واصل الطيران الحربي التابع للنظام السوري وروسيا قصف مناطق الغوطة الشرقية، اليوم الأربعاء، وسقط مزيد من القتلى في منطقة عربين وكفربطنا وحزة، فيما ردت موسكو على تهديدات أميركية بإمكانية استهداف النظام السوري بسبب استخدامه أسلحة كيميائية في الغوطة الشرقية.
وقال الدفاع المدني السوري إن شخصين قتلا وأصيب آخرون نتيجة غارات جوية استهدفت فجر اليوم بلدة عربين فيما استهدفت غارات أخرى بلدتي كفربطنا وحزة ما أدى إلى سقوط 5 قتلى في حزة و قتيلين في كفر بطنا، إضافة إلى العديد من الإصابات، في حين قامت قوات النظام باستهداف مدينة دوما بالقذائف المدفعية.
وذكر ناشطون محليون أن مدنياً قتل وجرح آخرون إثر قصف جوي روسي بصواريخ محملة بقنابل عنقودية على بلدة حزة. كما استهدفت الطائرات الحربية الأحياء السكنية في جسرين بثلاثة غارات جوية، وكذلك مدينة حرستا.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أكثر من 300 شخص غادروا الغوطة الشرقية منذ فتح الممر الإنساني. وقال المتحدث باسم مركز المصالحة الروسي في سورية اللواء فلاديمير زولوتوخين إنه "منذ فتح الممر الإنساني غادر أكثر من 300 شخص منطقة الغوطة الشرقية، وتم خروج معظمهم في الأيام الأخيرة".
وكان ما يسمى بمركز المصالحة الروسي في سورية توصل أمس الثلاثاء إلى اتفاق مع "جيش الإسلام" العامل في الغوطة برعاية أممية بشأن خروج عدة مجموعات من المدنيين تصل إلى نحو ألف شخص وتشمل خاصة الجرحى ومرافقيهم.
وبناء على هذا الاتفاق خرج أمس نحو 147 مدنياً من مدينة دوما. ويقضي الاتفاق بإخراج أصحاب الحالات المرضية ومرافقيهم على دفعات للعلاج في دمشق وضمان سلامتهم وإرجاعهم إلى الغوطة بعد انتهاء العلاج، في حين سيغادر بعضهم إلى خارج سورية، بحسب جيش الاسلام.
واستبعدت مصادر محلية في الغوطة تحدث إليها "العربي الجديد" صحة الرقم الذي أوردته "الدفاع الروسية" معتبرة أن روسيا تتعمد المبالغة في أرقام المغادرين لأهداف سياسية.
من جهة أخرى، استنكرت وزارة الخارجية الروسية تهديدات المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي بتوجيه ضربات إلى النظام السوري على خلفية استخدامه أسلحة كيميائية في الغوطة الشرقية.
وقالت الخارجية الروسية في بيان لها إن "مثل هذه التصريحات المدوية وغير المسؤولة للمندوبة الأميركية تثير استياء وقلقا شديدا".
وأضافت أن موسكو، وعلى خلفية هذه التصريحات "تشعر بقلق بالغ إزاء المعلومات حول تحضير المسلحين لتمثيلية باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، واتهام الحكومة السورية بها، وذلك تمهيدا لتبرير ضربات أميركية أحادية الجانب ضد دمشق والمؤسسات الحكومية السورية".
وأضافت الخارجية الروسية أن "مثل هذه العمليات الإجرامية قد تمثل خطرا على حياة المستشارين العسكريين الروس، بمن فيهم مسؤولو مركز المصالحة، الموجودون في المؤسسات بدمشق وفي مواقع وزارة الدفاع السورية. وفي هذا الحال سيتخذ ما ينبغي من التدابير للرد على ذلك".
وكانت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، أعلنت خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي الاثنين الماضي أن بلادها ستتدخل في سورية في حال تقاعس مجلس الأمن عن التحرك.
كما حملت وزارة الدفاع الأميركية أمس الثلاثاء روسيا مسؤولية الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد في الغوطة الشرقية.
وقال المتحدث باسم البنتاغون إريك باهون "نحث روسيا على حمل نظام الأسد على التوقف عن البطش بالمدنيين السوريين الأبرياء والسماح بوصول المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى سكان الغوطة الشرقية والمناطق النائية الأخرى".
وفي معرض رده على تصريحات رئيس الأركان الروسية، فاليري غيراسيموف، أن بلاده تمتلك معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة تخطط لضرب مواقع للنظام في دمشق، طالب المتحدث روسيا بالتوقف عن اختلاق أمور غرضها الإلهاء.