احتفلت الطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويم الشرقي في فلسطين، اليوم السبت، بعيد الميلاد على وقع الاحتجاجات ضد زيارة البطريرك كيوريوس ثيوفيلوس، لمدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، ودخوله إلى كنيسة المهد، لقيامه بصفقات مشبوهة لتسريب أراضٍ وعقارات تعود للكنيسة، إلى شركات الاستيطان الإسرائيلية.
ووصل البطريرك الذي كان في استقباله محافظ بيت لحم جبريل البكري، ممثلاً عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزيرة السياحة رولا معايعة، وسط مقاطعة كاملة من بلديات بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور وآلاف المسيحيين.
وهتف المئات من المسيحيين ضد البطريرك قائلين "خائن" و"الكنيسة مش للبيع"، في حين لم يستطع البطريرك أن يغادر سيارته المصفحة ويمشي على بلاط ساحة المهد كما جرت العادة، حيث تم إيصاله حتى باب الكنيسة، لمنع المتظاهرين من الوصول إليه.
وقال المتحدث الإعلامي باسم المجلس الأرثذوكسي في فلسطين المحتلة والأردن شكري العابودي لـ"العربي الجديد" "خرج الآلاف من المسيحيين والمسلمين ظهر اليوم وحاولوا منع البطريرك من دخول كنيسة المهد، لكنه تمكن من الدخول تحت حماية مكثفة من الأمن الفلسطيني"، وأضاف "رموا موكبه بالبيض والأحذية وترديد الهتافات التي تصفه بالخائن وتؤكد أن الأفعال التي قام بها باطلة... اعترضوا موكبه قبل 500 متر من ساحة المهد، ولم يستطع النزول من السيارة المصفحة بسبب غضب الجماهير".
وعن الحماية الفلسطينية الرسمية للبطريرك، قال العابودي "البطريرك مرفوض شعبياً ومن الرعية المسيحية بشكل مطلق، لكن أعتقد أن مبرر السلطة لحمايته يأتي بذريعة أنه رجل دين وذاهب لتأدية فرض ديني".
بدوره، أشار عضو المجلس المركزي الأرثوذكسي في فلسطين والأردن جلال برهم في تصريحٍ لـ"العربي الجديد"، "إنه لأول مرة يدخل ثيوفلوس إلى كنيسة المهد على وقع وقفة احتجاجية حاشدة، رفضا لما يقوم به من تسريبات للأراضي لصالح شركات استيطانية".
كما حيا بلديات بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور التي قررت عدم استقبال البطريرك، لقيامه بصفقات مشبوهة لتسريب أراضٍ وعقارات تعود للكنيسة، إلى شركات الاستيطان الإسرائيلية.
وبعد أن انتهت زيارة ثيوفيلوس، انطلقت مسيرة كشفية بمشاركة رجال دين وحشود شعبية، من ميدان العمل في مدينة بيت لحم باتجاه كنيسة المهد، وسط أجواء احتفالية، عمت ساحة كنيسة المهد، فيما من المفترض أن يتم قداس منتصف الليل احتفالاً بعيد الميلاد المجيد في كنيسة المهد.