وقال ترامب، في تصريح أدلى به في المكتب البيضاوي، وقد وقفت إلى جانبه السفيرة المستقيلة، إن هيلي "قامت بعمل رائع"، مشيراً إلى أنّها ستغادر منصبها "في نهاية العام".
وأضاف "لقد أبلغتني قبل نحو ستة أشهر (...) بأنّها ترغب في استراحة". من جانبها قالت هيلي إنّها لا تعتزم الترشّح للانتخابات الرئاسية في 2020، وذلك بعدما سرت شائعات بأنّها تخفي طموحات رئاسية.
وتحدث ترامب عن أهمية هيلي، وقال إنها عرفت جيداً كيف تتعامل مع اللاعبين الرئيسيين في الأمم المتحدة، مضيفاً "هيلي تعرف الكل في الأمم المتحدة وكيف تدار الأمور هناك والجميع يحبها ويحترمها، ربما مع بعض الاستثناءات".
وتحدّثت هيلي مطولاً بحضور ترامب، موجهة شكرها إليه: "إذا نظرنا إلى السنتين الأخيرتين، فإن المجتمع الدولي يحترم الولايات المتحدة الآن أكثر من قبل. إذ قمنا بتنفيذ ما وعدنا به في السابق في ما يخص الأسلحة الكيميائية في سورية، وقمنا بتخفيض ميزانية الأمم المتحدة بحوالي 1.5 مليار دولار وعملنا على الملف الإيراني والكوري، وأظهرنا قدرتنا على تحريك الأمور في ملفات أخرى. كما قمنا بنقل السفارة الأميركية إلى القدس وهذا من حقنا".
ومن اللافت للانتباه وقفتها المطولة والحديث عن صهر الرئيس الأميركي ومستشاره، جاريد كوشنر وزوجته إيفانكا. وتحدثت في هذا السياق عن انخراطها في الإعداد لما يسمى بـ"صفقة القرن" جنباً إلى جنب مع كوشنر. وقالت إنها تتطلع إلى دعم الرئيس الأميركي في منافسته على سباق الرئاسة عام 2020. والمستغرب في هذه الخطوة أن الإعلان عنها قبل الانتخابات المقبلة بعد أقل من أربعة أسابيع.
— Axios (@axios) October 9, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Axios (@axios) October 9, 2018
|
وقبل الإعلان الرسمي، نقل موقع "أكسيوس" عن مصدرين مطلعين على محادثات ترامب وهيلي، أنّها ناقشت استقالتها مع ترامب، الأسبوع الماضي، عندما زارته في البيت الأبيض، حسب ما ذكر المصدران.
وأفاد الموقع بأنّ نبأ الاستقالة صدم عدداً من كبار مسؤولي السياسة الخارجية في إدارة ترامب.
من جهته، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، عن تقديره للسفيرة الأميركية، ووصف فترة العمل معها بالمثمرة. وجاءت تصريحات الأمين العام على لسان الناطق الرسمي باسمه، ستيفان دوجاريك، خلال المؤتمر الصحافي اليومي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وصرح دوجاريك، رداً على أسئلة لـ"العربي الجديد" في نيويورك، أن الأمين العام للأمم المتحدة لم يكن على علم مسبق بتلك الاستقالة، وأن فريقه سمع عنها من الإعلام.
ورداً على سؤال آخر بوصف مكتب الأمين العام لتلك العلاقة بالمثمرة في الوقت الذي كانت فيه هيلي من الداعمين لسياسة تقليص ميزانية الولايات المتحدة لمنظمات الأمم المتحدة، بما فيها "أونروا"، قال دوجاريك "فيما يخص سجلها وتحليله فسأترك هذا للصحافيين والمختصين للكتابة عنه، ولكن، وعلى صعيد شخصي، عمل الأمين العام مع السفيرة هيلي وتمكنا من تخطي الكثير من الفترات الصعبة بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة. أدى الأمين العام مواقفه الواضحة فيما يخص المناخ والحاجة لدعم (أونروا) وقضايا اللاجئين، وهذه المواقف لم تتغير".
وأضاف "لقد مثلت السفيرة هيلي موقف بلادها في الأمم المتحدة، ولكن في ما يخص مناخ العمل، كانت هناك علاقة جيدة". وأشار في هذا السياق إلى أن "الولايات المتحدة أكبر ممول للأمم المتحدة والعلاقة بين الطرفين مهمة ومفصلية، وعموماَ على الأمين العام للأمم المتحدة الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الدول الأعضاء. ولكن دون شك، كوننا في نيويورك وبسبب مركزية الولايات المتحدة، فإن الجميع يركز على هذه العلاقة. الفرق في وجهات النظر لا يعني أننا لا نحتاج أو أنه لم يكن هناك حوار بين الأطراف".
وجاءت استقالة هيلي مفاجئة للدبلوماسيين في الأمم المتحدة ومجلس الأمن؛ إذ لعبت دوراً رئيسياً في سياسات الولايات المتحدة الخارجية، ومن ضمنها خروج الولايات المتحدة من العديد من الاتفاقيات الدولية، فضلاً عن تخفيض مساهمات الولايات المتحدة لمؤسسات الأمم المتحدة العديدة، ومن بينها وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وعرفت هيلي بمواقفها المعادية للقضية الفلسطينية ودعمها ودفاعها عن نقل السفارة الأميركية للقدس المحتلة، ودفاعها الدائم عن سياسات دولة الاحتلال. كذلك دعمت سياسة الرئيس الأميركي بالخروج من اتفاقية باريس للمناخ والخروج من مجلس حقوق الإنسان.
وشغلت هيلي، المولودة لعائلة هندية هاجرت إلى الولايات المتحدة، منصب محافظة ولاية ساوث كارولاينا عام 2008 وأعيد انتخابها عام 2011، إلى أن قدمت استقالتها لتولي منصب السفيرة الأميركية للأمم المتحدة. وعرفت هيلي بولائها لترامب وسياسته في ما يخص إيران وسورية واليمن وفلسطين، وكانت أكثر صرامة من الرئيس الأميركي تجاه الجانب الروسي.
وفي مقال نشرته قبل نحو أسبوع في صحيفة "واشنطن بوست" تحدثت عن أنها توافق على أغلب السياسات الخارجية للرئيس الأميركي وتدعمها.