وتزامن الاستعداد الشعبي في البصرة للتظاهر مع إجراءات أمنية مشددة فرضت أمام مبنى الحكومة المحلية في البصرة، وعند مداخل الشركات والحقول النفطية، وفق ما ذكر ضابط في شرطة البصرة لـ"العربي الجديد"، مضيفاً أن القوات العراقية هناك دخلت في "حال الاستنفار" بعد رفع المتظاهرين سقف مطالبهم.
وأشار الضابط إلى أن انتشار القوات الأمنية بكثافة يهدف إلى منع المحتجين من قطع الطرق واقتحام مقرات الشركات، كما حدث خلال تظاهرات سابقة.
من جهتها، قالت اللجان التنسيقية في محافظة البصرة إنها أنهت جميع تحضيراتها من أجل إقامة أكبر تظاهرة واعتصام في المحافظة، احتجاجاً على تدني الخدمات، وتردي المستوى المعيشي، منتقدة في بيان الحكومة المحلية في البصرة، والحكومة العراقية في بغداد، بسبب عدم إيفائها بالوعود التي قطعتها بشأن تحقيق المطالب.
ولفتت هذه اللجان إلى أن المطلب الأساسي للمتظاهرين أصبح يتعلق بالعملية السياسية من خلال الدعوة إلى إلغاء الدستور.
وفي إشارة إلى تجديد الدعم للتظاهرات، دعا ممثل المرجع الديني علي السيستاني في كربلاء أحمد الصافي، العراقيين، الى الغضب الإيجابي المسيطر عليهم، مبيناً ان الغضب هو الذي حفظ البلاد، وحصن الأراضي، ومنع تدنيس المقدسات.
ورأى الصافي أنه "لا بد للغضب من مطلب ولسان وحق يعبر عنه"، مضيفاً خلال خطبة الجمعة أنه "ينبغي على الانسان أن يغضب في حال سلبه حقوقه".
في الأثناء، تحدث ممثل المرجع الديني علي السيستاني في محافظة المثنى (جنوب العراق) راضي الطائي، عن تعرضه لمحاولة اغتيال صباح اليوم، معتبراً في تصريح صحافي أن استهدافه يندرج ضمن الحملات التي تستهدف المرجعية الدينية ووكلاءها.
ولفت الطائي الى أن مجموعة مسلحة بسيارة "بيك أب" هاجمت منزله، وقامت بإطلاق النار بشكل مباشر عليه، ما أدى الى إصابة ابن أخيه بطلق ناري، مؤكداً أنه تلقى مؤخراً تحذيرات من الأجهزة الأمنية تفيد بوجود تهديدات ضده من قبل جهات مشبوهة.
وجاء ما أدلى به ممثل السيستاني في وقت دخل فيه اعتصام محافظة المثنى المفتوح يومه السادس. ووفقاً لمصادر محلية تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن الاعتصام محاط بإجراءات أمنية مشددة.
وأشارت المصادر إلى أن اعتصام المثنى استقبل وفوداً من محافظات البصرة وذي قار والنجف وميسان والقادسية والمثنى وبغداد للتضامن معه، مبينة أن المعتصمين يصرون على البقاء في مواقعهم، حتى تحقيق جميع المطالب المشروعة التي كفلها الدستور.