وقال لافروف: "الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 2017 هو أساس للتوصل إلى حلول وسط لإنهاء الانقسام". وأضاف أن الفرصة الحالية "حيوية وأساس للتوصل إلى وفاق وطني على أساس الشراكة السياسية لكل الفلسطينيين".
كما طالب الفصائل الفلسطينية بالتنازل والتخلي عن المصالح الحزبية في سبيل تحقيق "المصالح العُليا للشعب الفلسطيني". وأشار لافروف إلى أن "توحيد الصف الفلسطيني ضروري من أجل تمثيل الفلسطينيين عبر فريق واحد في المباحثات القادمة مع الإسرائيليين".
وتابع قائلاً: "ليس لدينا أي شكوك في أن إعادة وحدة الصفوف الفلسطينية قد تساهم في توفير أوراق رابحة ضد تلك الأطراف التي تهدف لتدمير المرجعية الدولية المعتمدة في الأمم المتحدة والمبادرة العربية للسلام"، مشيراً بذلك إلى مساعي تطبيق الخطة الأميركية للتسوية في الشرق الأوسط المعروفة باسم "صفقة القرن".
وشدد لافروف على تأييد بلاده "أي اتفاقات تم التوصل إليها بين الفصائل خلال اللقاء الجاري في موسكو".
كما أعرب عن ترحيبه بعقد لقاءات مشابهة بين الفصائل الفلسطينية من أجل "إنهاء الانقسام".
وجدد لافروف تأكيد بلاده وقوفها إلى جانب "الفلسطينيين كأصدقاء ومساعدين".
وعن "صفقة القرن"، قال لافروف، إنّ الولايات المتحدة الأميركية تحاول فرض حلول "أحادية الجانب"، من شأنها أن "تدمر كل الإنجازات في القضية الفلسطينية".
وأضاف: "بحسب معلوماتنا من الأطراف المختلفة، إن صفقة القرن تنص على بنود مختلفة عن ما سبق، من قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 1967 وبعاصمتها القدس الشرقية".
وشدد لافروف على أن "استمرار الانقسام الفلسطيني يعطي ذريعة لتمرير صفقة القرن".
وفي وقت سابق اليوم، أفاد مصدر شارك في لقاء الفصائل بموسكو، لوكالة "الأناضول"، بأن جلسات حوار الفصائل "الخمس" في العاصمة الروسية انتهت، بالتوافق على إصدار بيان سياسي، رفضت الجهاد الإسلامي التوقيع عليه بحسب قيادي بارز في الحركة.
وقال المصدر إنّ "مسودة البيان النهائي للاجتماع، طالبت أيضاً بضرورة السعي لإنهاء الانقسام الفلسطيني". وأضاف: "شددت مسودة البيان الختامي التي لم يتم إقرارها بعد، على رفض صفقة القرن والمخططات الأميركية".
كما سيدعو البيان المنتظر، روسيا إلى "لعب دور أكبر في القضية الفلسطينية". وأكدت مسودة البيان الختامي، وفق المصدر، أهمية الدور المصري في ملف المصالحة الفلسطينية، وأن الدور الروسي "مكمّل له"، وليس بديلا منه.
وتتوسط مصر منذ سنوات بين الفصائل الفلسطينية، بغرض إتمام المصالحة الفلسطينية، وكذلك بين الفصائل وإسرائيل، في الكثير من القضايا والملفات. وقال المصدر إن بنود البيان الختامي المنتظر، لم تتطرق إلى القضايا الداخلية التفصيلية، ومنها شكل "الحكومة الفلسطينية الجديدة". كما لم تتطرق إلى العقوبات التي فرضتها السلطة الفلسطينية على قطاع غزة.
إلى ذلك، رفضت حركة "الجهاد الإسلامي" التوقيع على البيان الختامي. جاء ذلك، في تصريحات أدلى بها محمد الهندي، عضو المكتب السياسي للحركة، لصحيفة "الاستقلال" الصادرة من غزة، والتابعة للحركة.
وأرجع الهندي رفض التوقيع على البيان، لاحتوائه على بنديْن: الأول هو "اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً، دون ربط ذلك بإعادة بنائها وتطويرها وفق اتفاق القاهرة 2005". والثاني "متعلق بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وبدأ ممثلو 11 فصيلاً فلسطينياً، أمس الإثنين، الحوارات لبحث الأوضاع الداخلية، بما فيها ملف المصالحة، والتحديات أمام القضية الفلسطينية، بدعوة من مركز الدراسات الشرقية، التابع لوزارة الخارجية الروسية.
ومن أبرز الفصائل المشاركة في حوارات موسكو: حركات "حماس" و"فتح" و"الجهاد الإسلامي" والجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين، وحزب الشعب.
وفي وقت سابق، قال رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة "فتح"، منير الجاغوب، لـ"العربي الجديد"، إن "وفد حركة فتح المكلف بالذهاب إلى موسكو يضم عضوي اللجنة المركزية للحركة، عزام الأحمد وروحي فتوح".
وأوضح الجاغوب أن اللقاء في موسكو هو "لقاء عام للفصائل الفلسطينية، ونأمل أن تكون هناك نتائج جيدة"، مشيراً إلى أن "اللقاء معزِز للمصالحة وليس بديلاً من اللقاءات في مصر، لأن مصر هي راعية المصالحة الفلسطينية".
ونفى الجاغوب أن يكون من ضمن أجندات لقاء موسكو طرح نقاشات حول تشكيل الحكومة المقبلة. وقال إن اللقاء يأتي لـ"طرح نقاشات حول مستقبل القضية الفلسطينية والمصالحة الداخلية، تمهيداً للحالة السياسية القادمة".
بدوره، قال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عمر شحادة لـ"العربي الجديد": "بدأت أمس لقاءات موسكو وتستمر للأربعاء".
وأوضح أنه، وفق الرسالة التي وصلت إلى الفصائل، فإن "منظمة التحرير والقضية الفلسطينية تمران بمرحلة خطيرة وتهددان حقوق الشعب الفلسطيني، ومعهد الاستشراق في الخارجية الروسية يوجه الدعوة التي تستهدف علاج قضية الانشقاق الذي تعيشه الحركة الوطنية الفلسطينية، وتوحيد الصفوف من أجل حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير".
وأوضح شحادة أن هذا اللقاء هو "حوار سياسي، لأن الجهة الداعية إليه سياسية، وأن المدعوين هم فصائل العمل الوطني الفلسطيني، وسيتضمن الحوار المخاطر القائمة بخصوص عقد مؤتمرات بعيداً عن قرارات الشرعية الدولية، وهذه تتم بتنسيق وتلاقٍ مع الجهود المصرية، وسيشارك في هذه اللقاءات السفير المصري في موسكو".
(العربي الجديد، الأناضول)