ويُعرف برنس، بأنه مسافر عالمي، ورجل أعمال ثري، في رصيده علاقات وثيقة مع شخصيات بارزة وذات مكانة عالية، هذا عوضاً عن أنه عنصر سابق في قوات العمليات الخاصة بالبحرية الأميركية، ومؤسس شركة الأمن الخاصة المتهمة بالتورط في انتهاكات وجرائم في العراق وأماكن أخرى، "بلاك ووتر".
ورغم أنه سبق للصحف الأميركية أن كشفت أن لقاء برنس مع المصرفي كيريل دميترييف، في جزر سيشل، يحقق فيه المدعي الخاص بالتدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الأميركية، روبرت مولر، إلا أنه لم يتم، بحسب "فايننشال تايمز"، الكشف في السابق عن طبيعة العلاقات التي تجمع دميترييف وبوتين.
وحسب ستة أشخاص مقربين من دميترييف، فإن زوجة هذا الأخير صديقة حميمة لأصغر بنات بوتين، وهو ما يطرح تساؤلات جديدة بخصوص إمكانية محاولة برنس إقامة قناة تواصل خفية مع الكرملين نيابة عن ترامب. وكانت تقارير إعلامية أشارت إلى أن مولر كان يوجه في البداية تحقيقاته في هذا المسار.
وفي التفاصيل، نقلت الصحيفة أن زوجة دميترييف، ناتاليا بوبوفا، درست مع ابنة بوتين الصغرى، يكاتيرينا تيخونوفا، وساهمت صداقة بوبوفا مع الأخيرة في حصول دميترييف على ثقة الكرملين، لتسيير "الصندوق الروسي للاستثمار المباشر"، المعروف اختصاراً بـ"RDIF" برأس مال تصل قيمته إلى عشرة مليارات دولار، وهو ما جعل دميترييف يتحول إلى أحد أبرز الوجوه داخل الكرملين.
إلى ذلك، يبقى برنس واحداً من أصل 12 مساعداً للرئيس الأميركي الحالي، أقاموا علاقات أو التقوا بالروس، خلال حملة ترامب الرئاسية أو المرحلة الرئاسية الانتقالية. ويتمحور دوره في التحقيق حول التدخل الروسي، في إطار اللقاء السرّي الذي عقده في جزر سيشل، في يناير/كانون الثاني 2017، مع المصرفي الروسي المقرب من بوتين.
وبحسب ما أصبح معروفاً في الإعلام، فإن لقاء سيشل، تمّ بوساطة دبلوماسيين إماراتيين، في الأسابيع التي تلت لقاء وفدٍ إماراتي، في مدينة نيويورك، بأعضاء بارزين في فريق ترامب، بمن فيهم صهره وكبير مستشاريه، جاريد كوشنر. كما أن رجل الأعمال الأميركي - اللبناني، جورج نادر، كان حاضراً اللقاءين، لقاء نيويورك ولقاء سيشل، ولكنه ليس معلوماً إذا كان موجوداً مع برنس والمصرفي الروسي، خلال اجتماعهما في حانة الفندق.
وكان نشاط برنس في جزر سيشل قد خرج إلى العلن للمرة الأولى في إبريل/نيسان 2017، عبر صحيفة "واشنطن بوست"، التي ذكرت حينها أن برنس ذهب إلى هناك بصفته "مبعوثاً غير رسمي" من قبل الإدارة الأميركية المقبلة، أي إدارة ترامب. لكن برنس قال، خلال مقابلات تلفزيونية، وفي شهادات أمام الكونغرس، إنه ذهب إلى هناك بصفة شخصية، وكمواطن عادي، وليس أكثر.
وكانت "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" ذكرتا أن هدف اللقاء ربط برنس بدميترييف، لكن مؤسس "بلاك ووتر" كرّر دائماً أن اللقاء "حصل محض صدفة"، بسبب "وجود المعنيين جميعهم في فندق واحد".