وأفادت الصحيفة البريطانية بأنّ "جهاز المخابرات الداخلية البريطاني (إم آي 5)، تمكن بالتعاون مع شرطة العاصمة في خريف عام 2015، بعيد توقيع الاتفاق النووي مع إيران، من إلقاء القبض على مجموعة قامت بتخزين مادة نترات الأمونيوم في آلاف من أكياس الثلج، وهي المادة الأساسية في القنابل منزلية الصنع".
وتقول "ديلي تلغراف" إنّ "حجم المواد المتفجرة يصل إلى 3 أطنان مكعبة، وهو ما يتجاوز حجم تفجيرات أوكلاهوما عام 1995 والتي ذهب ضحيتها 168 شخصاً، وألحقت الضرر بمئات المباني".
عملية سرية
وكانت الشرطة البريطانية قد داهمت أربعة عناوين في شمال غرب لندن، واعتقلت شخصاً في الأربعينيات من العمر بتهمة "التآمر لتنفيذ عمل إرهابي". إلا أن الشرطة أفرجت عنه لاحقاً من دون توجيه أي تهم. وتنقل الصحيفة عن مصادرها أن "المؤامرة أحبطت من خلال عملية مخابراتية سرية، بدلاً من الملاحقة القضائية".
وظلت تفاصيل العملية سراً وسط تكهنات بأن السبب وراء ذلك يعود إلى الرغبة في حماية الاتفاق النووي الموقع حينها حديثاً مع إيران.
وتشير "ديلي تلغراف" إلى أن بريطانيا حصلت على معلومات عن الخلية التابعة لـ"حزب الله" من دولة أجنبية، دفعت بالشرطة وجهاز الاستخبارات لبدء عملية سرية في محاولة لكشف أنشطتها. وسرعان ما تبين أن مخزن المتفجرات في لندن ما هو إلا جزء من مؤامرة دولية يضع فيها "حزب الله" أسس اعتداءات مستقبلية.
وتقول الصحيفة البريطانية إنّ المجموعة ذاتها قامت بتخزين أكياس الثلج في تايلاند سابقاً، وليتم إلقاء القبض على عضو في "حزب الله" في نيويورك عام 2017، كان يحاول التواصل مع مصنعي أكياس الثلج.
ووفقاً للصحيفة نفسها، فإن "هذه الأكياس توفر غطاء للعملية الإرهابية، حيث إنها سهلة النقل ولا تشد الانتباه، إضافة إلى أنه يصعب ربطها بأي نية إرهابية".
إلا أن مجموعة مشابهة شدت الانتباه لأنشطتها في قبرص قبل أشهر من القبض على خلية لندن، عندما ألقي القبض على شخص يدعى حسين بسام عبد الله يبلغ من العمر 26 عاماً، ويحمل الجنسيتين الكندية واللبنانية، وهو يخزن 65 ألفاً من أكياس الثلج في قبو منزله. وكشف خلال التحقيق معه أنه عضو في جناح "حزب الله" العسكري وتلقى تدريبات على أسلحة قتالية.
وقال أيضاً إن 8.2 أطنان من مادة نترات الأمونيوم قام بتخزينها بهدف تنفيذ أعمال إرهابية، وليحكم عليه بالسجن لست سنوات في يونيو/ حزيران 2015. كما وجدت الشرطة لديه نسختين من جواز سفر بريطاني مزور. وتنفي الشرطة القبرصة أن تكون هي التي كشفت عن المؤامرة لنظيرتها البريطانية.
وكشفت تحقيقات الشرطة البريطانية حينها أن المؤامرة كانت لا تزال في بدايتها وعدم وجود هدف معين لها بعد في لندن. بينما قال أحد مصادر التلغراف "ألا دليل بعد على أن بريطانيا ذاتها هي الهدف من هذه المؤامرة".
وفي 30 سبتمبر/أيلول 2015، داهمت الشرطة البريطانية أربعة عناوين في لندن، ثلاثة منها لشركات، وألقت القبض على شخص واحد فقط لم يتم الإفصاح عن جنسيته أو اسمه، وليتم إطلاق سراحه بكفالة بعدها، ولتسقط الاتهامات ضده لاحقاً.
وتعتقد الصحيفة أن السبب في ذلك يعود إلى أن الشرطة البريطانية تمكنت من إحباط اعتداء محتمل والحصول على معلومات قيمة عن أنشطة "حزب الله" في بريطانيا وخارجها.
بينما يعود القرار السياسي لعدم الكشف عنها حينها إلى حساسية الاتفاق النووي مع إيران، وأن صدور مثل هذه الأنباء كان سيقوض من دعمه بين البريطانيين. كما تم الحفاظ على سرية هذه المعلومات خلال النقاشات البرلمانية التي أدت إلى تصنيف كامل منظمة "حزب الله" بشقيها السياسي والعسكري على أنها منظمة "إرهابية" في فبراير/ شباط من العام الجاري.
وكانت الولايات المتحدة قد صنفت الحزب على أنه منظمة "إرهابية" في التسعينيات من القرن الماضي، إلا أن بريطانيا توقفت حينها عن حظر الجناح السياسي، بناء على تفاهم بألا يستهدف الحزب الأراضي البريطانية.