وعاش رمضان العبيدي بشرق ليبيا، قبل أن ينتقل إلى طرابلس ويتزوج، وينضم الى الجماعة الليبية المقاتلة المعارضة لحكم معمر القذافي.
وإثر اتهام الجماعة بمحاولة اغتيال القذافي، قبضت السلطات على عدد من أعضاء الجماعة، فيما فر عدد آخر، ومن بينهم رمضان عبيدي، الذي كان يعمل في جهاز أمني ضابطاً برتبة
(رئيس عرفاء) إلى السعودية، قبل أن ينتقل إلى بريطانيا، حيث حصل فيها على اللجوء.
وفي بريطانيا، ولد لرمضان عبيدي ثلاثة أولاد، هم إسماعيل وهاشم وسليمان، وابنته جمانة، وعُرف بـ"نشاطه الديني" في مسجد كان يؤمه لإلقاء الدروس.
وإثر مراجعات فكرية للجماعة الإسلامية المقاتلة داخل سجون القذافي، أفرجت السلطات عن قياداتها، ورجع أغلب أعضائها إلى ليبيا، ومنهم رمضان عبيدي، الذي عاد إلى طرابلس عام 2009، وبقي يتنقل بينها وبين وبريطانيا، إلى أن اندلعت ثورة فبراير/ شباط عام 2011، ليشارك في أحداثها كأحد قادتها البارزين، متولياً بعض المناصب، كان آخرها أميناً للأمن المركزي التابع للمؤتمر الوطني السابق بطرابلس.
لم يبرز رمضان عبيدي كأحد الوجوه التي تحرص على الظهور الإعلامي إبان الثورة وبعدها، لكنه عرف عنه موالاته لحزب "تجمع الأمة الوسط" الذي يقوده سامي الساعدي، الذي كان هو الآخر قيادياً بالجماعة المقاتلة.
ورغم تهم نسبتها إليه صحف غربية مؤخراً، بتبنيه أفكاراً متشددة، إلا أن العبيدي الأب كان من مؤيدي ومناصري عملية "البنيان المرصوص" التابعة للمؤتمر الوطني، والتي تمكنت من طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من سرت.
سليمان عبيدي، المتورط في تنفيذ تفجير مانشستر، هو الثاني في ترتيب إخوته، وقد ولد في مانشستر، ويبلغ من العمر 22، قضى أغلب حياته صحبة أسرته في ضاحية فولوفيلد، المعروفة بوجود جالية ليبية كبيرة معارضة للقذافي، لكنه برز بـ"نشاطه الديني" في مسجد ديدسبري بالمنطقة ذاتها، حيث يؤذن الأب ويؤم المصلين أحياناً، فيما تُحفّظ والدته القرآن لأبناء الجالية الليبية، وكذا الابن الأكبر إسماعيل.
يبدو أن عودة الوالدين إلى طرابلس، وبقاء أبنائهما في منطقة "والي رانج" جرَّهم إلى الانخراط في تنظيمات تحمل أفكاراً متشددة.
وتحدثت صحف بريطانية عن علاقة سليمان بمدرسة ثانوية للبنات غادرت من فصولها شقيقتان انضمتا إلى تنظيم "داعش" في سورية، لكن سليمان استمر في تعليمه إلى أن وصل إلى المرحلة الجامعية في عام 2014، ليدرس تخصص إدارة الأعمال في جامعة سالفورد، لكنه منذ العام الماضي انقطع عن الدراسة.
تصريحات والده، حتى صباح أمس، وقبل القبض عليه، للصحف الغربية تفيد بأن الأسرة لا دراية لها عن نشاط ابنها سليمان الجديد.
وقال رمضان عبيدي إن ابنه سليمان "كان شخصاً عادياً، ومن هواياته لعب كرة القدم، وكان من عشاق فريق مانشستر يونايتد"، مضيفاً أن ابنه لوحظ عليه "تدخين مخدر الحشيش"، بحسب ما أبلغه به أقرباء له في الآونة الأخيرة.
والد العبيدي أكد أن ابنه كان يتردد دورياً على ليبيا، وكان عازماً على العودة هذه الأيام من بريطانيا لقضاء شهر رمضان مع أسرته في طرابلس، كما أكد أن أسرته لا تحمل الفكر المتطرف، معبراً عن دهشته لتورط ابنه في حادث التفجير.
ورغم توجيه قوة الردع المركزي التابعة لحكومة الوفاق تهماً تتعلق بـ"الإرهاب" لهاشم، الإبن الآخر للأسرة، إلا أن رمضان العبيدي وباقي أسرته، سيما الابنة جمانة، التي لا تزال تعيش في لندن، ما يزال أمرهما قيد التحقيق والبحث.