وشدد الملك، خلال المباحثات مع عباس في عمان، على ضرورة تكثيف الجهود العربية والإسلامية والدولية لحماية حقوق الفلسطينيين والعرب والمسلمين في مدينة القدس، التي تمثل مفتاح تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، داعياً إلى ضرورة البناء على الرفض الدولي للقرار الأميركي، لتفادي أي خطوات أحادية قد تقوم بها دول أخرى.
كما أكد الطرفان ضرورة تنسيق الموقف العربي وتوحيد الجهود المشتركة، والتواصل مع المجتمع الدولي، بخصوص التداعيات الخطيرة للقرار، على أمن واستقرار المنطقة وجهود تحقيق السلام.
وطالب ملك الأردن المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في اتخاذ مواقف حازمة وداعمة لتحقيق السلام وحل القضية الفلسطينية، مؤكدا أن موضوع القدس يجب تسويته ضمن إطار حل شامل، يحقق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
العراق
في العراق، أعربت الحكومة عن رفضها لقرار ترامب، وأعلنت في بيان تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، أن "العراق يرفض القرار الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما أنّ هذا القرار يمثل إجحافاً بحقوق الفلسطينيين والعالم العربي والإسلامي والأديان الأخرى".
ودعا بيان الحكومة العراقية الإدارة الأميركية إلى "التراجع عن هذا القرار المجحف، لإيقاف تصعيد خطير يؤدي إلى التطرف وخلق أجواء تؤدي إلى زعزعة السلم والاستقرار في العالم".
تركيا
كما تواصلت الإدانات الرسمية التركية لقرار الإدارة الأميركية، إذ ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم، باعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، محذراً من أن هذا القرار يضع المنطقة "في دائرة نار".
وقال للصحافيين في أنقرة، قبل توجهه إلى اليونان في زيارة رسمية، إن "اتخاذ مثل هذا القرار يضع العالم، وخصوصاً المنطقة، في دائرة نار".
وتابع موجهاً كلامه إلى ترامب "ماذا تفعل؟ ما هي هذه المقاربة؟ على المسؤولين السياسيين أن يعملوا من أجل المصالحة وليس من أجل الفوضى"، في حين أكّد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أنّ القدس مدينة ذات قدسية بالنسبة للأديان السماوية الثلاثة، وأنّ أي تغيير في وضعها ستكون له عواقب أشبه ما تكون بقنبلة نُزع مسمار أمانها.
وشدد على أنّ تطبيق قرار ترامب على أرض الواقع "يعني إقحام منطقة الشرق الأوسط في مأزق كبير جدًا".
كما لفت رئيس الوزراء التركي إلى أنّ زعماء دول منظمة التعاون الإسلامي سيبحثون تداعيات هذا القرار خلال القمة المقبلة التي دعا إليها أردوغان.
سورية
كذلك، دان "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" قرار ترامب، وأكد في بيان أن "القدس أرض عربية فلسطينية، ولا يحق للاحتلال الإسرائيلي بمقتضى القوانين الدولية، باعتباره طرفاً محتلاً، ولا لأي جهة أجنبية ادعاء السيادة عليها".
وطالب بـ "التراجع الفوري عن هذا القرار، واحترام إرادة الشعب الفلسطيني وحقوقه، وإرادة المجتمع الدولي"، مشدّداً على ضرورة "إلغاء التدابير التي اتخذها الاحتلال الإسرائيلي حول وضع مدينة القدس وإدانة انتقال البعثات الدبلوماسية إليها".
لبنان
في لبنان، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى عقد جلسة عامة للمجلس، غداً الجمعة، للبحث في قضية القدس الشريف. وأكد رئيس الجمهورية، ميشال عون، أمام زواره، أن "كل الأديان السماوية تتمثل في القدس، وما حصل بالأمس هو ضد الإنسانية وضد الحقوق، وينزع عن الولايات المتحدة الأميركية صفة الدولة الكبرى التي تعمل للتوصل إلى السلام العادل في الشرق الأوسط".
كما أبلغ مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبد اللطيف دريان، الرئيس الفلسطيني محمود عباس بموقف مماثل خلال اتصال أجراه معه، وقال: "إن قرار الرئيس الأميركي لا يشكل ضرباً للفلسطينيين وحقوقهم الوطنية والشرعية الدولية فقط، ولكنه يذهب إلى أبعد من ذلك في تبرير موقفه بالاعتماد على مقولات للحركة الصهيونية المسيحانية التي تعتمد على تأويلات وتفاسير للعهد القديم ما أنزل الله بها من سلطان".
السودان
في السودان، تمسك الرئيس عمر البشير بموقف بلاده الثابت والقاطع تجاه عروبة وإسلامية القدس، مع رفض المخططات الإسرائيلية والأميركية للمساس بالوضع القانوني والسياسي للمدينة المقدسة وتهويدها.
ونقلت وكالة الأنباء الحكومية (سونا) عن البشير موافقة السودان على المشاركة في القمة الإسلامية الطارئة، التي دعت إليها تركيا، الأربعاء المقبل، لمناقشة إعلان ترامب.
كما دعا نواب سودانيون إلى طرد القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم ومنع الشركات الأميركية من الاستثمار في السودان، وتصنيف الولايات المتحدة كدولة راعية للإرهاب، إضافة لحث القادة العرب والمسلمين على تجاوز خلافاتهم.
كما عقد البرلمان السوداني جلسة طارئة، اليوم، ناقش خلالها الإعلان الأميركي بمشاركة وزير الخارجية إبراهيم غندور.
وقال الوزير خلال الجلسة إن "إعلان ترامب لن يوقف الإرهاب بل يزيده حول العالم، لأن المغتصب يأخذ الأرض بالقوة، ما يدفع الشباب إلى اللجوء لوسائل أخرى لاسترداد الحقوق".
وفي نهاية الجلسة تلا رئيس البرلمان، إبراهيم أحمد عمر، بيانا طلب من الحكومة السودانية وكل الحكومات العربية والإسلامية، اتخاذ كافة الخطوات المناسبة لهزيمة القرار الأميركي.
الإمارات
أما الإمارات، فاكتفت ببيان أصدرته وزارة الخارجية والتعاون الدولي، اليوم، أعربت فيه عن "أسفها واستنكارها للقرار"، معتبرة إياه "انحيازاً كاملاً ضد حقوق الشعب الفلسطيني"، ومعربة عن قلقها من تداعياته.
مصر
في مصر، طالبت لجنة الشؤون العربية في مجلس النواب، بعدم إعطاء الولايات المتحدة أي دور أساسي في حل المشكلة الفلسطينية، والتمسك بأن يكون الحل دولياً من خلال الأمم المتحدة، داعية الأنظمة العربية إلى إبلاغ الإدارة الأميركية بأن "مصالحها الاقتصادية، والسياسية، والأمنية، ستتأثر سلباً، بعد اعترافها بمدينة القدس كعاصمة لإسرائيل".
وتلا رئيس اللجنة، سعد الجمال، بياناً لها، في مؤتمر صحافي بمقر البرلمان، شدد فيه على أنه يجب على كافة الفصائل الفلسطينية التوحد في كيان واحد، في ضوء قرار الرئيس الأميركي، الذي يكرس الاحتلال، ويدمر عملية السلام برمتها، فضلاً عن مخالفته قواعد الشرعية الدولية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وأشار إلى أن تقديرات ترامب "لم تحسب حساباً للشعوب العربية والإسلامية التي ستنتفض ضد القرار الجائر".
وطالب، أيضاً، الدول الغربية بالتمسك بعدم نقل سفاراتها من تل أبيب، وعدم الاستجابة للطلب الإسرائيلي بنقل سفارات بلادهم إلى القدس، مناشداً مجلس الأمن، والأمم المتحدة، في الاجتماع المقرر انعقاده، الجمعة المقبلة، بالتأكيد مجدداً على قرارات الشرعية الدولية في حل المشكلة الفلسطينية، وبخاصة وضع مدينة القدس.
ونظم المئات من طلاب الجامعة الأميركية، في منطقة التجمع الخامس بالقاهرة، تظاهرة حاشدة داخل جامعتهم حملوا فيها لافتة ضخمة مكتوب عليها "القدس عاصمة فلسطين".
وتعد تلك التظاهرة هي الوحيدة التي سٌمح بها داخل الحدود المصرية كافة، إذ لم تتمكن جميع الوقفات الاحتجاجية التي تم تنظيمها، اعتراضًا على القرار، من الخروج بتظاهرة.
وكان اتحاد طلاب الجامعة الأميركية بالقاهرة، قد دعا في بيان له أمس، جميع الطلاب إلى تنظيم وقفة احتجاجية ضد "الوصاية الأميركية والصهيونية المستمرة وإعلان القدس عاصمة للكيان المحتل"، بحسب البيان.
تونس
أما العاصمة التونسية، فشهدت تظاهرات احتجاجية، وسط دعوات رسمية إلى تنظيم اعتصامات، اليوم الخميس، تنديداً بالقرار الأميركي.
وقرر البرلمان التونسي، صباحاً، تغيير جدول أعماله وتعليق مناقشة موازنة العام المقبل، وتحويل الجلسة العامة لمناقشة مستجدات القضية الفلسطينية.
وقال رئيس مجلس نواب الشعب التونسي، محمد الناصر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنه دعا صباح اليوم، بصفة مستعجلة، رؤساء الكتل البرلمانية الثماني وأعضاء مكتب البرلمان لمناقشة مشروع لائحة مساندة للشعب الفلسطيني وللتنديد بقرار ترامب.
الجزائر
وفي الجزائر، دانت وزارة الخارجية القرار، ووصفته بـ"الخطير" وبأنه انتهاك صارخ للوائح مجلس الأمن الدولي ذات الصلة والشرعية الدولية.
وأضافت الخارجية، في بيان، أنّ "الجزائر تطّلع بانشغال كبير على قرار الاعتراف بالقدس الشريف عاصمة لإسرائيل"، مشددةً على أنها "تدين بشدة هذا القرار الخطير باعتباره انتهاكاً صارخا للوائح مجلس الأمن ذات الصلة والشرعية الدولية وباعتباره يقوض إمكانية بعث مسار السلام المتوقف منذ مدة طويلة، كما أنه يحمل تهديدات خطيرة على سلم وأمن واستقرار منطقة جد حساسة تعاني أصلاً من ويلات الحروب".
في المقابل، منعت السلطات الجزائرية وصول عدد من نواب البرلمان إلى السفارة الأميركية لتسليم مذكرة احتجاج إلى السفير الأميركي في الجزائر بشأن قرار ترامب.
واعتبر رئيس كتلة حركة مجتمع السلم، ناصر حمدادوش، أن "رفض السفير مقابلة الوفد البرلماني الجزائري، يعني أن السفارة لا تريد أن تسمع صوت ممثلي الشعب الجزائري في احتجاجهم على نقل السفارة الأميركية إلى القدس، باعتبار أنه اعتداءٌ صارخٌ على مشاعر كل المسلمين.."
كما أكد النواب تصميمهم على مواصلة هذا الحراك السياسي والبرلماني والشعبي ضد هذا القرار.
ليبيا
وفي السياق أيضاً، استنكرت الحكومة الليبية المؤقتة، والمنبثقة عن مجلس النواب بطبرق (البرلمان)، شرقي البلاد، القرار محذرة من عواقبه "الوخيمة".
الصومال
وأيضاً، استنكرت هيئة علماء الصومال موقف واشنطن إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، مؤكدة أنّ "مدينة القدس خط أحمر".
وقال شيخ نور بارود، نائب رئيس الهيئة، إن "موقف واشنطن يستفز مشاعر المسلمين ويتجاهل مكانة مدينة القدس الشريف في قلوب المسلمين جميعاً".
البرلمان العربي
وفي سياق التحركات العربية، دعا رئيس البرلمان العربي، مشعل بن فهم السلمي، إلى عقد جلسة طارئة للبرلمان العربي، يوم الإثنين المقبل، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، لبحث تداعيات قرار الإدارة الأميركية الذي صدر بشأن اعتراف واشنطن بمدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها.
وقال السلمي، في بيان، اليوم، إن الدعوة إلى عقد جلسة طارئة تأتي لتمكين أعضاء البرلمان العربي، الذين يمثلون كافة أطياف وتوجهات الشعب العربي، من إصدار قرار يعبر عن نبض الشارع العربي بشأن هذا القرار الخطير للإدارة الأميركية.
وشدد على أن هذا القرار يعد تحدياً صارخاً لكل المواثيق والأعراف والقرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، ويهدد الأمن والسلم الدوليين، ويستفز مشاعر العرب والمسلمين وأحرار العالم، ويؤسس بإرادة منفردة لتغيير الوضع القانوني الحالي لمدينة القدس المحتلة تتحدى إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، في مسعى مرفوض لحسم هوية القدس العربية الإسلامية لمصلحة الدولة القائمة بالاحتلال لتكون عاصمة يهودية موحدة لها.
وأكد رئيس البرلمان العربي على الموقف الثابت للبرلمان، وأن مدينة القدس هي عاصمة الدولة الفلسطينية، وأن هذا القرار يقوض عملية السلام في الشرق الأوسط، فضلاً عن كونه عدواناً على حق الشعب الفلسطيني في عاصمة الدولة الفلسطينية مدينة القدس.
ماليزيا
من جهته، دعا رئيس وزراء ماليزيا، نجيب عبدالرزاق، الخميس، المسلمين في أنحاء العالم إلى "التصدي بكل قوة" لأي اعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال نجيب في كلمة خلال اجتماع سنوي للحزب الحاكم في كوالالمبور: "أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى إعلاء أصواتهم، وتوضيح أننا نعارض بقوة أي اعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".
إندونيسيا
إلى ذلك، عارضت الحكومة الإندونيسية قرار ترامب بسبب التوترات التي قد يسببها القرار في منطقة الشرق الأوسط.
وقال نائب الرئيس الإندونيسي، يوسف كالا، إن المخاطر السياسية في الشرق الأوسط ستكون معقدة، لأن مصدر التعقيدات هو الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، محذراً من أن قرار ترامب سيعوق الجهود الأميركية للتوسط في الصراع.
سنغافورة
وفي سنغافورة، أكدت وزارة الخارجية، في بيان لها، أن الوضع المستقبلي للقدس يجب أن يكون من خلال مفاوضات مباشرة بين إسرائيل وفلسطين، بينما أعرب الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي عنان، عن أسفه إزاء قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
جاء ذلك في بيان صادر عن منظمة "ذا إلدرز" الدولية الحقوقية (أهلية مقرها لندن)، أسسها رئيس جنوب أفريقيا الأسبق، نيلسون مانديلا، عام 2007، ويترأس إدارتها حالياً كوفي عنان.
وقال عنان إنّ "قرار ترامب يخالف التوافق الدولي حول القدس، وإنه لن يتم إحلال السلام الدائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلا باحترام حقوق الطرفين في مدينة القدس التاريخية".
(العربي الجديد، وكالات)