ويأتي القصف بعد انفجار عبوة ناسفة في دورية عسكريّة لجيش الاحتلال، كانت قد اقتربت من السياج الحدودي، ما أسفر عن إصابة أربعة جنود على متنها، اثنان منهم إصابتهما خطيرة.
وقال شهود عيان وناشطون، إن طائرات الاحتلال قصفت موقع اليرموك التدريبي شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة، كذلك قصفت "موقع تونس" التدريبي شرقي حي الزيتون، جنوبي مدينة غزة. كذلك قصف الطيران الحربي الإسرائيلي أراضي فارغة شرقي حي الشجاعية والتفاح.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، أشرف القدرة، إصابة فلسطينيين اثنين بجراح متوسطة خلال الاستهداف الإسرائيلي لشرق مدينة رفح، جنوب القطاع. وقال القدرة إنه جرى نقل المصابين إلى مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار، مشيراً إلى أن سيارات الإسعاف لا تزال في المنطقة لإجلاء أي إصابات أخرى.
في المقابل، أعلنت "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، أن "المضادات الأرضية التابعة لها قامت بالتصدي لطيران العدو الحربي، أثناء إغارته على عدد من الأهداف في قطاع غزة".
وهذا أول إعلان رسمي من "القسام" عن التصدي، بعد حديث بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الأمر، كما أنه إعلان مفاجئ وغير متوقّع بالنسبة إلى بعض المراقبين.
بدوره، حمّل المتحدث باسم "حماس"، فوزي برهوم، الاحتلال الإسرائيلي النتائج المترتبة على تصعيده المتواصل ضد أهالي ومقاومة قطاع غزة.
وقال برهوم، في تصريح وصل "العربي الجديد"، إن "حجم الاعتداءات التي طاولت العديد من مواقع المقاومة يعكس نوايا الاحتلال المسبقة بالتصعيد وتوتير الأجواء".
وأضاف "على الاحتلال أن يفهم أنه هو الطرف المعتدي والمتمادي من خلال عدوانه وانتهاكاته المستمرة، وأن المقاومة الفلسطينية، التي عهدها العدو جيدًا في أكثر من محطة، لن تتخلى عن واجبها في حماية شعبنا، وستتصرف بكل مسؤولية للدفاع عنه والتصدي لأي عدوان".
وكانت المقاومة قد أخلت مواقعها قبل ساعات من القصف الذي أعقب انفجار العبوة الناسفة، شرقي مدينة خان يونس، جنوبي القطاع، بينما لم تعلن أي من الفصائل الفلسطينية مسؤوليتها عن الانفجار، لكنها باركت العملية، واعتبرتها "ردّاً طبيعياً على جرائم الاحتلال في كل الأراضي الفلسطينية".
وفي ما يخصّ التفجير، فقد ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني، أن أحد المصابَين بجروح خطيرة هو ضابط في جيش الاحتلال يعمل قائداً لإحدى فرق تفكيك المتفجرات في وحدة الهندسة الخاصة "يهلام"، بينما أشارت الصحيفة كذلك إلى إصابة قائد مجموعة من الكتيبة الثالثة عشرة للواء النخبة في جيش الاحتلال "غولاني"، وجراحه "طفيفة".
وفي أعقاب التفجير، توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يحضر أعمال مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا، بالرد، قائلاً "إن الحادث على الحدود مع غزة اليوم خطير، وسنرد على ذلك بالشكل المناسب".
وبحسب ما ذكرت الصحيفة العبرية أيضاً، فقد عقد جيش الاحتلال، عقب التفجير، اجتماعاً ضم رئيس الأركان، غادي أيزنكوت، وقائد المنطقة الجنوبية، أيال زمير، وقائد القوات الجوية، أميرام نوركين، وعدداً من كبار ضباط الجيش. ووفق التقديرات، فإنه "سيتم الرد على استهداف دوريته ليلاً".