لم تحسم تونس بعدُ ملف الانتخابات الرئاسية المبكرة، ليشرع ثُلث المرشحين الخاسرين في الجولة الأولى في حملتهم الانتخابيّة التشريعيّة، طمعا في موطئ قدم داخل البرلمان بعد فشل تجربة الرئاسة.
وشرع سبعة مرشحين خاسرين خلال الدور الأول من الانتخابات الرئاسية في السباق الانتخابي، في العودة إلى جهاتهم والدوائر الانتخابية التي يسكنون فيها، ليباشروا التواصل مع الناخبين بقبعة برلمانية بعد أن خلعوا قبعة الرئاسة.
وأطلق المرشح عن حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، المنجي الرحوي، حملته الانتخابية التشريعية من مسقط رأسه في غار دماء بمحافظة جندوبة (شمال غرب البلاد)، بعد أن حصل على 27346 صوتا فقط، أي ما نسبته 0.81% من الأصوات، في الدور الرئاسي الأول.
ويقود المرشح الفار من العدالة واللاجئ في فرنسا سليم الرياحي حملته التشريعية من باريس، بعد أن خسر الانتخابات الرئاسية بدوره باسم حزبه الوطن الجديد، فلم يتحصل إلا على ما نسبته 0.17% من الأصوات.
وتتفاوت حظوظ مجموعة المرشحين الخاسرين في الرئاسة، الطامحين في دخول البرلمان من أبواب الشهرة والحملة الرئاسية. ويعد الثلاثي الصافي سعيد (المركز 6 من ضمن 26 مرشحا للرئاسة)، وسيف الدين مخلوف (المركز 8)، وعبير موسى (المركز 9)، الأوفر حظا من بين الخاسرين المترشحين، حيث يعد هؤلاء وازنين انتخابيا لتجاوزهم نسبة 4 بالمائة من الأصوات، بما يخولهم استعادة مصاريف ونفقات الحملات الرئاسية، إلى جانب حصيلتهم الانتخابية الإيجابية التي تتجاوز 100 ألف صوت، في وقت يحتاج فيه الفوز بمقعد برلماني في تلك الدائرة ما يناهز 37 ألف صوت، إذا ما افترضنا أن نسبة المشاركة كانت 100% وصوت المسجلون جميعهم وعددهم نحو 310 آلاف ناخب.
ويرأس الصافي سعيد قائمة مستقلة تحمل اسم "نحن هنا"، فيما يقود مخلوف قائمة ائتلاف الكرامة، وكلاهما يدعمان ويساندان المرشح للرئاسة قيس سعيد صاحب المركز الأول، بما يشي بإمكانية أن يتحالفا معه في حالة بلوغهما البرلمان.
ولفت الغواري إلى أنه "من ناحية الذوق الاجتماعي واحترام ذكاء الناخبين؛ فلا يليق أدبياً أن تزوّد نفس الناخب ببرنامج رئاسي ثم تشريعي خلال نفس الفترة، بما يرسخ لدى الناخبين أن هؤلاء مدفوعون بالطمع لنيل المناصب مهما كانت وبأي تكاليف وشكل".