وبدأت على الفور عملية فرز الأصوات، وسط توقعات بتسجيل نسبة تصويت ضعيفة لا تتجاوز 30%، وفق مراقبين.
وفي هذا السياق، قال رئيس مرصد شاهد، رشدي بوعزيز، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ نسبة التصويت ستكون ضعيفة ولن تتعدّى 30%.
وشدد على "ضرورة البحث في الأسباب العميقة للعزوف المسجل، وأن تراجع الأحزاب سياستها"، مع الاهتمام بتقريب السياسة من الشباب والنساء، على أمل تسجيل تحسن في نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة المتوقع إجراؤها في عام 2019.
يذكر أن الهيئة العليا للانتخابات أعلنت، في وقت سابق، أن نسبة المشاركة بلغت حتى الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي 21%. وأضافت أن عدد المصوتين وصل إلى مليون و89 ألفاً و390 شخصاً، من أصل خمسة ملايين و369 ألفاً مسجلين في قوائم الناخبين، حتى الساعة سالفة الذكر، وفق "الأناضول".
وكانت الهيئة قد تحدثت عن إغلاق مراكز الاقتراع في المكاتب الحدودية عند الساعة الرابعة من مساء اليوم، أي قبل ساعتين من الموعد الرسمي لإغلاق بقية المراكز، وذلك لأسباب أمنية.
إلى ذلك، قررت الهيئة تأجيل انتخابات المظيلة جنوب تونس في ثماني مراكز لاستحالة إجراء الانتخابات فيها، بعد أحداث شغب بسبب خطأ في الأوراق، إذ وصلت إليها أوراق منطقة قفصة بدلاً من المظيلة.
وبسبب خطأ في البطاقات الانتخابية، سجلت حالة من الاحتقان في صفوف الناخبين، ما أدى إلى غلق مركز اقتراع بالمدرسة الابتدائية بالحي العمالي في المظيلة من ولاية قفصة وتهشيم صندوقي اقتراع.
وقال عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أنيس الجربوعي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الولايات الحدودية أغلقت مكاتبها عند الساعة الرابعة لدواعٍ أمنية.
وأوضح الجربوعي أن الإقبال على التصويت في الانتخابات البلدية اليوم الأحد بلغ ما بين 20 و21 في المائة حتى الساعة الثالثة مساء، لافتاً إلى تفاوت النسب بين الولايات التونسية، إذ سجل بعضها نسباً عليا من المشاركة، فيما شهدت بعض الولايات عزوفاً عن الانتخاب.
بدوره، أكد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، محمد التليلي المنصري، تأجيل الاقتراع في ثماني مراكز في دائرة المظيلة، وأنه سيتم الإعلان عن موعد الانتخابات المقبلة في المراكز المعنية، مبيناً أن القانون يخول للهيئة إعادة الانتخابات في مدة لا تتعدى 30 يوماً من تاريخ الإعلان عن النتائج الأولية، أي انطلاقاً من التاسع من مايو/ أيار الحالي.
يشار إلى أن القوائم التسع المرشحة في المظيلة بقفصة أعلنت مقاضاة الهيئة الفرعية للانتخابات في قفصة على خلفية توقف عملية التصويت.
تجاوزات وخروقات
لم تخل الانتخابات البلدية في تونس اليوم من تجاوزات وإخلالات وخلافات، أغلق بسببها مكتب اقتراع وعطّل بعضها السير العادي للعملية الانتخابية، وتحول بعضها الآخر إلى أعمال عنف وفوضى.
وارتفع منسوب الاحتقان والعنف في عدد من مكاتب الاقتراع في محافظات تونسية، ما أعاق سير العملية الانتخابية وشلّ عملية التصويت في هذه المكاتب.
وتسبب استغلال أطفالٍ في عمليّة التصويت، عبر وسم أصابعهم بالحبر الانتخابي، بغلق مكتب الاقتراع في مدرسة المصابرة الصياح بمدينة بن قردان التابعة لمحافظة مدنين (جنوب شرق البلاد).
وسجل الملاحظون سماح رئيس مكتب الاقتراع لسبعة أطفال أو أكثر بوسم أصابعهم بالحبر الانتخابي وصوّت مكانهم، مشيراً إلى أنه تم إعلام مجلس الهيئة العليا للانتخابات ورفع شكوى إلى السلطات.
وسجل عدد من مكاتب الاقتراع في محافظة باجة (شمال غرب البلاد) صدامات بين مترشحين خلال محاولتهم التأثير على الناخبين وتوجيه عملية التصويت أمام مراكز الاقتراع.
وقال عادل عاشور، رئيس الهيئة الفرعية للانتخابات في باجة، إنه يمكن إسقاط عدد من القوائم على مستوى عدد من مكاتب الاقتراع في المحافظة، بسبب التجاوزات والخروقات الفادحة في محاولة التأثير على الناخبين.
واشتكى مراقبون من مخالفة مرشحين للقانون، عبر محاولة التأثير على الناخبين اليوم، كما تم تسجيل محاولات تهديد للناخبين، إلى جانب استعمال المال في محاولة شراء أصوات.
وسجل المراقبون أيضاً مخالفات تعلقت بحضور رؤساء قوائم مرشحة داخل مراكز الاقتراع، فضلاً عن محاولة التأثير على الناخبين والدعاية الانتخابيّة في محيط مراكز الاقتراع في بعض مناطق تطاوين والقصرين وتونس العاصمة.
كذلك تم تسجيل مشادات كلامية واشتباك بالأيدي وتدافع بين ممثلي أحزاب ورؤساء مراكز الاقتراع في كل من مراكز ساقية الزيت في محافظة صفاقس ومركز التربية في محافظة القيروان ومركز القبيعة بمنطقة وادي الليل من محافظة منوبة.
وشهدت بعض مراكز الاقتراع نقائص تنحصر في تأخير في فتح مراكز الاقتراع وتأخر وصول الصناديق أو غياب المواد الانتخابية. فقد رصد المراقبون عدم جاهزية بعض المكاتب في الوقت المحدد للاقتراع، من بينها مركز عبد الرحمان مامب بالمرسى ضاحية العاصمة وسيدي عاشور و2 مارس بمحافظة نابل ومركز التحرير بمساكن من محافظة سوسة.