شن الطيران الحربي الإسرائيلي، اليوم السبت، سلسلة غارات على مواقع للمقاومة الفلسطينية في مناطق متفرقة من قطاع غزة، فيما واصلت المقاومة الرد على التصعيد الإسرائيلي بإطلاق الصواريخ محلية الصنع على الأراضي المحتلة. وفي وقت لاحق، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار مع الاحتلال بدءاً من الساعة 11 بالتوقيت المحلي.
ولم تتبنَ أي جهة فلسطينية عملية إطلاق الصواريخ بشكل رسمي، والتي قال الإسرائيليون إنها شملت إطلاق نحو خمسين صاروخاً اعترضت القبة الحديدية بعضها. لكن الترجيحات تشير إلى أنّ عناصر من حركة "الجهاد الإسلامي" أطلقوا الصواريخ رداً على استشهاد أربعة فلسطينيين برصاص الاحتلال، أمس الجمعة، خلال مشاركتهم في مسيرات العودة على الحدود الشرقية للقطاع.
واستهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي موقعاً للمقاومة بعدد من الصواريخ غربي منطقة الواحة شمال القطاع. وشرقاً، استهدفت الطائرات الحربية موقعاً للضبط الميداني التابع للمقاومة، ما أدى إلى تدميره، واستهدفت كذلك موقعاً تدريبياً للمقاومة شرقي مدينة الشيخ زايد.
وفي دير البلح وسط القطاع، استهدفت الطائرات المروحية بعشرة صواريخ موقعين للمقاومة، ولم يبلغ عن وقوع إصابات. واستهدفت عدة غارات موقعاً بحرياً للمقاومة غربي مدينة خان يونس جنوب القطاع، ما أدى إلى تدمير الموقع بشكل كامل، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.
واستهدف طيران الاحتلال موقعا للمقاومة في نيتساريم جنوبي مدينة غزة بعدد من الصواريخ.
وتعرّض موقع البحرية في منطقة السودانية شمالا لعدة غارات.
وأصيب المشفى الإندونيسي شمال القطاع بأضرار إثر غارة على موقع مجاور، ما دفع وزارة الصحة إلى استنكار القصف الذي أحدث أضراراً جسيمة، إضافة إلى إرهاب المرضى والطواقم الطبية، والتسبب في إرباك العاملين داخل أقسام المستشفى، وطالبت الوزارة المؤسسات الدولية بتفعيل إجراءات الحماية الدولية للطواقم والمرافق الصحية.
وقصف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلاً من أربعة طوابق غير مأهول في مدينة غزة، ما أدى إلى تدميره بشكل كامل، وإحداث أضرار مادية في الأماكن المستهدفة جميعاً.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنّ طائراته نفّذت أكثر من ثمانين غارة على القطاع خلال ساعات، بزعم الرد على إطلاق الصواريخ.
وقال مصدر في حركة "الجهاد الإسلامي"، لـ"العربي الجديد"، إنّ قيادة الحركة استقبلت اتصالات من المخابرات المصرية لوقف جولة التصعيد الحالية، وإنّ الحركة أبلغتهم التزامها بالتهدئة طالما التزمت دولة الاحتلال بها. وحمّل المصدر دولة الاحتلال المسؤولية عن هذه الجولة، بعد تعمّدها قتل أربعة شبان مدنيين في المسيرات السلمية على الحدود.
وذكر مصدر آخر، لـ"العربي الجديد"، أنّ اتصالات أممية أجريت مع حركة "حماس"، إضافة إلى اتصالات من الجانب المصري، وجميعها تصب لجهة وقف جولة التصعيد الحالية.
في غضون ذلك، أكدت سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، اليوم السبت، أنّ المقاومة الفلسطينية تدرس "توسيع دائرة الرد كماً ونوعاً إذا استمر العدو في بطشه وعدوانه على شعبنا".
وقالت السرايا في تصريح مقتضب: "ليعلم العدو أن المقاومة جاهزة لما هو أبعد".
"الجهاد الإسلامي" والاحتلال الإسرائيلي يتفقان على وقف إطلاق النار
وفي وقت لاحق، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع الاحتلال الإسرائيلي بدءاً من الساعة 11 بالتوقيت المحلي، في أعقاب اتصالات مصرية جرت مع قيادة الحركة، بعد ليلة من التصعيد المتبادل في قطاع غزة ومستوطنات الغلاف.
وقال القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" أحمد المدلل، لـ"العربي الجديد"، إنّ المقاومة ردت، خلال الساعات الماضية، على التغول الإسرائيلي في الدم الفلسطيني، في أعقاب استشهاد خمسة فلسطينيين في مسيرات العودة، أمس الجمعة.
وأكد المدلل أن المقاومة تدخلت من أجل تثبيت قواعد الاشتباك مع الاحتلال، وتحديداً معادلة القصف بالقصف والدم بالدم، مبيناً أن الحراك الجماهيري المتمثل في مسيرات العودة سيتواصل حتى تحقيق أهدافه كاملة.
جيش الاحتلال: سورية وإيران وراء إطلاق الصواريخ من غزة
اتهم الناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي، العقيد رونين ميلنيس، في بيان عممه على وسائل الإعلام الإسرائيلية، صباح اليوم، كلا من إيران وسورية بأنهما أوعزتا للجهاد الإسلامي بإطلاق الصواريخ باتجاه دولة الاحتلال، قائلا: "إننا نعتبر النظام السوري وفيلق القدس الإيراني مسؤولان عن إطلاق الصواريخ باتجاه مستوطنات غلاف غزة".