وقال المسؤول الإعلامي في الائتلاف السوري المعارض، أحمد رمضان، لـ"العربي الجديد"، إن الهيئة السياسية للائتلاف "أنهت الخميس اجتماعاتها التي تناولت مجمل المسار السياسي، وتوجه رئيس الائتلاف، أنس العبدة، مباشرة بعد الاجتماع إلى الرياض للمشاركة في اجتماع هيئة التفاوض غداً (اليوم)، والذي سيتم خلاله تشكيل وفد المعارضة إلى جنيف". وأوضح رمضان أن الوفد "الذي يتراوح عدده بين 15 و20 شخصاً، سوف يتكون من ثلث لهيئة التفاوض والائتلاف، وثلث للفصائل العسكرية، وثلث لهيئة التنسيق الوطنية وبقية المنصات والشخصيات المستقلة". وحول انضمام منصات أخرى للوفد، أكد رمضان أن الائتلاف والهيئة منفتحان على جميع القوى، بما في ذلك منصتا القاهرة وموسكو، ولا مانع لديهما من أن يضم الوفد شخصا أو شخصين من كلتا المنصتين، مشيراً إلى أن المبعوث الدولي، ستيفان دي ميستورا اتصل بأنس العبدة ورئيس هيئة التفاوض، رياض حجاب، وأكد دعمه لتشكيل وفد موحد يكون ملتزماً ببيان هيئة التفاوض التأسيسي. وبشأن ما يقال عن خلافات بين الهيئة والائتلاف من جهة، والفصائل العسكرية من جهة أخرى، حول الحصص في تشكيل الوفد، أوضح رمضان أن هناك "وجهة نظر لدى الفصائل أن يكون تمثيلها مناسباً في الوفد"، موضحاً أنه سيتم استيعاب الموضوع "ضمن آليات تشكيل الفريق التفاوضي، وليس الوفد المفاوض نفسه بالضرورة، نظراً إلى العدد الكبير نسبياً للفصائل، وعدم إمكانية وجود ممثل لكل فصيل في الوفد"، في إشارة إلى استيعاب ممثلي بعض الفصائل في الفريق الاستشاري والفني المرافق للوفد. وقال مصدر في المعارضة، لـ"العربي الجديد"، إن اجتماع الهيئة العليا للمفاوضات في الرياض، الذي يبدأ اليوم، سيستمر لثلاثة أيام، ويبحث مسألة تشكيل الوفد المفاوض إلى جنيف والعملية السياسية بشكل عام وفق مسارات التفاوض التي ستحددها الأمم المتحدة. وأوضح أن قوى المعارضة لم تتلق حتى الآن دعوة لحضور اجتماع جنيف، متوقعاً بدء توجيه الدعوات من جانب الأمم المتحدة في 13 أو 14 فبراير/شباط الحالي.
من جهته، قال عضو الهيئة السياسية للائتلاف، أسامة تلجو، إن هناك توافقاً بين الائتلاف الوطني والهيئة العليا للمفاوضات والفصائل العسكرية على تشكيل الوفد المفاوض إلى جنيف، مؤكداً أن القوى الثلاث حريصة على وضع أسماء قادرة على انتزاع حقوق الشعب السوري من النظام الديكتاتوري. وأضاف تلجو، في تصريح خاص تلقت "العربي الجديد" نسخة منه، إن "القوى الحقيقية للمعارضة السورية متفقة على تشكيل الوفد، ووضع أسماء ذات كفاءة وخبرة في المفاوضات، وقادرة على تحقيق مطالب الشعب السوري خلال مفاوضات جنيف الشائكة". وأكد أن النظام، ومن خلفه إيران، يشكلان العائق الأكبر أمام الوصول إلى حل سياسي في سورية، وذلك بسبب اعتقادهم الواهم بالقدرة على الحسم العسكري.
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قال إن دي ميستورا سيوجّه دعوات للمشاركة في محادثات "جنيف 4" للسلام خلال الأيام القليلة المقبلة، متراجعاً عن تحذير كان وجهه إلى المعارضة السورية في وقت سابق بأنه سيعمد بنفسه إلى اختيار ممثلي المعارضة الذين سيشاركون في محادثات جنيف، في حال لم تتوصل إلى اتفاق بشأن من سيمثلها، وهو ما أثار غضب المعارضة التي رفضت تدخل المبعوث الدولي في تشكيل الوفد، قائلة إن ذلك ليس من اختصاصه. وأضاف دوجاريك "نعرف جميعاً أن هذه الإجراءات معقدة وتتطلب الكثير من المحادثات والمشاورات مع الكثير من الأشخاص"، مشيراً إلى أن "دي ميستورا وفريقه سيواصلون العمل على هذه الطريق".
وفي إطار محاولة تذليل العقبات أمام اجتماع جنيف، يعقد في 15 فبراير الحالي اجتماع بين مسؤولين روس وأتراك وإيرانيين استكمالاً لاجتماع أستانة، الذي عقد في السادس من هذا الشهر للبت في كيفية التعاطي مع خروقات وقف النار، إضافة إلى تحقيق تقدم في الملف الإنساني، خصوصاً أن تقديرات فريق المبعوث الدولي أن كانون الثاني الماضي كان الأسوأ في مجال إيصال المساعدات الإنسانية منذ سنة، إذ قدمت الأمم المتحدة 21 طلباً إلى النظام لإيصال مساعدات لنحو مليون شخص محاصرين، لكنها حصلت على موافقة واحدة لإغاثة 40 ألفاً. ويأتي ذلك في وقت بدأ الحضور الأميركي المستعاد في عهد الإدارة الأميركية يلقي بظلاله على الملف السوري، منهيا التفرد الروسي بهذا الملف، والذي اعتبر المسؤول الاعلامي في الائتلاف، أحمد رمضان أنه كان لمصلحة النظام السوري وإيران. وأوضح رمضان، لـ"العربي الجديد"، أنه سيكون لاستعادة أميركا دورها أثر إيجابي لصالح الثورة السورية، خصوصاً لجهة إقرار المناطق الآمنة ومحاربة الإرهاب، مشيراً إلى التوجه الأميركي لتصنيف بعض المنظمات والمؤسسات الإيرانية، أو التي تدعمها طهران في سورية والمنطقة، كمنظمات إرهابية، بما في ذلك الحرس الثوري الإيراني. وأضاف "هناك توافق بين المعارضة السورية وإدارة ترامب على تشخيص الخطر الإيراني، واعتبار المنظمات الإيرانية منظمات إرهابية، وهو ما سيكون له آثاره في مسار الصراع". وكشف أن "حزب الله" بدأ يخلي بعض مواقعه في القلمون غرب دمشق، ونقلها إلى لبنان تحسباً لاستهدافها في المرحلة المقبلة. وأكد أن هناك تواصلا بين قوى المعارضة والإدارة الأميركية الجديدة، إذ جرت لقاءات مع مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط عقب فوز ترامب مباشرة.