ومع حلول المساء، وتوافد مئات المتظاهرين نحو ساحتي التحرير والخلاني، حاول عناصر منعهم من الاقتراب باتجاه جسر الأحرار، عبر استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي ما أسفر عن إصابة نحو 20 متظاهراً.
وقال ناشطون في بغداد، إنّ التظاهرات، بعد الخامسة من مساء اليوم، اتخذت شكل تجمعات ضخمة في ساحات التحرير والطيران والخلاني وقرب جسري الجمهورية والسنك وعند محيط مبنى المطعم التركي.
في المقابل، باشرت قوات الأمن إجراء جديداً، تمثل في نصب نقاط تفتيش بمحيط مناطق التظاهر استخدمت لعرقلة تدفق المتظاهرين إلى مناطق التظاهر، والسؤال عن أسمائهم، وطلب هوياتهم في بعض الأحيان.
وفي ذي قار ومركزها الناصرية، أقدم متظاهرون غاضبون على إضرام النار بمنزل النائب السابق خالد الأسدي، وسط اشتباكات مع عناصر الأمن الذين حاولوا إبعادهم عن المنزل وسط إطلاق قنابل الغاز والدخان، كما أضرم متظاهرون النار في مبنى قائممقامية بلدة الدواية في سوق الشيوخ شمال المحافظة، في حين تظاهر المئات من أهالي قلعة سكر، وقطعوا الطريق الواصلة إلى بغداد.
وفشلت الإجراءات الأمنية المتخذة قرب ساحة الحبوبي وجسر الزيتون وسط الناصرية، في منع مئات من المتظاهرين من التوافد بكثافة، وسط أنباء عن أمر حكومي بسحب قوات مكافحة الشغب من الناصرية، بعد تسببها بمقتل ثلاثة متظاهرين، يوم أمس الأحد، وفي ظل مخاوف من رد فعل لعشائر القتلى تجاه تلك القوى.
وفي البصرة التي تشهد انتشاراً أمنياً غير مسبوق، ومحاولات لمنع المتظاهرين من الوصول إلى الساحات، تجددت التظاهرات، مساء اليوم الاثنين، في منطقة المدينة شمالاً، ووقعت مواجهات مع عناصر الأمن، التي أطلقت قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين.
كما شارك مئات الطلاب مع المتظاهرين وسط البصرة، ورددوا شعارات وهتافات تطالب بإقالة الحكومتين المركزية والمحلية، كما تمكن المتظاهرون من إغلاق مدخل حقل نفط غرب القرنة، بينما دفعت الأجهزة الأمنية بتعزيزات عسكرية كبيرة لأجل تفريق المتظاهرين، في وقت تظاهر فيه المئات من أهالي أم قصر في البلدة، رافعين شعارات تطالب بمحاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين.
وأغلق متظاهرو محافظة كربلاء، مبنى دائرة الرعاية الاجتماعية، وكتبوا عليها "مغلقة بأمر الشعب".
"تطورات صادمة"
من جهتها، قالت منظمة "العفو الدولية"، اليوم الاثنين، إن "هناك تطورات صادمة في العراق، جراء تصاعد موجة العنف التي يتعرض لها المتظاهرون في البصرة، والتي أدت إلى مقتل وجرح العديد من الأشخاص".
وأضافت: "ما زلنا نراقب التطورات على الأرض، ونشعر بالقلق الكبير إزاء تجاهل قوات الأمن الواضح والمشين لأرواح المحتجين، وحريتهم في التعبير والتجمع".
Twitter Post
|
من جهتها، أعلنت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، أنّها "وثقت استخدام العنف المفرط من قبل القوات الأمنية ضد المتظاهرين"، مطالبة الحكومة والقوات الأمنية بـ"منع استخدام العنف المفرط بأشكاله كافة ضد المتظاهرين السلميين".
Facebook Post |
وأكدت أنّ "العنف المفرط من قبل القوات الأمنية تسبب باستشهاد متظاهر في بغداد، وإصابة 68، واستشهاد 7 متظاهرين في ذي قار وإصابة 131، واستشهاد 3 متظاهرين في البصرة وإصابة 90 متظاهراً بسبب التصادمات التي حدثت بين القوات الأمنية والمتظاهرين"، داعية الحكومة والقوات الأمنية بـ"منع استخدام العنف المفرط بأشكاله كافة ضد المتظاهرين السلميين، كونه يعد انتهاكاً صارخاً لحق الحياة والأمن والأمان وبضرورة الالتزام بقواعد الاشتباك الآمن وإحالة القائمين بذلك إلى القضاء".