛ الأمر الذي يعد، إلى جانب الضربات الجوية الأخيرة، مؤشراً على أن تنظيم "داعش" أصبح يمثل تهديداً يضعه إلى جانب "القاعدة" الذي يتمتع بنفوذ أقوى في اليمن، منذ سنوات طويلة.
وتلقى "القاعدة" ضربات وخسائر واضحة، خلال العامين الأخيرين، نتيجة الضربات الجوية الأميركية والعمليات الميدانية للقوات الحكومية، غير أن الأمر بالنسبة إلى تنظيم "داعش" يبدو أكثر غموضاً، إذ إن نفوذ التنظيم وقياداته، وأغلبهم غير معروف، يتركز في مناطق يوجد فيها على الأغلب مسلحو "القاعدة".
اقــرأ أيضاً
اقــرأ أيضاً
وشهدت عدن، اليوم الثلاثاء، هجوماً دامياً، نفّذه انتحاري يقود سيارة مفخخة، استهدف مقرّاً أمنياً في حي عبد العزيز، بمديرية المنصورة، ما أدى إلى سقوط ما لا يقل عن عشرة من القتلى والجرحى، أغلبهم من الجنود، بالإضافة إلى دمار كبير في المبنى المستهدف، وتضرّر العديد من المنازل المجاورة ومركبات تعود لمواطنين، كانت مركونة في المنطقة.
وأعلن تنظيم "داعش"، في بيان منسوب له، نُشر على الإنترنت، تبنّيه الهجوم، وقال إن الانتحاري الذي فجّر نفسه يُدعى "أبو هاجر العدني"، وأنه استهدف مقر غرفة عمليات لـ"قوات الحزام الأمني" التي وصفها التنظيم بأنها تابعة للإمارات.
وأفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" بأن الهجوم استهدف مبنى يتبع لقيادة حماية المنشآت، وهي القوة المسؤولة عن تأمين منشآت في المدينة.
ويعد هجوم "داعش" في عدن الثلاثاء الثاني بالمدينة في أقل من أسبوعين، إذ تبنّى التنظيم في الخامس من الشهر الجاري هجوماً مزدوجاً شمل تفجيرين انتحاريين ومسلحين (انغماسيين) اقتحموا مقر البحث الجنائي الواقع في مديرية خور مكسر بعدن، وسيطروا عليه لساعات طويلة، قبل أن تعلن قوات الأمن استعادة السيطرة عليه، فيما سقط العشرات بين قتيل وجريح من جراء التفجيرين والمواجهات حول المقر.
ويحمل تكرار هجمات "داعش" في عدن مؤخراً دلالات عدة؛ أبرزها عودة نشاط التنظيم الإرهابي إلى المدينة، التي تصفها الحكومة الشرعية بالعاصمة المؤقتة ويسيطر عليها عدد من القوات والفصائل المسلحة، تقف في مقدمتها القوات الإماراتية التي تتولّى الملف الأمني والعسكري إلى حد كبير، من خلال الوجود المباشر والقوات المحسوبة عليها كـ"الحزام الأمني"، مع قوات أخرى محسوبة على الحكومة الشرعية أو على ما يُسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المدعوم إماراتياً.
وكان "داعش" قد ظهر في اليمن لأول مرة بهجمات دامية دشنها من صنعاء عام 2015، وبث تسجيلات مصورة خلال العام نفسه تُظهر مشاركته في مواجهات مع مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وحلفائهم من القوات الموالية لعلي عبدالله صالح، في عدن، وتبنى هجمات شهيرة ضد معسكرات التجنيد ومقرات حكومية وأخرى تابعة للتحالف، إلا أن التنظيم الذي استفاد من الحرب والانفلات الأمني الذي رافقها أو أعقبها تراجعت وتيرة عملياته نسبياً منذ شهور.
وشهدت الأشهر الماضية عمليات أمنية نفذتها قوات حكومية لملاحقة التنظيم، جرى خلالها الإعلان عن القبض على عناصر وقيادات من التنظيم أو سقوط قتلى، من بينهم في مدينة عدن ومعها محافظة لحج الواقعة شمال المدينة ومناطق متفرقة جنوب اليمن. لكن حالة الفوضى المرتبطة بتعدد القوات والمليشيات المسلحة، بالإضافة إلى الغموض المرتبط بنفوذ وتحركات "داعش"، جعلت من الحديث عن "الانتصارات" الحكومية ضد التنظيم مشوباً بالحذر، على الرغم أن وتيرة هجماته كانت قد تراجعت تدريجياً منذ ما يقرب من عام، بشكل واضح.
من زاوية أخرى، يقابل تصعيد "داعش" هجماته في عدن التصعيد الأميركي ضده، فقد أعلنت واشنطن، الشهر الماضي، مقتل العشرات من عناصر التنظيم، بضربات جوية استهدفت معسكراً تدريبياً على الأقل، يتبع التنظيم في محافظة البيضاء، وسط البلاد، وعاودت الطائرات الأميركية قصفها في العاشر من الشهر الجاري، وأعلنت مقتل عشرات آخرين من مسلحي التنظيم، في معسكري تدريب، بمنطقة قيفة في البيضاء أيضاً.
كذلك يأتي التصعيد بعد أن شهد أكتوبر/ تشرين الأول، المنصرم، تطوراً مهماً، تمثل بإعلان واشنطن والدول الخليجية قائمة مؤلفة من 11 يمنياً متهماً بتمويل الإرهاب، وكانت أغلب الأسماء الجديدة في القائمة متهمة بأنها من قيادات تنظيم "داعش"؛ الأمر الذي يعد، إلى جانب الضربات الجوية الأخيرة، مؤشراً على أن تنظيم "داعش" أصبح يمثل تهديداً يضعه إلى جانب "القاعدة" الذي يتمتع بنفوذ أقوى في اليمن، منذ سنوات طويلة.
وتلقى "القاعدة" ضربات وخسائر واضحة، خلال العامين الأخيرين، نتيجة الضربات الجوية الأميركية والعمليات الميدانية للقوات الحكومية، غير أن الأمر بالنسبة إلى تنظيم "داعش" يبدو أكثر غموضاً، إذ إن نفوذ التنظيم وقياداته، وأغلبهم غير معروف، يتركز في مناطق يوجد فيها على الأغلب مسلحو "القاعدة".