ودخلت الاحتجاجات الشعبية في السودان التي بدأت في 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي أسبوعها الثالث يوم الأربعاء الماضي، وشملت نحو 25 مدينة سودانية وعدداً من القرى. وبحسب رواية المعارضة، فإن 43 شخصاً قتلوا خلالها، فيما تقول الحكومة إن عدد القتلى 23 شخصاً.
وحددت المعارضة، في بيانٍ وقع عليه كل من تحالف "نداء السودان" وقوى "الإجماع الوطني" و"التجمع الاتحادي المعارض"، إضافة إلى تجمع المهنيين، مدينة الخرطوم بحري، أحد أضلاع مثلث العاصمة السودانية، مكاناً لانطلاق حشد جديد أطلق عليه اسم "مسيرة الشهداء".
كذلك أعلنت الكيانات الموقعة عن مواكب مسائية في عدد من مناطق البلاد، على أن يصدر جدول مفصل حولها في وقت لاحق، مع تحديد يوم الخميس المقبل موعداً لمسيرة الحرية والتغيير والتي ستجرى في العاصمة وعدد من المدن الأخرى في آنٍ واحد، لـ"زلزلة عرش الطاغية"، بحسب تعبير المعارضة.
وأضاف البيان أن "النظام المرعوب لم يجد طريقاً لمواجهة الجموع، سوى استخدام العنف المفرط في مواجهة العزل الذين يهتفون في الشوارع"، مؤكداً أن "دماء الشهداء لن تضيع هدراً"، وأن "إقامة العدل ومحاسبة القتلة تتقدم أجندة التغيير، ولن يفلت من الحساب مجرم امتدت يده إلى أي مواطن/ة في بلادنا هذه".
وتتهم الحكومة المعارضة، منذ اندلاع الاحتجاجات، باستغلال الضائقة المعيشية لتحقيق أجندة سياسية، وهي تعهدت أكثر من مرة بحسمها، آخرها ما نقلته وسائل التواصل الاجتماعي عن القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، الفاتح عز الدين، من توعده بتعامل عنيف مع المحتجين.
من جهته، قال فيصل حسن إبراهيم، مساعد الرئيس السوداني عمر البشير، إن حق التظاهر السلمي متاح حسب الدستور والقانون، متهماً بعض الأحزاب اليسارية بالقيام بأعمال تخريبية والتعدي على الممتلكات خلال التظاهرات بهدف نسف الاستقرار بالبلاد.
وأضاف إبراهيم، خلال لقاء جمعه بعدد من سفراء الدول المعتمدين في الخرطوم، أن الحكومة السودانية حريصة على بذل مزيد من الجهود، لمعالجة الصعوبات الاقتصادية التي تواجه البلاد.
إلى ذلك، قالت "هيئة محامي دارفور" إنه تمّ التعرف إلى جثة طالب جامعي قُتل رمياً بالرصاص من قبل الأجهزة الأمنية خلال مداهمتها منزلاً يقيم فيه طلاب من دارفور في منطقة الدروشاب، شمال الخرطوم.
وذكرت "الهيئة"، في بيان، أن جثة الطالب ظلّت في المشرحة منذ يوم الجمعة الماضي، وأن زملاءه الذين كانوا معه في المنزل اعتقلوا.
ولم يصدر من السلطات الحكومية تعليق رسمي حول ما كشف عنه بيان المحامين.
وفي الوضع الميداني، بدت الخرطوم والمدن السودانية هادئة اليوم، مع توقعات بخروج احتجاجات في بعض الأحياء عقب صلاة الجمعة، على غرار أيام الجمعة الأخيرة.