وقال الناشط الميداني أبو وسام الغوطاني، الموجود في غوطة دمشق الشرقية المتاخمة لحي القابون، إن "قوات النظام عاودت، منذ صباح اليوم، قصفها الصاروخي والمدفعي العنيف في حي القابون، بعدما تعثرت المفاوضات"، والتي كانت تبحث مصير المقاتلين والمدنيين المحاصرين في الحي، والوجهة التي يعتزمون الخروج إليها؛ إذ يرفض بعضهم الرضوخ لاتفاق تهجيرهم إلى مناطق شمالي سورية في إدلب وجرابلس، ويطلب التوجه لمناطق الغوطة الشرقية.
وقال المصدر ذاته، إن مناطق الغوطة الشرقية، والتي تعتبر المنطقة الثالثة ضمن مناطق "تخفيف التصعيد" الأربع، شهدت الأربعاء هدوءاً شبه تام، بعدما كانت قوات النظام قد قصفت في اليوم السابق، مناطق بلدة حزة ودوما وزملكا وعربين، بالتزامن مع محاولات تسلل لمليشيات تابعة للنظام، أفشلتها فصائل المعارضة السورية قرب بلدة بيت نايم.
ومن جانبه، قال الناشط "محمد أبو يمان" إن اشتباكات عنيفة تدور في جبهات الطريق الدولي في القابون، وسط قصف مكثف من قوات النظام السوري على الحي بالمدفعية والدبابات، فيما تبدي فصائل المعارضة مقاومة شديدة، أسفرت عن وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وسيطرت قوات النظام على نصف أجزاء حي القابون بعد سيطرتها على مزارع وبساتين حي برزة، إثر الهجمات العنيفة التي شنتها بدعم من المليشيات الموالية، ما أدى لعزل حي القابون عن حي برزة.
وفي شأن متصل، قصفت قوات النظام بالمدفعية بلدة بين نايم في منطقة المرج بالغوطة الشرقية، ما أسفر عن أضرار مادية.
كذلك طاول القصف المدفعي والصاروخي من قوات النظام السوري عدة محاور في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، ومناطق في بلدة علما بريف درعا الشرقي، ما أسفر عن أضرار مادية في منازل المدنيين والمرفقات العامة.
وعلى صعيد آخر، قتل ثلاثة عشر مدنيّاً، وجرح العشرات، عصر اليوم، جراء قصف جوي روسي على الأحياء السكنية في بلدة الصور بريف دير الزور، وعلى حي الحميدية في مدينة دير الزور، كذلك قُتل أحد عشر مدنيًّا وجرح آخرون بقصف ليلي من التحالف الدولي على قرية الصالحية شمال مدينة الرقة.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن سبعة مدنيين، على الأقل، بينهم أطفال ونساء، قتلوا جراء غارة من الطيران الحربي الروسي على بلدة الصور بريف دير الزور، كذلك قتل ستة مدنيين وجرح آخرون بغارة من الطيران الروسي استهدفت حي الحميدية في المدينة.
وفي شأن متصل، ذكرت "حملة الرقة تذبح بصمت" أنها وثقت أسماء أحد عشر قتيلًا قضوا جراء غارة من طيران التحالف الدولي، خلال الساعات الماضية، على قرية الصالحية، شمال مدينة الرقة، فضلًا عن وقوع تسعة جرحى على الأقل.
وأضافت الحملة أن المليشيات الكردية فرضت حظر تجول على المدنيين في المناطق التي خضعت لسيطرتها في مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، بالتزامن مع استمرار المعارك في شمال المدينة مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
ومن جهة أخرى، ذكرت مصادر محلية أن الطيران الحربي التركي استهدف بغارة، ليلة الأمس، مقرًا لمليشيا "وحدات حماية الشعب الكردية"، بالقرب من قرية الزهراء في محيط مدينة المالكية، بريف الحسكة الجنوبي، لم تتبيّن حجم الأضرار الناتجة عنها.
وفي شأن متصل، تحدثت مصادر محلية عن وقوع اشتباكات بين المدنيين ومقاتلي المليشيات الكردية في قرية تل شعير بريف الحسكة، إثر فرار شاب من القرية بعد تجنيده إجباريًا في صفوفها، وأدى الاشتباك إلى مقتل مدنيين وثلاثة من عناصر المليشيا.
إلى ذلك، نعت مديرية الدفاع المدني في حلب مقتل المتطوع وليد بريتاوي وإصابة المتطوع فهد سويد إصابة بليغة، نتيجة انفجار لغم بهما من مخلفات تنظيم "داعش" في مدينة الباب أثناء محاولتهما تفكيكه.
من جهة أخرى، أعلن "لواء المعتصم"، التابع لـ"الجيش السوري الحر"، أنه سوف يتسلم 11 قرية بريف حلب الشمالي، من مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، بعد اتفاق مع قوات التحالف الدولي.
وقال الناطق باسم "لواء المعتصم"، مصطفى سيجري، في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، إن "الكتاب الصادر عن التحالف الدولي هو نتاج جهد وعمل دام لأكثر من شهرين، ويهدف بالدرجة الأولى إلى إعادة 300 ألف نازح ومشرد في الخيام".
بموازاة ذلك، بدأت منذ صباح اليوم، التحضيرات لتهجير أكبر دفعة من مسلحي ومدنيي حي الوعر في مدينة حمص، باتجاه مدينة جرابلس في ريف حلب الشرقي، وذلك ضمن اتفاق مع قوات النظام برعاية روسية.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "نحو 2500 شخص من 650 عائلة، يستعدون لمغادرة حي الوعر باتجاه مدينة جرابلس شرق حلب، في دفعة هي الأكبر من بين الدفعات التسع"، موضحة أن "ست حافلات غادرت الحي باتجاه أحد حواجز قوات النظام من أجل التفتيش"، مشيرةً إلى أنّ "عدد الحافلات الكلي يبلغ نحو ستين".
وستغادر الدفعة العاشرة حي الوعر بعد نحو أسبوع، وتليها دفعة مزدوجة أخيرة بعدها بأسبوع أيضاً، إذ هجّر النظام، برعاية روسية، أكثر من 15 ألفاً من الأهالي ومقاتلي المعارضة السورية المسلحة إلى جرابلس وإدلب، عبر ثماني دفعات.
وتأتي عملية التهجير ضمن اتفاقات وصلت إليها لجنة التفاوض مع النظام برعاية ضباط روس، تقضي بخروج من يرغب من الحي على دفعات، وإدخال المساعدات الإنسانية إليه، لتدخله قوات روسية بعد انتهاء التهجير، وثم قوات النظام بعد ستة أشهر من ذلك.
في السياق، قتل خمسة مدنيين بغارات من طيران التحالف الدولي على قرية شنينة في ريف الرقة الشمالي وبلدة الطيانة في ريف الرقة الشرقي، مساء الأربعاء، فيما أصيب عناصر من المعارضة السورية المسلحة بجراح جراء انفجار عبوة ناسفة في ريف درعا.
وقالت مصادر محلية إنّ أربع مدنيين قتلوا جراء غارة من طيران التحالف الدولي على منزل في قرية شنينة بريف الرقة الشمالي.
وأوضحت المصادر أن غارة التحالف جاءت بالتزامن مع تعرّض المنطقة إلى عاصفة غبارية شديدة أدت إلى حجب الرؤية بشكل شبه تام، في حين قتلت امرأة وأصيب آخرون نتيجة استهداف الطيران الحربي التابع للتحالف سيارة للمدنيين أثناء خروجها من بلدة الطيانة في ريف الرقة الشرقي.
وفي السياق نفسه، استهدف طيران حربي مجهول منطقة دوار النادي وسوق الغنم في مدينة الميادين، بريف دير الزور الشرقي، ما أسفر عن وقوع إصابات بين المدنيين.
في شأن متصل، قالت تنسيقية مدينة مسكنة، إن تنظيم "الدولة الإسلامية" استهدف بشاحنتين مفخختين تجمعاً للنظام قرب قرية العطشانة بمحيط مدينة مسكنة في ريف حلب الشرقي، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
من جهة أخرى، أصيب عناصر من المعارضة السورية المسلحة بجراح متفاوته جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارة على الطريق الواصل بين بلدتي صيدا - كحيل بريف درعا، وفق ما ذكرت مصادر محلية.
وأعلن فصيل "قوات الشهيد أحمد العبدو" التابع للجيش السوري الحر عن مقتل وجرح عناصر من "حزب الله" و المليشيات الإيرانية جراء استهداف غرفة عمليات لهم في بناء القصر الإماراتي على أوتستراد دمشق - بغداد في البادية السورية.
إلى ذلك، أعلنت المعارضة السورية المسلحة عن قنصها ثلاثة عناصر من قوات النظام السوري على جبهة جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي.
تواصل المعارك ضد "داعش"
إلى ذلك، قُتل أحد عشر مدنياً، وأصيب آخرون، اليوم، بقصف جوي روسي على قرية سمسومة، في منطقة مسكنة الخاضعة لسيطرة "داعش" في ريف حلب الشرقي، كذلك قُتل خمسة مدنيين بغارات بقنابل عنقودية، شنّتها طائرات روسية على قريتي دبسي عفان وشعيب الذكر، في ريف الرقة الغربي.
يأتي هذا، فيما أعلنت مليشيات "قسد" سيطرتها على الحي الثالث في مدينة الطبقة، بريف الرقة الغربي، بعد مواجهات ضد مسلحي "داعش"، والذين ما زال العشرات منهم متحصنين في الحي الثاني ضمن مدينة الطبقة، وفي منطقة سد الفرات.