وانتقلت التظاهرات بعد تفريقها إلى شارع الدكاترة، أشهر شوارع مدينة أم درمان، ثم إلى منطقة السوق والمحطة الوسطى، وردد المتظاهرون هتافات بسقوط النظام. كذلك شنّت قوات الأمن حملة اعتقالات في صفوف المحتجين، وأغلقت المحلات التجارية وأصيبت المنطقة بالشلل التام.
وجاءت احتجاجات اليوم بعدما تجمّع المئات، بناء على دعوة من تجمع المهنيين السودانيين وأحزاب معارضة، للتضامن مع المعتقلات اللواتي احتُجزن بسبب الاحتجاجات وتم إيداعهن في سجن النساء بأم درمان. ويشارك العنصر النسائي بشكل واضح في الاحتجاجات منذ اندلاعها.
إلى ذلك، شهد محيط سجن أم درمان والطرق المؤدية إليه انتشاراً أمنياً واسعاً لقوات الأمن.
وفي تطور لاحق، شهد حي العباسية بأم درمان تظاهرات حاول فيها العشرات الوصول إلى شارع الأربعين.
كما شهدت منطقة الشجرة، جنوب الخرطوم، تظاهرات مماثلة.
وبالرغم من عدم إعلان المعارضة عن مواكب في مناطق أخرى، غير أم درمان، إلا أن بعض الأحياء في مناطق أخرى، بادرت وخرجت في تظاهرات شارك فيها العشرات من الأشخاص، مرددين هتافات الحراك الشعبي في البلاد، مثل حي أركويت، جنوب الخرطوم.
ومساء اليوم، قال "تجمع المهنيين السودانيين" المعارض، والذي يعتبر "الدينامو" المحرك للتظاهرات، إن المناطق التي لبت دعوته للخروج في موكب التضامن مع المعتقلات في سجون النظام هي العمارة، الشيخ، عجو، الشجرة الحماداب، العباسية، الديم، أركويت، دنوباوي، بيت المال، الملازمين، الثورة - شارع النص.
وأشار التجمع كذلك، في بيانٍ، إلى أن أربعة مستشفيات نفذت وقفات احتجاجية هي شرق النيل في الخرطوم، والأبيض، ودمدني، وكسلا.
واندلعت الاحتجاجات في السودان في 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وسقط خلالها 31 قتيلاً، حسب رواية الحكومة، وأكثر من 50، وفق ما تقول المعارضة.
ويطالب المحتجون، وعلى رأسهم تجمّع المهنيين ونداء السودان وقوى الإجماع الوطني والتحالف الاتحادي، بتنحي الرئيس عمر البشير وتشكيل حكومة انتقالية، فيما تتهم الحكومة تلك الجهات بالعمل على زعزعة استقرار البلاد لتحقيق أجندة سياسية.
إلى ذلك، ذكرت مصادر من حزب "البعث" السوداني المعارض، أن القيادي في الحزب، يحيي الحسين، قد اعتقل ظهر اليوم الأحد.
وفي تعليق على اعتقال الحسين وعبد الله صالح العوض، القياديين بالحزب، رأى محمد وداعة القيادي بـ"البعث" أن استمرار الاعتقالات "يؤكد عدم صحة ما تدعيه الحكومة عن انحسار الحراك الشعبي في البلاد"، مؤكداً في تصريح لـ"العربي الجديد" استمرار الاحتجاجات لـ"عدم تقديم الحكومة أي حلول للمشكلات الاقتصادية أو السياسية، بل اكتفت بإطلاق خطاب استفزازي تجاه المحتجين".