النظام يسيطر على دير الزور والمعارضة تتقدم في ريف القنيطرة

جلال بكور

avata
جلال بكور
03 نوفمبر 2017
920A90AF-ACCF-4BB0-BF72-286ADFB506BA
+ الخط -
بدأ النظام السوري، بدعم من قوات برية وجوية روسية، بعملية استعادة السيطرة على مدينة دير الزور في شهر آب/ أغسطس الماضي، وذلك إثر تمكّنه من السيطرة على مدينة السخنة، والتي تربط محافظة دير الزور بمحافظة حمص.

وبعد أسابيع من القتال العنيف انحسر تنظيم "داعش" الإرهابي في ريف دير الزور الجنوبي مع وصول قوات النظام في الخامس من أيلول/ سبتمبر الماضي إلى مشارف "اللواء 137" غرب مدينة دير الزور، وتمكّنت على إثره من فك الحصار الذي يفرضه "داعش" على قواتها في مدينة دير الزور.

وتمكن النظام بعدها من فك الحصار عن قواته في مطار دير الزور العسكري، إذ احتدمت المواجهات بين الطرفين في منطقة حويجة صكر شرق المطار، وهي أكثر جبهة تعثرت فيها قوات النظام وفقدت العديد من ضباطها، من بينهم قائد القوات في دير الزور، العميد عصام زهر الدين، بينما كانت قوات النظام تتقدم بكل سهولة في الجبهات الغربية من ريف المدينة وسيطرت على كامل الريف الغربي.

وتمكنت قوات النظام لاحقاً من السيطرة على ضفة الفرات الشمالية المقابلة لمدينة دير الزور، ومع إتمام السيطرة على حويجة صكر فرضت حصاراً كاملاً على الأحياء الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" في المدينة، لتتمكّن اليوم الجمعة من السيطرة على كامل المدينة، إثر اتفاق سري أفضى إلى انسحاب عناصر التنظيم من جهة مجهولة.

وتكمن أهمية مدينة دير الزور في كونها ثاني أكبر مدينة سورية تقع على نهر الفرات، وتعد مركز حوض الفرات الذي يضم أغنى وأكبر حقول النفط والغاز السورية من حيث الكم في الإنتاج والمخزون الاحتياطي، كما أنها تمثل نصراً إعلامياً كبيراً للنظام في دعاية الحرب ضد الإرهاب.

وساندت قوات النظام السوري في عمليات دير الزور العديد من المليشيات المحلية والأجنبية مثل "مليشيا الدفاع الوطني، كتائب البعث، الحشد الشعبي السوري، حزب الله اللبناني، لواء زين العابدين، أسود القائد الخالد، نسور الجوية، أسود الفرات، جيش العشائر، مغاوير محافظة الحسكة، حركة شباب العودة الفلسطينية (قوات الجليل)، الإمام الباقر"، بالإضافة لقوات من الحرس الثوري الإيراني ومليشيات أخرى.

وفقدت تلك المليشيات كثيراً من عناصرها، كذلك قُتل قياديون من الحرس الثوري الإيراني، بينهم مسؤول التدريب، شعبان علي أميري. ولا توجد حصيلة رسمية ومؤكدة عن عدد القتلى في صفوف قوات النظام والمليشيات المساندة لها، كما قتل خلال المعارك رئيس المستشارين العسكريين الروس في سورية، الفريق فاليري أسابوف، والذي أثيرت شكوك عن أن مقتله قد يكون ناتجاً عن خيانة، بحسب وسائل إعلام روسية.

وكانت القوات الروسية الجوية قد ساندت النظام بشكل مكثف، الأمر الذي أدى إلى وقوع دمار واسع في أحياء دير الزور ومحيط المدينة، ووقوع عشرات الضحايا بين المدنيين لم يتم توثيقهم بشكل رسمي، فضلاً عن تشرّد آلاف المدنيين في ريف المدينة.

وفي سياق الحملة، تمكّنت قوات النظام من السيطرة في 17 أكتوبر/ تشرين الماضي على مدن وبلدات موحسن والبوعمر والبوليل والطوب على الضفاف الجنوبية من نهر الفرات، بعد انسحاب "داعش" إلى الضفة المقابلة، في محيط بلدة خشام، وسيطرت لاحقاً على مدينة الميادين وتوقف تقدم النظام في منطقة محكان على الطريق الواصل بين البوكمال والميادين.

وما زالت قوات النظام بعيدة عن مدينة البوكمال إلى الغرب قرابة خمسين كيلومتراً ومثلها إلى الجنوب الغربي عند المحطة الثانية في بادية البوكمال، حيث تلقى القوات مقاومة شديدة في تلك المناطق كون مدينة البوكمال آخر معقل كبير للتنظيم في سورية.

وشهدت محافظة دير الزور انطلاق حملة "عاصفة الجزيرة" التي شنتها مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" بدعم من التحالف الدولي في التاسع من أيلول/ سبتمبر، وذلك بعيد تمكن النظام من فك الحصار عن قواته في مدينة دير الزور، الأمر الذي أدّى إلى فقدان النظام أكبر حقول الغاز والنفط في حوض الفرات.

وضمن حملة "عاصفة الجزيرة" سيطرت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، اليوم الجمعة، على ست قرى في ريف دير الزور الشمالي الشرقي بعد معارك مع "داعش".

وذكرت مصادر مقرّبة من مليشيات "قسد" لـ"العربي الجديد" أن مجموعات "مجلس دير الزور العسكري"، المنضوي في صفوف "قسد"، شنّت اليوم هجمات ضد "داعش" في محاور عدة بريف دير الزور شمال شرق البلاد، وتمكنت من السيطرة على قرى "عديل، الخرجة، الكواسر، الرغدية، العليا، بو خير" الواقعة شمال شرق دير الزور بالقرب من وادي الخابور، كذلك أسفرت المواجهات عن وقوع قتلى وجرحى من الطرفين.



وتأتي تلك الهجمات في محاولة من "قسد" لتوسيع نطاق سيطرتها ونفوذها في الضفة الشمالية الشرقية من نهر الفرات مستغلة تقهقر التنظيم وانحساره المستمر نحو بادية البوكمال القريبة من الحدود السورية العراقية.


المعارضة تتقدّم في القنيطرة


سيطرت قوات المعارضة السورية المسلحة في الجنوب السوري ظهر اليوم الجمعة على مواقع في محيط بلدة حضر بريف القنيطرة الشمالي في سعيها إلى فك الحصار الذي تفرضه قوات النظام على بلدة بيت جن في ريف دمشق الغربي.

وقالت مصادر محلية إن فصائل المعارضة، المنضوية في غرفة عمليات معركة "كسر القيود عن الحرمون"، سيطرت على منطقة تل النفل ومنطقة الهرة في محيط بلدة حضر بريف القنيطرة الشمالي، الأمر الذي يتيح للمعارضة الوصول إلى بلدة بيت جن عبر طرق وعرة.

وأوضحت المصادر أن المعارك لا تزال مستمرة في المنطقة بهدف فك الحصار بشكل كامل عن بيت جن.

من جانبها، ذكرت وكالة "سانا"، التابعة للنظام، أن ستة أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 23 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، من جراء تفجير عربة مفخخة في بلدة حضر.

وكانت مصادر قد أفادت في وقت سابق اليوم أن قوات المعارضة استهدفت بعربة مفخخة حاجزاً لقوات النظام على أطراف بلدة حضر، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي على مواقع النظام في محور التل الأحمر والسرية الرابعة.

ويذكر أن محافظة القنيطرة في جنوب غرب سورية تقع ضمن اتفاق وقف القتال بين المعارضة والنظام، والذي تم برعاية روسية أميركية أردنية ويشمل "القنيطرة، درعا"، كذلك تقع ضمن مناطق خفض التوتر المتفق عليها في أستانة.

وفي السياق، ذكر "تجمع أحرار حوران" أن قوات النظام قصفت ظهر اليوم منطقة درعا البلد في مدينة درعا بالمدفعية، ما أدى إلى وقوع جرحى بين المدنيين.




ذات صلة

الصورة
آثار قصف روسي على إدلب، 23 أغسطس 2023 (Getty)

سياسة

شنت الطائرات الحربية الروسية، بعد عصر اليوم الأربعاء، غارات جديدة على مناطق متفرقة من محافظة إدلب شمال غربيّ سورية، ما أوقع قتلى وجرحى بين المدنيين.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
سوريون فروا من لبنان بعد تصاعد العدوان الإسرائيلي  (العربي الجديد)

سياسة

يتعرض السوريون العائدون من لبنان هرباً من الحرب الإسرائيلية، لصعوبات خلال رحلة الوصول إلى الشمال السوري تحديداً، مع ما يتخللها من ابتزاز مالي ومخاطر.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.