كلام عون، جاء خلال ترؤسه حفل تخريج ضباط دورة "فجر الجرود" في الكلية الحربية، تزامناً مع عيد الجيش الثالث والسبعين، اليوم الأربعاء، بحسب ما أوردت "الوكالة الوطنية للإعلام".
وقال عون، إنّ "دور الجيش ما يزال كاملاً في حماية الجنوب من أطماع إسرائيل، بالتعاون الكامل والمنسق مع القوات الدولية"، مشدداً على أنّ "كل محاولات اسرائيل لن تحول دون عزمنا على المضي في الاستفادة من ثروتنا النفطية، وقد بتنا على مشارف مرحلة التنقيب، التي ستدخل لبنان في المستقبل القريب إلى مصاف الدول النفطية".
ودعت الأمم المتحدة، والتي تتواجد قواتها متعددة الجنسيات "يونيفيل"، في جنوب لبنان منذ الحرب الإسرائيلية على لبنان 2006، في فبراير/شباط الماضي، لبنان ودولة الاحتلال الإسرائيلي، إلى اعتماد الوسائل الدبلوماسية لحل المسائل المتعلقة بالتنقيب عن الغاز في البحر الأبيض المتوسط، بعد التوتر على خلفية بلوك الغاز الطبيعي رقم 9 الواقع داخل المياه الإقليمية اللبنانية قرب فلسطين المُحتلة.
وجاء ذلك، بعد تهديدات إسرائيلية للبنان، بعدما وقّع في 9 فبراير/شباط 2018 عقداً مع شركات دولية هي "توتال" الفرنسية و"إيني" الإيطالية و"نوفاتيك" الروسية للتنقيب عن النفط والغاز في المجمعين 4 و9 بمياهه الإقليمية.
وأكد "حزب الله" الذي لعب دوراً في تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي عام 2000، في بيان، آنذاك، أنّه "سيتصدى لأي اعتداء على حقوقنا النفطية والغازية".
وأكد عون، أنّ "الجيش يظل المرجعية الأكثر ثباتاً عند الأزمات"، متعهداً بأن "نكون دوماً إلى جانبه وجانب قيادته في سعيها إلى تحصينه، وتطوير قدراته القتالية، وتسليحه بأحدث العتاد والمعدات والتجهيزات"، بحسب قوله.
"فجر القرود"... بدل "فجر الجرود"
وذكّر عون بعملية "فجر الجرود"، معتبراً أنّ "العملية العسكرية النوعية التي قام بها الجيش للقضاء على الإرهابيين، والتي أجمع العالم بأسره على حرفيتها ودقتها، أكدت على أهلية مؤسستنا العسكرية واكتسابها ثقة دولية".
وخاض الجيش اللبناني، في أغسطس/آب 2017، عملية "فجر الجرود" العسكرية، ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، في أطراف بلدات لبنانية (شرق)، قرب الحدود مع سورية.
وشكّلت الجرود منذ انطلاقة الثورة السورية 2011، وحتى انتشار عناصر تنظيمي "النصرة" و"داعش" فيها، ممراً لنقل الجرحى من سورية إلى لبنان، ونقل المستلزمات الطبية والغذائية بالاتجاه المُعاكس، قبل أن تصبح مقراً للمعارك بين "داعش" و"النصرة"، وبينهما وبين "حزب الله".
ولقي تفاوض الحزب مع "داعش"، وقبله "جبهة النصرة"، والذي أدى إلى إنهاء وجود التنظيمين في الجرود، استياء لدى جزء من الرأي العام اللبناني، الذي اعتبر أنّ السماح لقاتلي عسكريين لبنانيين بمغادرة الأراضي اللبنانية بدون حساب هو هزيمة وليس نصراً.
هذا وتداول مغرّدون على "تويتر"، فيديو يظهر زلة لسان لعون وهو يعلن تسمية دورة تخريج ضباط في الجيش خلال الحفل، إذ قال في كلمته "فجر القرود"، بدل "فجر الجرود".
— Fares فارس (@FaresHalabi) August 1, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Fares فارس (@FaresHalabi) August 1, 2018
|
إلى ذلك، تطرّق عون إلى ملف تشكيل الحكومة في لبنان، المتعثر منذ تكليف سعد الحريري بتأليفها، عقب الانتخابات النيابية في 6 مايو/أيار الماضي، بسبب تنازع الكتل السياسية على أحجام الحصص الوزارية وتوزيع الحقائب.
وأعرب عون عن عزمه على أن "تكون الحكومة العتيدة جامعة للمكونات اللبنانية، دون تهميش أي مكون، أو إلغاء دوره، ودون احتكار تمثيل أي طائفة من الطوائف"، مشدداً على "ألا تكون فيها الغلبة لفريق على آخر، وألا تحقق مصلحة طرف واحد يستأثر بالقرار أو يعطل مسيرة الدولة".
وقال: "أود أن أجدد تأكيد عزمي، بالتعاون مع دولة الرئيس المكلف، على إخراج البلاد من أزمة تأخير ولادة الحكومة، مراهناً على تعاون جميع الأطراف وحسهم الوطني، لأنّ أي انكفاء في هذه المرحلة من تاريخنا المحاطة بالأعاصير وصفقات القرن، هو خيانة للوطن وآمال الناس".
كما تعهد عون بـ"العمل على النهوض بالوطن والاقتصاد، وقطع دابر الفساد، وقيام الدولة القوية والقادرة، وإغلاق ملف النازحين بعودتهم الآمنة إلى بلادهم"، مؤكداً "امتنان لبنان للمبادرات التي تهدف إلى اعتماد اجراءات عملية تؤمن عودة آمنة للنازحين. وعلينا ملاقاتها بجهوزية تامة بما يحقق الهدف المنشود منها".
ويدور جدل في لبنان، بشأن عودة اللاجئين السوريين، حيث يستضيف هذا البلد أكثر من مليون لاجئ سوري على أراضيه، وذلك بين من يدعو إلى عودتهم، بالاستناد إلى خطة قدّمتها روسيا، وبين من يطالب بأن تكون العودة طوعية وبعد حل سياسي في سورية برعاية الأمم المتحدة.