السودان: المجلس العسكري الانتقالي والمعارضة يتفقان على تشكيل لجنة لحل الخلافات

الخرطوم

عبد الحميد عوض

avata
عبد الحميد عوض
25 ابريل 2019
707A0BD4-31FE-4375-AE4A-043AD8035350
+ الخط -
أعلن المجلس العسكري الانتقالي في السودان، مساء اليوم الأربعاء، عن اتفاقه مع المعارضة ممثلة بتحالف "الحرية والتغيير"، على "الشراكة للخروج بالبلاد لبر الأمان".

وأوضح المجلس، عقب انتهاء اجتماع جمعه بالتحالف، "حصول اتفاق" بين الطرفين في كثير من القضايا، مشيراً إلى وجود "القليل من نقاط الخلاف".

وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس العسكري، الفريق شمس الدين الكباشي، في تصريحات صحافية عقب الاجتماع، إن المجلس والتحالف يعتبران أنفسهما مكملين بعضهما بعضاً وأنهما يتطلعان لنتائج ترقى لتطلعات الشعب السوداني وبناء مستقبل زاهر له.

وكشف الكباشي عن اتفاق تم خلال اجتماع اليوم "على مبادئ أساسية تشمل على أن المجلس والتحالف شركاء ويعملان سوياً للخروج بالبلاد إلى بر الأمان مع السعي لوضع أسس سليمة لبناء السودان وأنه لا حسابات ربح وخسارة في التواصل بينهما لأن الرابح هو السودان".

وأضاف أنه ومن خلال حوار اليوم اتفق المجلس العسكري والتحالف على معظم جوانب المذكرة التي طرحها التحالف، وأن نقاط الخلاف لم تكن كثيرة مقارنة بنقاط التوافق، مؤكداً أن شقة الخلاف بينهما ليست بعيدة، منوهاً إلى أنه بات من الممكن التوافق على النقاط الخلافية.
وأعلن الكباشي تشكيل لجنة مشتركة بين المجلس العسكري والتحالف للنقاش حول النقاط الخلافية وتقديم مقترحات.

من جهته، قال المتحدث باسم "الحرية والتغيير"، أحمد الربيع، إن التحالف استجاب لدعوة المجلس العسكري للإجماع اليوم استناداً لما جاء في بيان وصفه بالإيجابي صدر من المجلس. وأشاد بالأجواء التي سادت خلال اجتماع اليوم، مشيراً إلى أنه تم التأكيد على المسؤولية المشتركة بين الجانبين مع التأكيد كذلك على ريادة وقيادة قوى التغيير للحراك الثوري، وتثمين دور القوات المسلحة، في حماية أرواح المواطنين. كذلك نوه إلى أن اللجنة المشتركة ستنظر في نقاط الخلاف الخاصة بترتيبات الانتقال وصلاحيات الأجهزة والهياكل المختلفة خلال الفترة الانتقالية.

تقدّم 3 أعضاء في المجلس العسكري باستقالتهم

من جهة أخرى، قال بيان صحافي صادر من إعلام المجلس العسكري الانتقالي إن 3 من أعضاء المجلس تقدموا اليوم باستقالتهم من عضوية المجلس.

وأوضح البيان، أن كلاً من الفريق أول عمر زين العابدين رئيس اللجنة السياسية والفريق جلال الدين الشيخ، والفريق أول شرطة الطيب بابكر تقدموا باستقالاتهم من عضوية المجلس العسكري الانتقالي. وأشار البيان إلى أن المتحدث الرسمي باسم المجلس أكد أن الاستقالة قيد النظر للبت فيها.

وكان تحالف "الحرية والتغيير"، قد وجه انتقادات عنيفة للثلاثي واعتبرهم جزءاً من النظام السابق، واتهم زين العابدين تحديداً بالسعي لإعادة إنتاج النظام القديم.

وعمل جلال الدين الشيخ نائباً لمدير جهاز الأمن والمخابرات منذ فبراير/ شباط 2018، وتتهمه المعارضة بأنه مساهم في قمع التظاهرات التي أطاحت بنظام البشير، بينما يشغل الطيب بابكر، منصب مدير عام الشرطة السودانية، وكذلك تحمله المعارضة مسؤولية التعامل العنيف للشرطة مع المتظاهرين.

يذكر ان تحالف "الحرية والتغيير"، أعلن في وقت سابق مساء اليوم، موافقته على استئناف التفاوض مع المجلس العسكري الانتقالي، بعدما كان أكد تعليقه خلال مؤتمر صحافي عقده يوم الأحد الماضي.
وجاءت موافقة التحالف إثر بيان أصدره المجلس العسكري أقر فيه بالدور الكبير الذي لعبه التحالف في التغيير الذي حدث في البلاد.

وقال  القيادي الأبرز في تحالف "الحرية والتغيير"، محمد ناجي الأصم، لـ"العربي الجديد"، إن التحالف تلقى رسالة إيجابية من رئيس المجلس العسكري، الفريق عبد الفتاح البرهان، دفعتهم إلى الموافقة على استئناف الاتصال مع المجلس والتوجه مباشرة الآن للقصر الجمهوري للقاء رئيسه.

ومنذ عزل الرئيس عمر البشير، يطالب تحالف "الحرية والتغيير"، المجلس العسكري، بتسليم السلطة لسلطة مدنية تتشكل من مجلس سيادي مدني بمشاركة عسكريين ومجلس وزراء مدني ومجلس تشريعي.

وكان المجلس العسكري الانتقالي في السودان، قد دعا اليوم، التحالف المعارض إلى اجتماع، يعقد مساءً، ويتم خلاله استئناف التفاوض بين الطرفين.

وقال المجلس، في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسمه، الفريق شمس الدين كباشي، إنه "يؤمن بدور قوى الحرية والتغيير في صناعة الثورة وقيادة الحراك بشكل سلمي، وصولاً إلى اقتلاع النظام"، مضيفاً أن المجلس "وانطلاقاً من المسؤولية الوطنية التي تقع على عاتقه في حفظ الأمن وبث الطمأنينة واجتثاث جذور الفتنة وبواعث الإقصاء وكل مخلفات النظام السابق، وضماناً لرعاية الظروف الملائمة لتحقيق أهداف الثورة السامية"، فإنه يعلن أن "أبواب التواصل والحوار والتفاوض مفتوحة حول رؤية قوى الحرية والتغيير التي قدمتها للمجلس، وصولاً لتحقيق تطلعات الشعب ومطالب الثورة".

ذات صلة

الصورة

سياسة

اقتحم عناصر من قوات الدعم السريع عدداً من منازل المدنيين في ولاية الجزيرة بشرق السودان أواخر الشهر الماضي، ونفذوا انتهاكات كبيرة بحق السكان.
الصورة
مخيم نزوح في مدينة القضارف - شرق السودان - 14 يوليو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

في تحذير جديد، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأنّ الجوع والنزوح وتفشي الأمراض، وسط حرب السودان المتواصلة، تشكّل "مزيجاً قاتلاً".
الصورة
توزيع مساعدات غذائية لنازحات من الفاشر إلى القضارف (فرانس برس)

مجتمع

ترسم الأمم المتحدة صورة قاتمة للأوضاع في مدينة الفاشر السودانية، وتؤكد أن الخناق يضيق على السكان الذين يتعرّضون لهجوم من كل الجهات.
الصورة
متطوعون في مبادرة لإعداد وجبات طعام بود مدني (فرانس برس)

مجتمع

زادت الحرب في السودان عدد المحتاجين الذين وقعوا ضحايا للظروف السيئة وواقع خسارتهم ممتلكاتهم وأعمالهم واضطرارهم إلى النزوح.