وقد أثار تقرير الوكالة السعودية جدلاً، إذ ياتي بعد أيام من تقرير سابق تحدث عن تهديدات من الحوثيين باغتيال صالح، وفي ظل رسائل سياسية تبدو أحياناً في إطار رسائل مفاوضات غير معلنة، وأحياناً أخرى في إطار تركيز إعلام التحالف على خلافات الانقلابيين، وتناولها بما من شأنه "صب الزيت على النار"، وتصعيد الخلافات بين شريكي الانقلاب.
وأوضحت وكالة "واس"، في تقرير لها اليوم، أن هذا التحرك من قبل صالح جاء "عقب التقارير التي تحدثت عن نية عبدالملك الحوثي الانقضاض عليه وقتله، وإيعازه لوسائل الإعلام الحوثية التابعة له تجهيز وإعداد التقارير الخاصة بإبعاد التهمة عن المليشيا في المصير الذي ينتظر صالح".
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة في صنعاء أن "صالح، وخلال لقاء جمعه مؤخراً بعدد من أعضاء "المؤتمر الشعبي العام"، هدد ببيع الحوثي للتحالف إذا لم يتم الرضوخ لمطالبه"، واصفاً الحوثيين بـ"المتطرفين".
وحسب الوكالة، أعطى صالح الضوء الأخضر لقناة "اليمن اليوم" التلفزيونية التابعة له لـ"مهاجمة جماعة الحوثي واستضافة المناوئين لمليشيا الحوثي والمتضررين منها، وفضحها أمام المواطن اليمني، وبيان علاقتها بإيران، وأنها باعت اليمن إلى طهران بثمن بخس، وتأكيد أن مليشيا الحوثي مجرد جماعة لصوص تسعى إلى المغانم والوزارات والأموال"، وهي إشارة واضحة إلى أنه "مستعد لقتالها إذا تم عقد صفقة معه لوقف الحرب".
وتابعت في رده على الإهانات التي يوجهها الحوثي ومليشياته لأتباع "المؤتمر الشعبي"، إذ اقتبست الوكالة قول صالح في خطاب شهير وجهه قبل أسبوع: "لا أحد يلوي ذراع الآخر. ليّ الأذرعة مرفوض، وعواقبه غير سليمة"، وهو، حسب المصدر، تهديد واضح لجماعة الحوثي.
وأشارت الوكالة السعودية إلى أن "صالح طالب بضرورة التواصل مع قواعد وقيادات "المؤتمر الشعبي العام"، بهدف توحيد الصف، وهو ما يدلل على أن المؤتمر مقدم على خطوات تصعيدية خلال الفترة القادمة، ومنها سحب الثقة عن الحوثي، والإمساك بزمام السلطة في أي وقت يريد" حسب ما قاله المراقبون للشأن اليمني.
وقالت الوكالة السعودية: "يعد هذا التحرك الأول الذي يقوم به صالح ضد مليشيا الانقلاب بعد تصعيد جماعة الحوثي ضده وضد أتباع المؤتمر، وهو ما يؤكد أن رئيس المؤتمر الشعبي العام، علي عبدالله صالح، يعكف حالياً على دراسة خطة من شأنها استعادة سيطرته على صنعاء من قبضة جماعة الحوثي".
ونقلت عن مصادر إعلامية يمنية أن صالح وحزبه أعدا "خطة لمواجهة جماعة الحوثي، تبدأ بالشيطنة الإعلامية وتحميلها كل مشكلات اليمن، وأنها باعت اليمن لملالي طهران بإبخس الأثمان، وتنتهي بمواجهة الجماعة عسكرياً أو إرضاخها"، مشيرة إلى "حملة الإقصاء والتهميش التي استهدفت عناصر في حزب صالح"، وذكرت المصادر أن "نواباً من حزب "المؤتمر الشعبي" طالبوا صالح بمراجعة الاتفاقيات كافة غير المعلنة مع جماعة الحوثي تمهيداً لفك الارتباط".
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن "صحفي مقرب من صالح أن مليشيا الحوثي أعدت كشوفات بأسماء ضباط وأفراد وقيادات تابعة للحرس الجمهوري لإرسالهم، قسراً، إلى محافظة صعدة، معقل الحوثيين، لتلقي دورات ثقافية تتوافق وتوجهات الجماعة". وأشارت، نقلاً عن المصادر، إلى أنه "تم إجبار الجنود والضباط على أخذ تلك الدورات غصبا عنهم، بحسب ما تم إبلاغهم من قبل قيادات الألوية والوحدات التابعين لها".
وقال المصدر: "كل الدورات التي يعقدونها هدفها إلقاء محاضرات تعبويه عن خطر الشعب اليمني، وتحريض ضد اليمنيين، قائلا: "لا عدو لكم في عقيدتكم إلا اليمنيين، ولا خطر بالنسبة لكم إلا من اليمنيين".
وتطرق تقرير الوكالة السعودية إلى أن اتهامات موالين لصالح للحوثيين بنهب سبعة آلاف سيارة، وجعل ملكيتها باسم "اللجان الشعبية"، وذكر أن "السيارات تم نهبها من المؤسسات والوزارات والهيئات والسفارات والمكاتب الدبلوماسية التابعة لتلك السفارات والمعسكرات، وكل مؤسسات الدولة"، وأن "عبدالملك الحوثي وجه بصرفها للجان الشعبية وقيادته الحوثية المنتمية لأسرته".