وقال تجمع المهنيين السودانيين إن شهود عيان أكدوا بصور موثقة أن سيارات بدون لوحات ظلت تجوب الشوارع والطرقات بدون حسيب أو رقيب، أثناء مليونية "القصاص العادل" في الخرطوم وعشرات المدن السودانية، وأضاف التجمع أن "القتل والرصاص الذي يواجه به الشعب لن يثنيه عن الوصول لكل جانٍ وكل معتدٍ أثيم ولن يمنعه من تحقيق أهداف الثورة".
وأعلن التجمع تمسكه بالسلمية المعهودة منذ بداية الثورة، محملاً المجلس العسكري مسؤولية القتل الذي شاع في المواكب، كما حمله "مسؤولية الوصول للمجرمين وتقديمهم لمحاكمات علنية يعرف من خلالها الشعب الدوافع من وراء هذا القتل المجاني للأبرياء"، وأكد على "مسؤوليته عن الأشخاص الذين يملكون سلطة امتطاء سيارات بدون لوحات أو أسلحة في الطرقات العامة"، مضيفاً أن "مسلسل القتل المجاني مع سبق الإصرار والترصد للثوار السلميين في المواكب في مناطق مختلفة من البلاد يؤكد فشل المجلس العسكري فيما يدعيه من انحياز لخيارات الشعب وحماية المواطنين والحفاظ على أمن البلاد، بل وتواطؤه بالمشاركة أو التقصير من أجل قطع الطريق أمام جماهير الشعب للوصول بثورتها إلى أهدافها".
وتحت شعار "مقتل طالب، مقتل أمة"، تأتي هذه التظاهرة استجابة لدعوة وجهتها قوى إعلان الحرية والتغيير للشعب السوداني، للمشاركة في المليونية بعد ثلاثة أيام من مقتل ستة متظاهرين بمدينة الأبيض غرب البلاد، معظمهم من طلاب المدارس الثانوية.
وانحصرت المواكب داخل الخرطوم حتى الآن في كل من أحياء الصحافة وجبرة والكلاكلة، ووسط الخرطوم وأم درمان وشرق النيل وبحري، بينما شملت قائمة المدن التي انضمت للمليونية الأبيض وكسلا وحلفا الجديدة والدويم وعبري.
وشهدت شوارع الخرطوم انتشاراً أمنياً واسعاً لقوات الشرطة، بينما غاب إلى حد كبير انتشار قوات الدعم السريع.
وكانت لجنة تحقيق شكّلها المجلس العسكري قد حمّلت أمس الأربعاء، في نتائج تحقيقاتها أفراداً من الدعم السريع مسؤولية إطلاق الرصاص الحيّ على المتظاهرين في مدينة الأبيض، مؤكدة توقيف المتهمين تمهيداً لتقديمهم للمحاكمة.
سياسياً، نسبت وكالة السودان للأنباء للمتحدث الرسمي باسم المجلس العسكري الانتقالي الفريق شمس الدين الكباشي، قوله إن المفاوضات بين المجلس وقوى إعلان الحرية والتغيير ستستأنف اليوم بفندق كورنثيا بالخرطوم بشأن الوثيقة الدستورية.
وكانت المفاوضات توقفت منذ 17 من الشهر الماضي، بعد توقيع الطرفين الإعلان السياسي بشأن ترتيبات الفترة الانتقالية.