في مطار الريان الدولي المغلق، الذي لا يصل عبره سوى الإماراتيين وحلفائهم، هبطت طائرة حاملة النائب السابق للرئيس اليمني خالد محفوظ بحاح، بالترافق مع أنباء عن سعي أبوظبي للدفع به مجدداً، لمنصب رفيع في قيادة الشرعية اليمنية، فيما يبدو أن الأجواء باتت مهيأة أكثر، بعد أن بات قرار الرئيس عبدربه منصور هادي، المتواجد في الرياض، مهمشاً بدرجة أو بأخرى. ويقع مطار الريان الدولي، في مدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت، كبرى المحافظات اليمنية، وهي المحافظة التي يتحدر منها بحاح، لكن المطار تحول إلى ما يشبه قاعدة إماراتية عقب قيامها بقيادة عمليات عسكرية ضد تنظيم "القاعدة"، في المكلا، في أبريل/نيسان 2016، بعد أن سيطر التنظيم على المدينة لعام كامل. واشتهر مطار الريان أخيراً بعد أن ورد اسمه في التقرير الشهير الخاص بانتهاكات القوات الإماراتية ومعها اليمنية الموالية لها، إذ يقع أحد السجون التي تديرها أبوظبي في المطار.
وفي مقالة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، تحدث بحاح كما لو أنه مسؤول حكومي، أو على وشك تسلّم منصبه مجدداً، على نحو آثار انتقادات وتكهنات واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية اليمنية، إذ أعلن أن مطار الريان "ستعاوده الحياة من جديد بفضل الله ثم جهود السلطات المحلية وقوات التحالف بقيادة السعودية ودولة الإمارات"، وأضاف أن "تشغيل مطار الريان خطوة مهمة ستنعكس بالإيجاب على الجوانب الإنسانية والاقتصادية والخدمية في المحافظة والبلاد بشكل عام".
وتابع بحاح في سياق خطابه الذي اعتبره بعضهم تمثلاً لدور رئيس الحكومة، وآخرون اعتبروه "دعاية انتخابية"، إن "المعنى الحقيقي للعيد، سيكون يوم ننتصر على الحرب ونوقف القتل ونتجاوز المرض والخوف والدمار، يوم ندحر الإرهاب والانقلاب ونستعيد الدولة المدنية... دولة الشراكة والعدل والمساواة، يوم يجد الشباب فيها متسعاً لكل أحلامهم وطموحاتهم الرشيدة". وواصل، إن العيد سيكون "يوم تتعافى صنعاء وتشرق عدن". ليختم "ليست بالآمال البعيدة، بل طموحات مشروعة لكل أبناء شعبنا سنسعى جميعاً ومن اليوم ولو بالكلمة الصادقة من أجل الاقتراب والوصول إليها، ولعل ذلك يكون قريباً".
ورفع من أهمية العودة والتصريحات المرافقة معها، التسريبات التي سبقت التطور، إذ أفادت مصادر سياسية يمنية لـ"العربي الجديد"، أن بحاح عقد في الأسابيع الماضية لقاءات في السعودية، وسط أنباء تفيد أن أحد هذه اللقاءات غير المعلنة، جمع بحاح بولي ولي العهد السعودي (حينها) محمد بن سلمان (قبل أسابيع من تعيين الأخير ولياً للعهد). كما سبق أن التقى الرجلان في مايو/أيار 2016، أي بعد حوالى شهر من القرار الشهير للرئيس اليمني، والذي أطاح ببحاح من منصبيه، كنائب للرئيس ورئيس للحكومة.
اقــرأ أيضاً
ومن بين اللقاءات التي عقدها بحاح أيضاً في الأسابيع الماضية في السعودية، لقاء مع مستشار الرئيس السياسي، حيدر أبوبكر العطاس، وهو أحد أبرز القادة الجنوبيين ورئيس أول حكومة وحدة بعد توحيد اليمن عام 1990، ويُعرف بكونه إحدى الشخصيات المؤثرة. كما التقى بحاح في أبوظبي، بمحافظ عدن السابق، رئيس ما يُسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي"، عيدروس الزبيدي، ونائب رئيس المجلس، القيادي السلفي المقرب من الإمارات، هاني بن بريك. وفي الوقت الذي لم يُكشف فيه عن تفاصيل اللقاءات، تحدث الكاتب البريطاني ديفيد هيرست في مقالة كتبها في 22 يونيو/حزيران الحالي، عن معلومات مثيرة، إذ ذكر أن المستشار الأمني في أبوظبي، طحنون بن زايد، التقى بمحمد بن سلمان قبل تصعيد الأخير ولياً للعهد، وأن بن سلمان أبلغ بن زايد، أنه بمجرد أن يصبح ولياً للعهد، سيدعم إجراءات من شأنها أن تقصي أو تهمش دور هادي، وتصعد ببحاح القريب من الإماراتيين، مشيراً في السياق ذاته إلى اللقاءات التي أجراها بحاح في السعودية.
يُذكر أن بحاح شغل مناصب وزارية ودبلوماسية في اليمن. وعقب اجتياح مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014، أُطيح بـ"حكومة الوفاق الوطني"، وتم الاتفاق على تشكيل حكومة كُلف بحاح برئاستها في 13 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، وهي الحكومة التي غادرت لاحقاً إلى السعودية. وفي أبريل/نيسان 2015، دعم التحالف الذي تقوده السعودية، تعيين بحاح نائباً للرئيس إلى جانب كونه رئيساً للحكومة كخطوة تمهّد لتسلمه السلطة في حال أي اتفاق سياسي يزيح هادي، ودخل الرجلان (هادي وبحاح)، في خلافات عميقة وصلت أوجّها بقرار مفاجئ لهادي أطاح ببحاح من منصبيه (نائب الرئيس ورئيس الحكومة) وذلك في أبريل 2016، وقد رفض بحاح القرار، إلا أن رفضه لم يكن ذا معنى.
وكان معروفاً في الأوساط اليمنية، أن إقالة بحاح مثّلت ضربة من هادي للإمارات التي تتدخل على نحو واسع في الأوضاع جنوبي البلاد، وقد ظلت الخلافات بين هادي وأبوظبي طوال الفترة الماضية، إلا أنه عقب التطورات الأخيرة وأبرزها إنشاء "المجلس الانتقالي الجنوبي"، بدا الرئيس اليمني بموقع أضعف. ويبدو أن أبوظبي وبالاتفاق مع الرياض، تسعى لإعادة بحاح إلى الواجهة السياسية، على الرغم من أن الأخير ليس صاحب شعبية أو قبول واسع، بقدر أنه مقرب من أبوظبي والرياض، ولا يلاقي تصعيده رفضاً كبيراً من الانقلابيين إذا ما كان هذا التصعيد من أجل الحل السياسي، وبعد أن قدّم بحاح نفسه في أكثر من تصريح ومقابلة، منحازاً لوقف الحرب والدعوة إلى حل سياسي.
وفي مقالة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، تحدث بحاح كما لو أنه مسؤول حكومي، أو على وشك تسلّم منصبه مجدداً، على نحو آثار انتقادات وتكهنات واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية اليمنية، إذ أعلن أن مطار الريان "ستعاوده الحياة من جديد بفضل الله ثم جهود السلطات المحلية وقوات التحالف بقيادة السعودية ودولة الإمارات"، وأضاف أن "تشغيل مطار الريان خطوة مهمة ستنعكس بالإيجاب على الجوانب الإنسانية والاقتصادية والخدمية في المحافظة والبلاد بشكل عام".
وتابع بحاح في سياق خطابه الذي اعتبره بعضهم تمثلاً لدور رئيس الحكومة، وآخرون اعتبروه "دعاية انتخابية"، إن "المعنى الحقيقي للعيد، سيكون يوم ننتصر على الحرب ونوقف القتل ونتجاوز المرض والخوف والدمار، يوم ندحر الإرهاب والانقلاب ونستعيد الدولة المدنية... دولة الشراكة والعدل والمساواة، يوم يجد الشباب فيها متسعاً لكل أحلامهم وطموحاتهم الرشيدة". وواصل، إن العيد سيكون "يوم تتعافى صنعاء وتشرق عدن". ليختم "ليست بالآمال البعيدة، بل طموحات مشروعة لكل أبناء شعبنا سنسعى جميعاً ومن اليوم ولو بالكلمة الصادقة من أجل الاقتراب والوصول إليها، ولعل ذلك يكون قريباً".
ومن بين اللقاءات التي عقدها بحاح أيضاً في الأسابيع الماضية في السعودية، لقاء مع مستشار الرئيس السياسي، حيدر أبوبكر العطاس، وهو أحد أبرز القادة الجنوبيين ورئيس أول حكومة وحدة بعد توحيد اليمن عام 1990، ويُعرف بكونه إحدى الشخصيات المؤثرة. كما التقى بحاح في أبوظبي، بمحافظ عدن السابق، رئيس ما يُسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي"، عيدروس الزبيدي، ونائب رئيس المجلس، القيادي السلفي المقرب من الإمارات، هاني بن بريك. وفي الوقت الذي لم يُكشف فيه عن تفاصيل اللقاءات، تحدث الكاتب البريطاني ديفيد هيرست في مقالة كتبها في 22 يونيو/حزيران الحالي، عن معلومات مثيرة، إذ ذكر أن المستشار الأمني في أبوظبي، طحنون بن زايد، التقى بمحمد بن سلمان قبل تصعيد الأخير ولياً للعهد، وأن بن سلمان أبلغ بن زايد، أنه بمجرد أن يصبح ولياً للعهد، سيدعم إجراءات من شأنها أن تقصي أو تهمش دور هادي، وتصعد ببحاح القريب من الإماراتيين، مشيراً في السياق ذاته إلى اللقاءات التي أجراها بحاح في السعودية.
يُذكر أن بحاح شغل مناصب وزارية ودبلوماسية في اليمن. وعقب اجتياح مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014، أُطيح بـ"حكومة الوفاق الوطني"، وتم الاتفاق على تشكيل حكومة كُلف بحاح برئاستها في 13 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، وهي الحكومة التي غادرت لاحقاً إلى السعودية. وفي أبريل/نيسان 2015، دعم التحالف الذي تقوده السعودية، تعيين بحاح نائباً للرئيس إلى جانب كونه رئيساً للحكومة كخطوة تمهّد لتسلمه السلطة في حال أي اتفاق سياسي يزيح هادي، ودخل الرجلان (هادي وبحاح)، في خلافات عميقة وصلت أوجّها بقرار مفاجئ لهادي أطاح ببحاح من منصبيه (نائب الرئيس ورئيس الحكومة) وذلك في أبريل 2016، وقد رفض بحاح القرار، إلا أن رفضه لم يكن ذا معنى.