مدير وكالة الطاقة الذرية من طهران: لن نتأثر بالضغوط... وسنتعاون مع إيران
وعقب لقائه مع رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، أضاف فيروتا، في مؤتمر صحافي مقتضب، وفقاً لما أوردته وكالة "تسنيم" الإيرانية، أنّ الوكالة الدولية للطاقة الذرية "لا تتأثر بالضغوط"، من دون أن يكشف عن الجهة التي تمارسها، لكن طهران تتهم واشنطن بالضغط على الوكالة للتأثير على تقاريرها بشأن النشاطات النووية الإيرانية.
وأشار المسؤول الأممي إلى أنّ الوكالة "من جهة، تتولّى مسؤولية تقييم تنفيذ الاتفاق النووي، ومن جهة ثانية تواصل تعاملها الفعال مع إيران في تنفيذ البروتوكول الإضافي واتفاقات الضمانات الشاملة".
وشدد على أنّ الوكالة "ترغب في مواصلة التعاون مع إيران"، معرباً عن استعداد الوكالة للاستمرار بهذا التعاون "بمهنية وحيادية".
من جهته، رحّب صالحي، بفيروتا في طهران، قائلاً إنّها أول زيارة له كمدير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، و"نتفاءل بالخير حولها". وأعرب صالحي عن أمله في مواصلة التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية "بشكل واسع".
وقال صالحي، خلال المؤتمر الصحافي، "أجرينا مباحثات جيدة وقمنا بمراجعة النشاطات والتعاون الثنائي بين الطرفين حتى اليوم"، مضيفاً أنّ "الظروف الحساسة والتطورات التي أعقبت الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، تركت آثاراً سلبية على تعهدات مجموعة 1+5 المبرمة للاتفاق النووي عام 2015".
وانتقد صالحي موقف أوروبا بشأن التزاماتها في الاتفاق النووي، قائلاً إنّ الاتحاد الأوروبي "كان من المقرر أن يسد الفراغ الناجم عن انسحاب أميركا من الاتفاق النووي، لكن للأسف لم يفِ بوعده".
وأعرب صالحي عن استغرابه من تصريح المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، والذي قال فيه إن الالتزام الأوروبي بالاتفاق النووي يتوقف على التزام إيران به، متسائلاً "الالتزام بماذا؟ فهل هم ملتزمون بعدم تنفيذ التعهدات أو التعهد بالنكوث بالوعود؟".
وكان الاتحاد الأوروبي قد حثّ، الخميس، إيران على "التراجع" عن تخليها عن التزاماتها بموجب الاتفاق النووي مع الدول الكبرى، بعد أن أعلنت طهران أنّها تستعد للإعلان عن تخليها عن التزامات جديدة متصلة بالبحث والتطوير النوويين.
وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية كارلوس مارتن رويز دي غورديخويلا، للصحافيين، في بروكسل "إننا نعتبر هذه الأنشطة غير متوافقة (مع الاتفاق النووي)، وفي هذا السياق نحضّ إيران على التراجع عن هذه الخطوات والامتناع عن أي خطوات إضافية تقوض الاتفاق النووي".
وعزا صالحي سبب تقليص إيران تعهداتها النووية بشكل مستمر، خلال ثلاث مراحل إلى قرارها أنّ "الاتفاق النووي ليس طريقاً ذا اتجاه واحد وإنما هو طريق ذو اتجاهين".
من ناحيته، دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، خلال لقائه مع فيروتا، الوكالة الدولية إلى "ضرورة الالتزام بثوابت المهنية والحفاظ على السرية وتنفيذ المسؤوليات بصورة حيادية".
وبحسب بيان مقتصب للخارجية الإيرانية، أشار ظريف إلى أنّ التعاون بين بلاده والوكالة الدولية للطاقة الذرية "أدى إلى إصدار الوكالة تقارير متعددة في تأكيد التزام إيران بالاتفاق النووي"، داعياً إلى استمرار هذا التعاون بين الطرفين.
وقال ظريف إنّ الاتفاق النووي يسمح لبلاده بتقليص التزاماتها، موضحاً في هذا الإطار أنّ خطوات إيران لتقليص تعهداتها النووية "جاءت وفق البند الـ36 للاتفاق النووي رداً على عدم تنفيذ الأطراف الأوروبية لالتزاماتها".
ويقول مسؤولون إيرانيون إن ذلك البند يسمح لأي طرف من أطراف الاتفاق بتقليص التزاماته إذا لم ينفذ الآخرون التزاماتهم.
وأورد بيان الخارجية الإيرانية أنّ المدير العام المؤقت للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أشار، خلال اللقاء، إلى أنّ الوكالة "تسعى إلى بناء الثقة وتعمل بمهنية وحيادية في نشاطاتها".
ووصل فيروتا، اليوم الأحد، إلى العاصمة الإيرانية، والتقى بظريف، ومن المقرر أن يجري أيضاً لقاء مع أمين مجلس الأمن القومي علي شمخاني.
وتأتي هذه الزيارة بعد أن بدأت إيران، منذ الجمعة، تنفيذ المرحلة الثالثة من خفض تعهداتها النووية المنصوص عليها في الاتفاق النووي، وشملت إلغاء جميع القيود الزمنية الواردة في الاتفاق، بشأن إجراء البحث والتطوير حول أجهزة الطرد المركزي، وذلك رداً على انسحاب واشنطن من الاتفاق، في مايو/ أيار 2018.