يشهد معسكر اللواء الليبي خليفة حفتر، ارتفاعاً في وتيرة المنشقين عنه، يعوضها حفتر بحملة ترفيع شخصيات جديدة. آخر هؤلاء المنشقين هو عبد الجليل عثمان، أحد أبرز داعمي حفتر منذ إطلاقه "عملية الكرامة" في منتصف عام 2014، وهو أيضاً من أبرز أنصار نظام القذافي، ولطالما عُرف عنه بذله جهوداً لحشد الدعم المسلح لحفتر بين قبائل الجنوب، وتحديداً القبائل الليبية الموالية للنظام السابق. ظهر عثمان، يوم الجمعة الماضي، بعد أيام من إعلان حفتر عن إطلاق عمليته العسكرية الأخيرة في الجنوب الليبي، معلناً معارضته للعملية، ووصف حفتر بـ"الأرعن والعميل"، مخاطباً إياه بالقول "لولا أنصار النظام السابق لم تكن ولم تستطع السيطرة على بنغازي"، متسائلاً "كيف تبني جيشاً وأنت من بعته في حرب الجيش في تشاد في الثمانينيات"، مشيراً إلى أن حفتر هو الذي دعم مقاتلي "مجلس شورى بنغازي" ووصف كتائب جيش القذافي بـ"قوات المرتزقة".
وبُعيد انتشار فيديو عثمان، تناقلت وسائل الإعلام الليبية فيديوهات بشكل واسع تظهر اقتحام قوة تابعة لحفتر بيت عثمان، وسط سبها، والاعتداء على المنزل وعلى أسرته وسرقة ممتلكاتها، وهي الحادثة التي أجبرت قيادة قوات حفتر على إعلان "اعتذار" عام لبعض قبائل الجنوب، من دون أن تشير إلى تعدي قوة تابعة لها على بيت عثمان.
ولا تقتصر موجة الانشقاقات عن حفتر على الضباط والعسكريين، بل طاولت شخصيات إعلامية لم تتوقف طيلة أربع سنوات عن تقديم الدعم والتأييد وتوجيه الرأي العام عبر القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الأخرى لمعسكر قائد "عملية الكرامة"، من بينهم نعمان بن عثمان، رئيس مؤسسة "كويلم"، وهو عضو سابق في الجماعة الليبية المقاتلة ويقيم في لندن. وأطل بن عثمان مطلع الشهر الحالي عبر لقاءات عدة ليصف حفتر بـ"المتمرد" والساعي لحكم ليبيا بقوة السلاح و"المنقلب". كذلك الإعلامي محمود المصراتي الذي حاول التملّص من دعمه لحفتر، بالتأكيد خلال مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي، أن القوة المتجهة إلى الجنوب الليبي "تضم مجرمين وخريجي سجون ومتعاطي المخدرات وقطاع طريق"، وأن هذه القوة "تمارس السرقات والحرابة وتهريب الوقود وتهريب البشر وإقامة البوابات الوهمية في الجنوب لأخذ الإتاوات وسرقة المواطنين"، لافتاً إلى أن أهالي الجنوب لا يثقون في قوات حفتر.
هذه "الانشقاقات" تلت عبارة مدوية نشرها الكاتب السياسي عبد الحكيم فنوش، المعروف بدعمه الشديد لحفتر، واشتهر بسعيه الكبير لنفي مرض حفتر خلال علاجه في باريس في إبريل/ نيسان من العام الماضي، لكنه أعلن هذه المرة براءته من دعم حفتر، قائلاً على صفحته في "فيسبوك"، نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي: "أعتذر لكم عن دعمي السابق للقيادات البائسة، لقد اتضح جلياً بأنه يريد الحكم فقط، ولا يريد تأسيس جيش وطني يحمي الحدود وشرطة تحافظ على أمن المواطن".
اقــرأ أيضاً
ولم تكن هذه الانشقاقات في صفوف الإعلاميين هي الأولى، فقد سبقها انشقاق الإعلامي منصور اعبيد، مالك قناة "ليبيا أولاً"، التي شكّلت الذراع الإعلامية لـ"عملية الكرامة" إبان انطلاقها في عام 2014، والتي استعاض عنها بقناة "ليبيا الوطن"، والتي تبث حالياً من تونس، موجهاً خطابها لأهالي الشرق الليبي لنفض يديه من دعم حفتر. كما تحوّل الإعلامي علي العسبلي، الشهير بـ"إعلامي محاور قوات الكرامة"، إلى معارض لحفتر عبر الكثير من وسائل الإعلام، بعد تمكّنه من الهرب من سجون حفتر التي قضى فيها قرابة العام بسبب حديثه عن حقيقة الاغتيالات في بنغازي وتورط حفتر فيها.
عسكرياً، فضّل عدد من الضباط التغيّب عن المشهد وعدم كشف أسباب انسحابهم من المشاركة في عمليات حفتر. فمنذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي غاب عن الأنظار اللواء سالم الرفادي، الذي قاد عملية حفتر للسيطرة على درنة، بعد تتابع أنباء اعتقاله من قبل أجهزة أمن حفتر لمخالفته أوامره ومعارضته لعمليات القبض والاعتقال الواسعة بحق المدنيين في درنة. كما لا يزال مصير اللواء أحمد العريبي، أبرز قادة قوات حفتر في بنغازي، غامضاً حتى الآن، بعد اعتقاله في الشهر نفسه على يد أجهزة أمن حفتر، بسبب ورود أنباء تؤكد أنه هو الذي سلّم ملف الاعتداء على فرع بنك ليبيا المركزي في بنغازي لفريق خبراء الأمم المتحدة، والذي بنى عليه الفريق تقريره الذي قدّمه إلى مجلس الأمن الدولي، منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، متهماً صدام، نجل حفتر، بالتورط في سرقة ملايين الدولارات من فرع البنك.
يضاف إلى هؤلاء غياب كامل للعقيد يونس القهواجي، أحد أذرع حفتر الأمنية، والعميد فتحي حسونة الدرسي، مدير مكتب حفتر للعلاقات الخارجية وأحد أبرز قادة "عملية الكرامة" والذي يوصف بأنه من مؤسسي العملية. واعتُقل الرجلان في أكتوبر الماضي أيضاً، فيما أشيعت أنباء عن إطلاق سراح القهواجي وهربه لاحقاً إلى مصر. كذلك يبرز غياب رئيس مديرية أمن بنغازي، العقيد صلاح هويدي، المقال من قبل حفتر في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بسبب معارضته إجراءات أمنية في المدينة صدرت من صدام حفتر، واللواء عمر السنكي، وزير الداخلية السابق في حكومة مجلس النواب، بعد مجاهرته في أكثر مناسبة بعدم رضاه عن تصرف أجهزة أمن حفتر في مدن الشرق الليبي.
لكن السؤال الأبرز يتمثل في شكل القيادات الجديدة التي يعتمد عليها حفتر بدلاً من المنشقين أو المبعدين عن معسكره. فحتى الآن لا تبرز على الساحة سوى قيادات عسكرية شابة، مثل نجله صدام، قائد "كتيبة طارق بن زياد"، التي تعتبر أقوى كتائب حفتر المنتشرة في شرق البلاد والتي اتجهت بعض فصائلها للمشاركة في عملية حفتر الجديدة في الجنوب، إضافة إلى أسماء أخرى، مثل وهبي الرخ، رئيس أجهزة أمن حفتر في المرج، وميلود الزوي أحد أبرز قادة "قوات الصاعقة"، وتغلب على الوجوه الجديدة حداثة السن بالإضافة لنشأتهم الحديثة عسكرياً في أحضان "عملية الكرامة".
وبُعيد انتشار فيديو عثمان، تناقلت وسائل الإعلام الليبية فيديوهات بشكل واسع تظهر اقتحام قوة تابعة لحفتر بيت عثمان، وسط سبها، والاعتداء على المنزل وعلى أسرته وسرقة ممتلكاتها، وهي الحادثة التي أجبرت قيادة قوات حفتر على إعلان "اعتذار" عام لبعض قبائل الجنوب، من دون أن تشير إلى تعدي قوة تابعة لها على بيت عثمان.
هذه "الانشقاقات" تلت عبارة مدوية نشرها الكاتب السياسي عبد الحكيم فنوش، المعروف بدعمه الشديد لحفتر، واشتهر بسعيه الكبير لنفي مرض حفتر خلال علاجه في باريس في إبريل/ نيسان من العام الماضي، لكنه أعلن هذه المرة براءته من دعم حفتر، قائلاً على صفحته في "فيسبوك"، نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي: "أعتذر لكم عن دعمي السابق للقيادات البائسة، لقد اتضح جلياً بأنه يريد الحكم فقط، ولا يريد تأسيس جيش وطني يحمي الحدود وشرطة تحافظ على أمن المواطن".
ولم تكن هذه الانشقاقات في صفوف الإعلاميين هي الأولى، فقد سبقها انشقاق الإعلامي منصور اعبيد، مالك قناة "ليبيا أولاً"، التي شكّلت الذراع الإعلامية لـ"عملية الكرامة" إبان انطلاقها في عام 2014، والتي استعاض عنها بقناة "ليبيا الوطن"، والتي تبث حالياً من تونس، موجهاً خطابها لأهالي الشرق الليبي لنفض يديه من دعم حفتر. كما تحوّل الإعلامي علي العسبلي، الشهير بـ"إعلامي محاور قوات الكرامة"، إلى معارض لحفتر عبر الكثير من وسائل الإعلام، بعد تمكّنه من الهرب من سجون حفتر التي قضى فيها قرابة العام بسبب حديثه عن حقيقة الاغتيالات في بنغازي وتورط حفتر فيها.
عسكرياً، فضّل عدد من الضباط التغيّب عن المشهد وعدم كشف أسباب انسحابهم من المشاركة في عمليات حفتر. فمنذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي غاب عن الأنظار اللواء سالم الرفادي، الذي قاد عملية حفتر للسيطرة على درنة، بعد تتابع أنباء اعتقاله من قبل أجهزة أمن حفتر لمخالفته أوامره ومعارضته لعمليات القبض والاعتقال الواسعة بحق المدنيين في درنة. كما لا يزال مصير اللواء أحمد العريبي، أبرز قادة قوات حفتر في بنغازي، غامضاً حتى الآن، بعد اعتقاله في الشهر نفسه على يد أجهزة أمن حفتر، بسبب ورود أنباء تؤكد أنه هو الذي سلّم ملف الاعتداء على فرع بنك ليبيا المركزي في بنغازي لفريق خبراء الأمم المتحدة، والذي بنى عليه الفريق تقريره الذي قدّمه إلى مجلس الأمن الدولي، منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، متهماً صدام، نجل حفتر، بالتورط في سرقة ملايين الدولارات من فرع البنك.
يضاف إلى هؤلاء غياب كامل للعقيد يونس القهواجي، أحد أذرع حفتر الأمنية، والعميد فتحي حسونة الدرسي، مدير مكتب حفتر للعلاقات الخارجية وأحد أبرز قادة "عملية الكرامة" والذي يوصف بأنه من مؤسسي العملية. واعتُقل الرجلان في أكتوبر الماضي أيضاً، فيما أشيعت أنباء عن إطلاق سراح القهواجي وهربه لاحقاً إلى مصر. كذلك يبرز غياب رئيس مديرية أمن بنغازي، العقيد صلاح هويدي، المقال من قبل حفتر في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بسبب معارضته إجراءات أمنية في المدينة صدرت من صدام حفتر، واللواء عمر السنكي، وزير الداخلية السابق في حكومة مجلس النواب، بعد مجاهرته في أكثر مناسبة بعدم رضاه عن تصرف أجهزة أمن حفتر في مدن الشرق الليبي.